هل يعقل , أن داعش هذه , بمسلحين لا يتجاوزون العشرة الاف , وبأسلحة مضى عليها الزمان , تهدد أمريكا , دي أمريكا يابا , وأوربا العجوز, والعالم الثالث الغافي على كنوز الشرق وبأنظمة متهالكة , وتجيش لها الجيوش , وترصد لها خزائن الدول العربية والخليجية , لمحاربتها , وبلا هوادة , وبلا حدود جغرافية .. وهي والعالم كله , على قناعة تامة , أن داعش تمول وتدعم , وغالبية مقاتليها , هي من الدول ذاتها , التي تشارك في حلف أوباما اليوم ..هل وصل الغباء والسخرية فينا , نحن الشعوب العربية , أن نجهل ونغلس , عن السبب الحقيقي لمحاربة تنظيم , هم من صنعوه , وحانت ساعة , تشغيل المصانع الامريكية , خدمة للاقتصاد العالمي , الذي ساده الترهل والكساد ..
وسؤال ثاني يرحم أهلكم .. لماذا هذا الكيل الدولي بمكيالين .. أوباما وستراتيجيته المفاجئة لانهاء وجود تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام , ويقدم الدعم الجوي والاستشاري , وأيصال السلاح الى بغداد وأربيل .. ويفرض على السعودية , المشاركة بالمال , وتوفير معسكرات لتدريب قوات مشابهة لداعش على أراضيها , وأن تقوم طائرات أمريكية بضرب أهداف هذا التنظيم المسلح , في سوريا أيضا , وبدون المشاورة والمشاركة مع الحكومة السورية , بحجة أن الرئيس بشار الاسد , فاقدا للشرعية .. ولا أدري هنا , من يحدد شرعية الحكومات , أذا ما أختلفت في توجهاتها مع أمريكا ..
نحن في العراق , نفهم , أن الدعم الامريكي والدولي , ليس من أجل سواد عيون العبادي أو البرزاني , ولا حتى السنة العرب , فهناك شروطا أمريكية , لا بل أسرائيلية , يتوجب على بغداد وأربيل , الموافقة عليها , حتى قبل تنفيذ أية طلعات جوية , وألا سيتم سحب هذا الدعم بجرة قلم , وبأشارة واحدة من أوباما .. وسيكلف , فيما لو رفضنا تلك ( المطالب المشروعة ) , ولا سامح الله , أن نرى داعش , وهي تتمشى في الباب الشرقي , واضعة شعارها على نصب حديقة الامة , معلنة دولة الخلافة الاسلامية من بغداد .. والمطي يموت بكروته !!
يبدو أن حكومة الدكتور حيدر العبادي , أمام خيارين , أحلاهما مر كلش مر .. أما أن تسير مع تحالف أوباما , لدحر داعش , وأنهاء وجودها في الاراضي العراقية , وبذلك يتخلص العبادي من مشكلة كبيرة تؤرق حكومته , وعودة النازحين الى مدنهم وقراهم .. ألا أنه يفقد دعم ومساندة أيران , التي من أجله سحبت البساط من تحت نوري المالكي , وسقوط أول وتد من خيمة أيران وحزب الله وسوريا , مرورا بالعراق الحيوي , لهذه الخيمة .. بمعنى , أن نجوم الظهر ستتساقط على العراقيين .. والميليشيات المتناثرة في أرض الله الواسعة , ستقول كلمتها الفصل ..ولا حول ولا قوة ألا بالله ..
مقالات اخرى للكاتب