بديهية هي مسألة المستويات الاجتماعية والفوارق الطبقية وخاصة في السنين السابقة لثورة التكنلوجيا والـسراميك “للطرفة ” الذي كان يشكل فارقا طبقيا كبيراً في مخيلتي المحدودة وقد تكون لدى البعض من اقراني في العمر والمستوى فلم تكن كل البيوت تحتويه الا بيوت “المدنية” كما نسميهم .
ومع المدنية وعقدة الفوارق الطبقية حتى في اللهجة فقد كانت “الجيم” مقياسا مهما للمستوى البيئي والاجتماعي والثقافي , وبيئتي الريفية كانت تنمي ذلك الفرق لدي كلما سمعت امي تقول (ويهي,, ريلي,,ايينه,, ديايه ) الى غيرها من الكلمات التي ما ان يتغير الياء فيها جيماً حتى استشعر برقي المستوى في داخلي ,,الا ياء واحدة لم استطع تغييرها والتي ما زالت عندي مقدسة كقدسية وعظمة “ليلة الحِيّة ” بكسر الحاء وتشديد الياء او ليلة الطبك وهي ليلة احياء ذكرى مصاب الحسين عليه السلام التي لم استطع ان انطقها “حجة” خجلا من محيطي وعائلتي وبيئتي لكن في الوقت نفسه كانت لدي رغبة في مجاراة بنت المعلمة وبنت الموظف وبيت فلان ” المدنية” لكي اصل الى المستوى الذي كنت احسه راقيا .
مع استمرار احياؤنا لهذه الليلة العظيمة على توالي السنين ومع الوقت والدراسة والادراك عرفت ان الياء في “ليلة الحية” لا يمكن ان تتغير الى جيم حتى وان كان من يحييها هم المدنية فهي ليلة الاحياء ,الاحياء بالذكر والدعاء والزيارة ,الاحياء وليس الاحجاء فلم يرد في التاريخ ان فلانا “احجا ليلة” فالإحياء لغويا هو جعل الشيء حياً أي ذات حياة ,ومصطلحا هو استعارة في السهر وترك النوم في جميع الليل أو أكثره ,وهو ما يحدث في ليلة استشهاد الامام الحسين “ع” ليلة العاشر من محرم الحرام
التذكير لنفسي اولاً اذ ان بعض الياء لا يمكن تغييرها حتى مع التحضر , ولكل الطبقات الاجتماعية التي ابدلت الياء جيما لكي تحجي ليلة الاحجاء فتكون حجة “للصبح”
وكل التحية والتقدير لـ” ياء ” امي المقدسة
مقالات اخرى للكاتب