Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نوري المالكي... المتمرد على الشرعية الدستورية، إلى أين؟
الأربعاء, آب 13, 2014

العراق تايمز ــ كتب د. كاظم حبيب: لم التق يوماً بنوري المالكي مباشرة، ربما شاركنا معاً في مؤتمر المعارضة ببيروت في العام 1991، ولكنه لم يكن الشخصية المعروفة في ذلك الحين، وكنت منسقاً للجنة السياسية في المؤتمر. وحين أصبح رئيساً للوزراء تمنيت له النجاح بعد أن فشل رئيس حزبه السابق، إبراهيم الجعفري، في أداء مهمة رئيس الوزراء وتشبث أيضاً بالسلطة ثم اضطر على التخلي عن إصراره مقابل راتب مماثل لراتب نائب رئيس الجمهورية. وليس لي غرض شخصي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حين أنتقده وأشير إلى معايبه وعلله النفسية والاجتماعية والسياسية. إلا أن نهجه السياسي وسياساته الفعلية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وعلاقاته العامة وممارساته اليومية ومواقفه المباشرة من الفساد المالي والإداري وطائفيته السياسية التميزية الشديدة وانتهاكه لمبادئ حقوق الإنسان بفظاظة شديدة هي التي جعلتني أتعرف على طبيعة المالكي وأقدر بعد سنتين أو ثلاث سنوات من وجوده على رأس السلطة، وربما كنت متأخراً في التشخيص، إن هذا الرجل لا يختلف في نزعاته صوب الفردية والتهميش والإقصاء للآخرين، ومن ثم تحوله السريع صوب الاستبداد. ولو أتيحت له الفرصة والمستلزمات الموضوعية، كما أتيحت لبقية المستبدين بالعراق، لأصبح أكثرهم سوءاً بعد صدام حسين. فهو لا يختلف عن بقية المستبدين العراقيين، وما أكثرهم بالعراق. 

