الوطن عند عامة الناس هو بيت على قطعة أرض يملكها يستطيع أن يعيش فيه بأمان مع عائلته، لهذا فعراق اليوم لا يمثل وطن للكثيرين، بل محطة مؤقتة بقطار أعمارهم، محطة متواضعة صغيرة الحجم لا تتسع لأحلامهم الوردية، لهذا فهم لا يطيقون صبرا أن يغادروها بأي ثمن، حتى لو كانت حياتهم.
العراق البلد الغني بالموارد الذي كان يلقب سابقا بأرض السواد لكثافة زرعه، لم يكن كما كان فأكثر أرضه اليوم صحراء قاحلة، فلا زراعة ولا صناعة، فقط بيع للنفط واستيراد للسلع، حتى التمور بتنا نستوردها من البلدان المجاورة رغم ان أكثر أصولها عراقية.
بلد نفطه بئر من ذهب لا ينضب، ولكن للأسف فأكثر خيراته تذهب الى القلة الفاسدة المسيطرة على البلد، والاغلبية تبحث عن الفتات أن تبقى لتأكله.
بلد يسرق فيه الشعب مرارا وتكرارا، ومع ذلك فهنالك من لا يزال يصفق لمن يسرقه ويجله ويضعه بيده بموقع أكبر، وذلك لأسباب عدة قد تكون قبلية او تعصبية، لكن في النهاية كلها غير منطقية.
بلد أن كان المرء فيه ذا سلطة ومال يحترم وأن كان ذا عقل ودين يحتقر، بلد وصل فيه الفساد أن يتاجر بالدماء وتباع الأرض، ويسلم العرض من أجل سلطة واهية وكرسي مشؤوم.
لن أترك ارضي للأغراب لأعيش عبدا لهم في بلدانهم، ففراش الشوك في موطني أرق من الحرير الياباني، وطعم الحنظل أشهى من الشكولاتة السويسرية.
ليتني أهاجر ولكن ليس الى بلاد الغال ولا بلاد الفسق والفجور، ليتني اهاجر الى مراقد الأنبياء والأئمة وباقي الرجال الصالحين، الى حماة القباب الذهبية وآخر المجاهدين، ليتني أقطع وأهلي من قبل داعش وباقي التكفيريين، لتروي دمائنا أرض الحسين.
مقالات اخرى للكاتب