حين يذكر كلمة اضرابى عن الطعام يأتي لأول لحظة في ذهن المتلقي اسم الزعيم الهندي غاندي الذي قارع نظام الاستعمار البريطاني المملكة التي لاتغيب عنها الشمس في وقتها والذي هز عرش إنكلترا وهو لايملك سوا ما يرتديه وعند اضرابه عن الطعام او عن شراء ملابس مستوردة فأن اغلب الشعب الهندي امتثل لكلماته حتى باتت لا تأكل او تشتري البضائع الإنكليزية وبقت في المستودعات لأشهر وسنوات ؟؟؟؟؟؟
اما هنا فالامر مختلف جداً حين دعى السيد مقتدى الصدر ابن المرجع الثائر على نظام الاستبداد البعثي الذي تعرض الى التصفية الجسدية مع اولادة من قبل اجهزة لنظام صدام الى اضراب عن العمل وإضراب عن الطعام في خطوة هي الاولى بعد عام٢٠٠٣ وقيادة العراق من قبل احزاب شيعية .
والغريب من انه زعيم التيار الصدري اصدر بيانه وبعدها ذهب في زيارة غير رسمية الى بيروت حيث تسكن عائلته هناك.
والاغرب ان الصدر طالب الشعب بالاضراب عن الطعام بالرغم من عدم تواجده بالعراق وسط اتباعه و هو القدوة والمثل كما فعل الزعيم غاندي وفضل اكل التبولة والحمص بطحينة في مطاعم بيروت على التواجد مع الشعب في اضرابه عن الطعام لمحاربة الفساد متناسي ان غاندي بدأ بمحاسبة نفسه والتخلي عن كل ما يملك سوا ما يرتديه حتى اصبح رمزاً للمستضعفين في الهند اما غاندي العراق صاحب موكب الأربعين (جكسارة) والأكثر من ٣٠ عضو في البرلمان وعدد من الوزارات التي تعيش فيها مافيات الفساد نسي او تناسى ان يبدأ بنفسه والتخلص من كل مافيات الفساد من حوله وكل مظاهر الترف وباتت دعوته الى محاربة الفساد عاجزة .
كان يجب على السيد الصدر ان يبدأها بتيار اولاً حتى يصبح رمزاً وتلقى دعوته لمحاربة الفساد اذان وقلوب صاغية مثل ما وجدت دعوات غاندي قلوب صاغية محبته باخلاص الى بلدها دعوة السيد مقتدى الى "الفاسد لايمثلي" هي دعوة ناقصة لان الفساد موجود في الوزارات التابعة له وفي بعض أعضاء البرلمان كتلة الفساد موجود في التهديدات من قبل بعض اتباع التيار الصدري لكل من يكتب شي ضد توجهاتهم اوينتقد زعيمهم حتى وان كان نقدا بناء الفساد موجود بالاراضي التي توزع للسكن من قبل اتباع التيار الصدري من غير مسوغ قانوني، الفساد موجود في المساومات السياسية حين اصطف كتلة الأحرار مع رئيس البرلمان قبل حجب الثقة عنه ،على مقتدى الصدر ان لاينسى تاريخ ابيه وعمه المشرفين وان التاريخ لايرحم ولا ينسى او يتناسى من يقف بوجه الطغاة ومن ياكل تبولة في بيروت؟؟
مقالات اخرى للكاتب