Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المدنيـّة ليست بالاصول العائلية
الأربعاء, آب 13, 2014
شعلان شريف

 

على هامش السجال السياسي حول تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة تابعت منشورات لعدد من الأصدقاء حول "بغدادية" العبادي وكونها ميزة لصالحه.
من الغريب أن يتبنى مثقفون مدنيون فكرة شعبوية تقول إن مشكلة بغداد بل مشكلة العراق هو كون الحكام هم من أصول ريفية أو من مدن "هامشية". والأغرب هو أن غالبية هؤلاء المثقفين هم أنفسهم من أصول ريفية ويفترض أن يكون ذلك دليلاً كافياً على أنّ التمـدّن خيار فكري وأسلوب حياة يمكن للمرء أن يكتسبه ويتفوق فيه على "أهل المدينة الأصلاء" وليس مجرد مظاهر يرثهاالمرء من والديه.

الشيء الآخر الذي استوقفني هو هذه الصورة المبالغ فيها عن تميز بغداد مدنياً عن غيرها من مدن العراق. وفي الحقيقة فإن التراث المديني في العراق عموماً بما في ذلك بغداد ضعيف وهامشي وقد انسحق وكاد يتلاشى بفعل ما يزيد على سبعة قرون من التصحر الحضاري والغزوات البدوية وغياب الدولة. وأن هذا الهامش المدينيّ بدأ يتسع وينمو في القرن العشرين في بغداد ومدن أخرى، ومنذ الخمسينات على الأقل كانت هناك نخب مدينية في ذوقها وأفكارها وأسلوب حياتها في كل محافظات العراق ومدنه الكبيرة والصغيرة. إلا أن هذه النخب المدينية وفي مقدمتها النخبة البغدادية بقيت نخباً قليلة العدد وسط حشود تتحكم بها التقاليد العشائرية البدوية والريفية. وقبل أن تتسع هذه النخب عددياً بما يمكنها من جعل قيمها المدينية قادرة على منافسة قيم العشيرة تعرضت للتفتيت والإبعاد والتهميش، أولاً بفعل القوانين الاشتراكية منذ أواسط الستينات ثمّ بفعل ضغوط الدكتاتورية الخانقة وحروبها. ومنذ مطلع الثمانينيات اتبع النظام الحاكم آنذاك سياسات ممنهجة لإضعاف القيم المدينية (الضعيفة أصلاً) وتقوية القيم البدوية والريفية (السائدة أصلاً). كلّ هذه التحولات لم يبق معها مبرر لتمييز بغداد عن غيرها بأنها أكثر مدنية.. وفي الحقيقة فإن الفارق في درجة التمدّن (بالأحرى في درجة اللاتمـدّن) بين بغداد وغيرها من المدن والمحافظات في الماضي وفي الحاضر هو فارق ضئيل لا يعطي أي مبرر لهذا الاستعلاء البغداديّ.
إن الصورة الجميلة لبغداد أو للبغداديّ المتمدّن المنفتح صاحب الذوق الرفيع والمتعايش بأريحية مع التنوع الدينيّ والمذهبي، الميـّال إلى السلم ...الخ هي صورة متخيلة نوستالجية تعيش في ماضٍ متخيل هو الآخر .. فهذا البغداديّ المتخيل لم يكن سوى قطرات متلئلئة في بحر معتم أو معتـّم عليه. أما في الصورة الحالية فإن "التمدّن" هو هامش صغير مسحوق وسط عشائرية بدوية وريفية ضاربة الجذور منتشرة الأفرع. وللعلم فإن أغلبية من ينتمي إلى هذا الهامش الصغير الذي نأمل بتوسعه داخل الوطن هم ممن ينحدرون من أصول ريفية من سكان بغداد وغير بغداد، وعليهم يجب أن نعوّل في استعادة المدنية المفقودة لا على من يحملون دماءً مدنية في عروقهم خاصة وقد اختلطت الدماء وتلوثت بفعل عقود من "البدونة" الممنهجة.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.40974
Total : 101