إن من يعمل في السياسة بالعراق ولو لفترة قصيرة، دع عنك من عمل وما زال منشغل بها منذ نيف وستة عقود، يمكنه أن يقدر أن هذا الشخص ليس برجل دولة ولا يصلح للمنصب الذي احتله وأساء إلى المنصب وإليه في آن واحد، كما يفتقد الحس والوعي الديمقراطي والممارسة الديمقراطية ولو بحدودها الدنيا، أو حتى قبوله بممارستها من قبل المجتمع. 
إن الفلسفة الفكرية التي يحملها المالكي، فلسفة جميع الثيوقراطيين الشموليين الذين لا يستطيعون قبول الآخر والرأي الآخر، ويريدون فرض رأيهم وإرادتهم وتصوراتهم للدولة الدينية "الشيعية" في القرن الحادي والعشرين وبعيداً عن الحضارة الإنسانية. في وقت لم يعد ممكناً تطبيق ما يريدون في هذا العصر، بل هم يناطحون الصخر، ومن يناطح الصخر يتكسر رأسه. 
في عهد نوري المالكي، هذا العهد الأسود، قتل الغالبية العظمى ممن قتل من المسيحيين بالعراق، وكذلك من الصابئة المندائيين، ومن الإيزيديين، وكذلك من الشيعة والسنة في الصراع على الهوية. وفي عهده أحرقت وفجرت أغلب الكنائس وهدمت أو فجرت أكثر المساجد أو الجوامع والحسينيات، وفي عهده قتل أغلب المثقفين والصحفيين ومجموعة من خيرة الديمقراطيين والتقدميين من المدافعين عن المجتمع المدني الديمقراطي الحر.
في عهده وصل الفساد إلى أعلى مستوى له طيلة حياة الدولة العراقية الحديثة، إذ أصبح نظاماً سائداً معمولاً به على مستوى الدولة والحكم والمجتمع، إذ لا مفر للمجتمع من التعامل به لتسيير شؤون اليومية. وفي عهده بلغت الصراعات بين الأحزاب والقوى الطائفية أشدها وانتقلت إلى صفوف تحالفه بالذات، لأن الرجل لا يتحرى عن حلفاء وأصدقاء له، بل يفتش في كل الزوايا للعثور على أعداء ليؤلبهم عليه وعلى نظامه بتصرفاته وعنجهيته. 
وفي عهد دفع العلاقات مع الكرد إلى أسوأ ما يمكن أن تكون عليه العلاقات بين حكوة اتحادية وحكومة إقليم في بلد واحد ودولة واحدة، وأجج باساليب عمله ومستشاريه ردود فعل لدى الكرد كان يمكن تجنبها. السلسلة طويلة. ولكن أسوأ ما في الأمر هذا الشعور الذي هيمن في حينها على صدام حسين حين قال "جئنا لنبقى"، وعبر عنها المالكي"أخذناها بعد ما ننطيها". لقد كان التصريح الذي دق المسمار في نعش الحياة السياسية للمالكي. 
ولكن المالكي لم يقف عند هذا الحد بل تمرد أخيراً على قرار الأكثرية في مجلس النواب والسيد رئيس الجمهورية حين رفض ليلة أمس الانصياع لقرار تكليف حيدر العبادي، الذي هو من حزبه ومن قيادته ومن بيته الشيعي، ويصر على أنه المرشح الوحيد لرئاسة الوزراء. وهنا نعود إلى قول صدام حسين الثاني الذي كان يردده دوماً: "لن اترك العراق إلا على جثث وأنقاض". وها نحن أمام المالكي يقول: " أنا صاحب الحق ولسان حاله يقول: لن اترك العراق إلا على جثث وأنقاض"! إذ ما معنى توزيع ميليشيات عصائب أهل الحق وبدر وحزب الله ومن لف لفها من ميلشيات طائفية عدوانية مسلحة، وكذلك قوات عمليات بغداد التي تدين له بالولاء وليس لغيره وأجهزة الأمن الخاصة التي يمكن أن نطلق عليها "فدائيي نوري المالكي"، كما كانت قديماً في العام 1941 "فدائيي يونس السبعاوي" وفي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي "فدائيي صدام حسين".
إن المالكي يحكم على نفسه بالموت سياسياً حين لا يقف وحده كمتمرد على الشرعية الدستورية بل يسحب معه قيادة حزبه ومجموعة من أعضاء وقياديي دولة القانون في التمرد الذي يقوده ضد الشرعية الدستورية، بالتالي يحرق أوراقه السياسية وأوراق حزبه ودولة اللاقانون كلها ولا يترك خط رجعة له ولهم. 
نوري المالكي فقد الرؤية الواقعية لما يجري حوله وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، فقد رؤية ما تسبب به للعراق والعب العراقي بسبب تلك السياسات الطائفية التي أصبح ثلث العراق تحت هيمنة مجرمي دولة العصابات الإسلامية، وأصبح مئات ألوف العراقيات والعراقيين والأطفال والشيوخ والمرضى والعجزة تحت رحمة القوى الإجرامية التكفيرية التي لا تعرف الرحمة ولا الذمة ولا الضمير والتي قتلت وتقتل من يقف في طريقها. إن نوري المالكي لا يريد أن يرى تأييد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي وكل دول العالم تقف ضده لأنه لم يكن سياسياً يلملم الصفوف بل كان المفرق للشعب كله. إن المالكي يعيش في أوهامه ويزيد في الطين بلة، وهو في النهاية خاسر لا محالة ولكنه سيكلف الشعب العراقي المزيد من الدماء والدموع والأحزان وطوابير من توابيت القتلى تتجه صوب المقابر.
إن المالكي أساء ويسيء التقدير لما جرى ويجري على الساحة السياسية العراقية والإقليمية والدولية. وإذا تمرد أكثر سيدفع بالمزيد من النجاحات لقوى داعش على حساب الإنسان العراقي والأرض العراقية.
كان على المالكي أن يقبل بالتحولات الجارية، أن يقبل برفض الغالبية العظمى له لا أن يتمرد ويعلن العصيان على الجميع إلا عن زمرة صغيرة تؤيده لأنها المنتفعة من فساد نظامه. أتمنى أن لا يدفع هذا الرجل ثمناً غالياً بتمرده كما دفع صدام حسين ثمناً غالياً بنفسه وأولاده وحزبه وتحالفه، أتمنى عليه أن يعقل ويقبل بالأمر الواقع، الذي هو ليس مما أريده أنا وغيري من الديمقراطيين للعراق المدني الديمقراطي الاتحادي غير الطائفي ولا يقوم على المحاصصة الطائفية بل على المواطنة الحرة المتساوية. إن الفوضى التي يريد أن يثيرها المالكي بمظاهرات نفر من أتباعه والقتال الذي يمكن أن ينشب سيقود إلى ما لا تحمد عقباه ومن يعلن التمرد على الشرعية الدستورية عليه أن يتوقع كل شيء، وهو ما أحذره منه.
أتمنى له أن يتخلص من العلل التي عانى منها طيلة السنوات التسع المنصرمة ويستخدم عقله لا لصالحه فحسب، بل ولصالح الشعب العراقي حين يكف عن الحديث عن حقه وحده في الترشح لرئاسة الوزراء. 
الطغاة لا يستحقون الحياة لأنهم يسعون إلى سرقة حياة الناس!!


اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45617
Total : 100