كل الحروب والمعارك بين طرفين أو أكثر كما نلاحظها عبر التأريخ القديم منه والحديث وأكثرها فعاليه ونماذج اظهرت بطولات جمعيه أوفرديه وكذلك خسارةً وخذلان هما الحرب العالميه الأولى بأدواتها الحربيه الرادعه والحرب العالميه الثانيه بأدواتها الفتاكه ودمارها الشامل. من خلال هذه الحروب كنماذج لو أردنا الأختيار منها نجد المذكرات والمواقف على لسان القاده أ و الجنود المقاتلين البسطاء. ونحن هنا لانريد استعراض كل أقوال من اشتهر وذاع صيته في هذه الحروب ولكن سنتقتصر على قولٍ أعجبني بعد مقارنتي لأقوال أخرى في غاية المثال والفروسيه والشجاعه وهو قول أحد الجنود الأرمن اثناء الحرب العالميه الثانيه مع القوات النازيه وهو يقاتل في صفوف قوات الأتحاد السوفياتي(( ليس الغريب أن تلقى حتفك، بل الغريب هو أن تبقى على قيد الحياة )) كلمات عظيمه على لسان جندي بسيط تنم على ثقته وتفانيه لحماية الأنسانيه وليست دوافعه كواجب عسكري لابد من تنفيذه. فالأنسان حتميته الموت ولاغرابة في ذلك، في حالات كثيره منها هذا الدفاع المقدس عن المبادئ الديمقراطيه والحريه وعن الأوطان .ويعتبر الحياة هم الأنسان الأكل والشرب والنعيم والتملك وغيرها غرابة عن الوجدان والضمير والأحساس الوطني والروحي، وهو ظمناً يعتبرها موت الأنسان سريرياً. ويعتبر الموت في سبيل غاية ساميه( قمة الفضائل) وهنا تراه يطبق مقولة نبينا محمد (ص) في جهاد المرء نفسه . لذا نرى الأستاذ العالم الراحل الدكتور عبد الرزاق السنهوري يقول (لعل هذا يفسر اننا ننسب كل الفضائل الى الأموات ونميل الى اسناد نقيضه الى كل حي ). هذه المشاعر التي اندفع لها هذا الجندي الى قولها دون أن يتجه بنظره لوجود الجنه والنار والعقاب والحساب حتى ولو كانت هناك مشاعر بسيطه على الطريقة المسيحيه التي ضحى السيد المسيح(ع) بمبادئه من أجلها قد وصلت فكرتها بشكل أو بآخر الى هذا الجندي. فكيف نحن المسلمون باعتقادنا الراسخ بهذه القيم من أن يظهر الشجاع والجبان في المعارك المصيريه للدفاع عن بيضة الأسلام؟. ولنا نماذج في معركة بدر الكبرى تميزت فيها البطولات والفروسيه ،ومعركة الخندق ،ومعركة خيبر وغيرها . وماذا نقول عن (حنظلة بن أبي عياش) حيث كان زواجه يوم معركة أُحد فالتحق وهو مجنب فقتل . فقال النبي (ص) رأيت الملائكه يغسلونه بماء المزن في صحائف فضيه .لذا سُمي بغسيل الملائكه . وكذلك المتفاني الشجاع الفارس (وهب) المسيحي الذي لم يمضي على زواجه غير أيام واذا به يلتحق بمعسكر الحسين (ع) في واقعة الطف وبتشجيع من أمه وقد التحقت به وهي حاملةً عمود الخيمه لتصرع شهيدة هي الأخرى الى جانبه . وفي التأريخ الحديث عن الجندي السوري المسيحي (جول جمال ) الذي اندفع فدائياً لنسف البارجه الحربيه الفرنسيه لاعاقة الملاحة للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 . ونحن نذكر ذلك بمفاخر مهما عفى الزمن عليهم بغض النظر عن القوميه أو الدين أو اللون وكما يقول الفيلسوف محمد اقبال (رُبّ شاعر يولد بعد موته ). وأفرزت المواقف كذلك بعض الخذلان (والجبانيه) عند البعض الأخر. ولايسعنا التطرق الى ذلك حتى لانثير حفيظة الأخرين الذين تحولوا بعد وفاة النبي (ص) الى أشقياء على أبناء جلدتهم. ونختم سلسلة هذا المقال بشعار الحسين(ع) رمز البطوله والتضحيه ( الموت أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار ) وهذ هو شعار الحريه والعزة والشرف . وفيه تفضيل الموت بدل الخضوع لحياة الُذل. فهنا ما بدأناه في أول قولٍ الذي يجمع الغرابه في الموت والحياة قبل أن يقولها هذا الجندي الباسل. وأسأل بحسره :ــ هل لدينا من أمثال هؤلاء في صفوف قواتنا البالغة أكثر من مليون عنصر ؟ المدججين بالسلاح الأمريكي ولامات الحرب تغطيهم من الرأس الى أخمص القدم ماسكين الشوارع وفروعها وقائدهم المالكي بعنوانه الكبير (القائد العام للقوات المسلحه)طيييط. وهو لم يخدم يوماً ما في مدرسة الجيش وهم ينتظرون نهاية الشهر لاستلام راتبهم التخّديري وكفى. وهم أبطال ومعنوياتهم عاليه على أبناء جلدتهم ومشهورون برفس الأبواب وتحطيمها على الطريقة الأمريكيه . ولقد صنعَ خيراً السيد المالكي للكسب الرخيص بالعفو عن الهاربين من عناصر الجيش والشرطه بسبب خوفهم من الموت المجاني المؤكد اثناء المواجهات مع الأرهابين وبعض قادتهم يعيشون على دمائهم منعّميين ومرفّهيين بفضل الرواتب المبالغ فيها التي يمنحها لهم مالكهم بين الحين والأخر. فأين الثرى من الثريا؟ . ألله يحفظ قواتنا والسلام .
مقالات اخرى للكاتب