"فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِنْ جُوعٍ وآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ".
1- حين قال السيد حسن السنيد وهو احد المزايدين على عبادة (رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ) والقيادي في( دولة القانون ) لعدد من وسائل الاعلام : (ان مايحصل من تفجيرات في مدن البلاد هو ليس تدهورا امنيا ولا خروقات بل هي هجمة ارهابية شرسة على العراق ) فانه قد عبر عن فهم النظام الاسلاموي القائم في العراق لمفهوم ( الامن ). الامن في مفهوم ( دولة القانون الاسلاموي) هو امن النظام وامن اركانه (الخاتلين ) في المنطقة الخضراء لا امن الشعب العراقي الذي فقد الامن والامان بصورة مريعة.
مفهوم النظام الحالي للامن هو نفس مفهوم النظام الصدامي ، ففي كلا النظامين تنحصر كل الاجراءات والخطط الامنية في حماية النظام من السقوط ، وفي كلا النظامين ظل الشعب يرتعش خوفا وهلعا لانه العدو الاول لاجهزة النظامين الامنية .
ضمن هذا المفهوم الفاسد للامن فان (الامن ) مستقر جدا جدا حيث لايصل الخوف الى (ربوع) المنطقة الخضراء ..فقد( اطعمهم من جوع) حد التخمة (وآمنهم من خوف) حد الاستهتار بكل قيم الاسلام النبيلة .
2- والسيد حسن السنيد لم يجافي الحقيقة حين نفى وجود اي اختراق ارهابي للاجهزة الامنية لان الحديث عن اختراق الارهابيين للاجهزة الامنية يفترض وجودهم خارج هذه الاجهزة في حين ان الارهابيين جزء لايتجزء من الاجهزة الامنية.
تعالوا نلقي نظرة سريعة على تركيبة المنظومة الامنية الحالية بكل مسمياتها لنتلمس مكان الارهابيين:
بعد حل المنظومة الامنية السابقة على يد ( بريمر ) بحجة موالاتها للنظام السابق تمت اعادة بناء منظومة امنية جديدة من الفئات التالية :
اولا: عناصر المنظومة الامنية السابقة نفسها ،وقد تعاقب بريمر واياد علاوي ونوري المالكي على ارجاع اعداد كبيرة من ضباط المنظومة الامنية السابقة متجاوزين حقيقة ان هؤلاء متشربين بعقيدة عسكرية ارهابية معادية لابناء العراق .
ثانيا : عناصر ميليشيات الاحزاب الاسلاموية (عناصر الدمج ) وهي عناصر ارهابية بامتياز لاتمتلك اي حس وطني وولاؤها الوحيد لاحزابها الطائفية .
ثالثا : اعداد كبيرة من المتطوعين (وقسم كبير منهم عملوا في المنظومة الامنية السابقة ) وقد جرى قبول تطوعهم تحت اشراف الاحزاب الاسلاموية الحاكمة وبشروط الموالاة والرشى ، ورغم ان عدد هؤلاء كبير الا ان اغلبهم من المراتب الذين لايملكون اي تاثير على الحالة الامنية.
فتركيبة هذه الاجهزة (عموما ) بنيت على اساس المحاصصة بين ارهابيين طائفيين لايختلفون عن بعضهم في دمويتهم واحترافهم القتل ، فكل الميليشات التي دمجت في القوات المسلحة والاجهزة الامنية هي ارهابية بامتياز من حيث الفكر المنحرف والسلوك الاجرامي والتاريخ الدموي.
والبعثيون الذين استقدمهم الامريكيون ثم علاوي والمالكي( بما فيهم عناصر الصحوات ) هم ايضا ارهابيون تدربوا على عقيدة قتل ابناء العراق ، وجرائم الانفال وابادة سكان الاهوار وقمع انتفاضة اذار عام 1991 كلها شواهد تدين عناصر المنظومة الامنية السابقة .
واذا كان الامر غير ذلك ،واذا كانت منظومتنا الامنية وطنية ولاصلة لها بالارهاب والارهابيين فكيف نفسر هذا الانحطاط الامني اللامعقول في ضل وجود مليون عنصر يشكلون جسد المنظومة الامنية ؟ التفسير المنطقي يقول ان المنظومة الامنية هي التي تقوم بالاعمال الارهابية او تسهل قيامها بدوافع شتى ..
نعم لايجوز التعميم وهناك استثناءات تقول بوجود عناصر وطنية مخلصة في جسد المنظومة الامنية الحالية والسابقة لكنها تبقى استثناءات فردية لاتغير من عتامة مشهد المنظومتين الامنيتين السابقة واللاحقة..
اجل سيدي حسن السنيد فالارهاب لم يخترق المنظومة الامنية لانه موجود فيها اصلا ..
3- واخيرا سيدي حسن السنيد فاني اذهب الى ماذهبت اليه انت حين قلت : ان العراق يتعرض الى ( هجمة ارهابية شرسة ) ..نعم انها هجمة بدأها البعث في عام 1968 وتواصل شنها احزاب وحركات وتيارات اسلاموية ملّكتها امريكا عرش العراق بهدف واضح لالبس فيه هو تدمير العراق فقط لاغير ..نعم ان الامر وبصريح العبارة هو كذلك ، فهذه الاحزاب والحركات والتيارات الاسلاموية (سنيها وشيعيها ) ومنذ سقوط النظام المقبور لم تتوان عن شن هجمات منظمة على العراق وابنائه مستخدمة الدين الاسلامي الحنيف لتغطية اعمالها الارهابية الشنيعة ، تتساوى في ذلك القاعدة وتفرعاتها والحزب الاسلامي (الاخوان ) والدعوة وبدر والمجلس والصدريين والفضيلة واحزاب الله وثأره (ثأره من العراقيين غير المتاسلمين)..
هذه الاحزاب جميعها اياديها ملطخة بدماء العراقيين ومارست الارهاب والفساد بكل انواعه ، وقد نجحت اساليبها الارهابية بفرض سيطرتها على العراق وشعبه وثرواته ومنظومته الامنية ، واستخدمت امكانيات العراق الهائلة لتامين سلامتها وسلامة مصالحها الجشعة تاركة الجسد العراقي مكشوفا امام طعنات خناجرغدرها..
4-لقد قررت طيلة الاشهر الماضية الصمت عن الكلام ( غير المباح ) لاخوفا من غدر مسدسات الاسلامويين الكاتمة للحرية بل لقناعتي بان الكلام لم يعد مجديا في مواجهة جريمة هؤلاء الارهابيين( في الحكم والمعارضة ) الهادفة الى تمزيق وتدمير العراق غير انني انفجرت اليوم رغما عن ارادتي لان سيل جرائم الاسلامويين قد بلغ حد الوقاحة ..
ساواصل الصراخ رغم علمي ان الاسلامويين كافة صم عمي بكم لايفقهون ..
( اخر الصراخ ) : لو فقه الثور العراقي لادرك انه سيذبح بعد ذبح الثور المصري
مقالات اخرى للكاتب