ونحن نعيش اجواء شهر رمضان المبارك شهر الله الفضيل وما زلنا نقاتل بعضنا البعض من اجل المال والجلوس على الكراسي ومازال العراقيون يعيشون اجواء محمومة من الصراعات السياسية بين كتل متنفذة في الدولة واحزاب وجهات سياسية متعددة بينما نحن ابناء هذا البلد لم نجد اي تغيير في حياتنا اليومية بسسب مآسي السياسات الطائفية والعنصرية والارهاب الذي تنفذ في بلادنا من كل حدب وصوب مما جعل العراق يسبح في بحيرة من الدم دون ان تستطيع جميع الجهات الأمنية رغم الاجراءات المشددة والسيطرات التي تنتشر في معظم انحاء العراق ان تسيطر عليه تقضي على بؤرة. فالحكومة لا زالت تتخبط مابينها والكتل السياسية تبحث وسط هذه الاجواء المعتمة عن مصالحها…فلا وفاق ولا اتفاق ولا ندري متى ينضج الوفاق الوطني وكيف سيكون ؟
اننا نعلم ان حكومة الوحدة الوطنية تكون بقدر ما يكون مشروعها وطنيا .. والرهانات التي تحكم خياراته و تبعا لإرتباطاته و السياق الذي تتم فيه الدعوة إلى هذه الحكومة , يقينا لن يكون لها من الوطنية إلا الإسم والحكومة الوطنية فعلا هي التي تجمع الموالاة و المعارضة معا و من وراء ذلك مختلف التيارات السياسية والأيديولوجية الأساسية على أهداف وطنية جامعة هدفها مصلحة الشعب والوطن ولمواجهة التحديات التي يجابهها الوطن بعيدا عن أي نزعة إلى الإقصاء أو الإستقواء بطرف ضد طرف اخر.
ان انتخاب حكومة وطنية ينبغي أن تكون مدعومة من قبل المنظمات الوطنية التي تمثل الشرائح الإجتماعية الأساسية في المجتمع لذلك لا يمكن أن تكون حكومة وطنية منحازة ضد قسم من التراب الوطني لتقرب قسما اخر منه فالعراقيون منذ امد العصور عاشوا متاخين تجمعهم الوحدة والتالف وحب الوطن ولان الوطن بالانقسام الحراكي يجعل شطر البلاد شبه مشلول وسهل جدا ان يدخله سرطان الارهاب او يساعد فيه من قريب او من بعيد …الوطن سلسلة كل حلقة لها دورها…ومن الغباء ان نهتم بحلقة دون اخرى.ولكن اين هم المجمعون على مصلحة الوطن والداعين الى وحدة ابنائه؟ السؤال هنا :هل ستخرج البلاد من عنق الزجاجة ..وهل ستعيش رمضانا هادئا دون دماء؟
ام ان دماء العراقيين تبقى رخيصة في عيون السياسيين ؟
مقالات اخرى للكاتب