تحدثنا سابقا عن موضوع اللوبيات ، وسعي الكثير من السياسيين ممن يستغل موقعه الوظيفي في توظيف المال العام,واخرين من المال المسروق للترويج الشخصي من خلال توظيف شخصيات اميركية قريبة او مؤثرة في القرار السياسي الاميركي سيما وان المؤوسسة الحكومية الاميركية تعتمد في قراراتها على ما تقدمه مراكز المسح او الدراسات من تقارير بشان الحكومات والدول الاخرى ، وكما قلنا سابقا ، الحكومة التي تمثل بشكل رسمي الشعب ، غائبة تماما عن هذا الموضوع رغم ما تمتلكه من امكانيات مادية وحرية الحركة في التواصل ، وعجزت عن ان تجد شخصيات او جهات يمكن ان تكون عينها على مراحل صنع القرار الاميركي من اجل صد مؤامرات الاخرين ممن يمتلكون تأثيرا في صنع القرار الاميركي ولا يرغبون في استقرار العراق وخصوصا بعض دول الجوار ، لانها ممثلة لشعب ودولة ، وتركت الساحة فارغة لشخصيات سياسية عراقية ، تعمل من اجل مجد شخصي بدعم اميركي نتيجة هذه اللوبيات للحصول على مواقع في اية حكومة بعيدا عن اية استحقاقات انتخابية بحجة تمثيل هذا المكون او ذاك الاتجاه ، و لاتتوانى هذه الشخصيات عن احداث فوضى وأقتتال داخلي من اجل تلك المناصب ما دام المال هو الغاية من قبل الجميع في ظل دولة لا تردع السارق بل تتظافر جميع كتل السياسية من اجل توفير الحماية للسراق من خلال تشريعات برلمانية مع سكوت شعبي مثير للدهشة ، ولا ريب ان قانون العفو العام الذي صدر مؤخرا خير دليل على ذلك ، وهنالك قائمة تضم سياسيين ورجال اعمال وزعماء عشائر ورجال دين ، بدءا من رئيس الوزراء الحالي مرورا بعدد من اعضاء التحالف الوطني وهم قلة لاعتبارات تتعلق بارتباطات اقليمية ، اما قوى التحالف الوطنية فهي باكملها منخرطة في هذا الموضوع اضافة الى شخصيات سنية ابرزهم خميس الخنجر الذي يطمح بشكل كبير الىى تسيد الاقليم السني القادم مدعوما من دول الخليج والاردن ، والذي يطمح في اقامة علاقة كونفدرالية اولا مع المركز ، وهو اكثر الاطراف السنية عملا في هذا الجانب حيث خصص مبالغ كبيرة جدا ، واستطاع تكليف شخصيات مهمة بعضها في ادارات سابقة اضافة الى كتاب رأي ، ويبدو انه يعشق سلوك مسعود البرزاني في ادارة الاخير للاقليم الكردي ، ومن عناصر الترغيب التي يلوح بها الخنجر ، انه سوف يمنح الشركات الاميركية تسهيلات كبيرة للاستثمار في ثروات الاقليم السني ، وبالمناسبة الرجل اوفر حظا لان يتزعم التحالفات السنية القادمة وربما سيسقط بقية السياسيين الحاليين من السنة ، لانهم كانوا احد الاسباب الرئيسية لدخول داعش التي شردت سكان المدن السنية ودمرتها وفتكت بابناءها اكثر من اي مناطق اخرى اضافة قيام بعضهم بسرقة مبالغ اعانات للنازحين سواءا الحكومية منها او تلك التي وردت كمساعدات دولية ، وقد سجلت الصحافة الاميركية قبل المسؤولين الحكوميين تلك السرقاتنعود ونقول لو ان المركز احسن ادارة البلد داخليا وكسب العواصم المؤثرة ، لامكنه من وقف جماح كل السياسيين الذين لا يتورعون عن وضع العصا في دولاب بناء الدولة العراقية الجديدة ، ولاناخوا رحلهم لانهم جميعا لا يهمهم الوطن بقدر ما تهمهم السلطة والمال ، وما زيارة السيد مسعود البرزاني الاخيرة لبغداد ، الا دليلا ملموسا لقولنا هذا ، فالرجل الذي ادار ظهره لبغداد طيلة الفترة الماضية ، وتجاهل قراراتها واقام نموذجا مشوها للفدرالية ، حيث صارت كردستان عبئا على البلد ، لها حقوق وليس عليها واجبات وتفرد بقراراتها وميزانيتها واستغلال ثرواتها متجاهلا حتى حلفاءه الاكراد في ادارتها ، نتيجة قراءة خاطئة للمواقف الدولية والاقليمية التي بطبيعتها تعاطفت وتتعاطف مع الشعب الكردي بسبب ما تعرض له على ايدي الحكومات السابقة من قهر واستبداد ، ، ولتعكزه على تحالفاته مع قيادات شيعية هي ايضا وقفت وتقف معه للضغط وابتزاز قوى شيعية اخرى او لتصفية الحساب مع بعضها ، ها هو يعود القهقري بصفة رئيسا للوفد الكردي المفاوض كما اسماه العبادي في المؤتمر الصحفي وليس بصفة رئيس الاقليم ، بعد ان استوعب السيد مسعود الدرس جيدا وادرك ان المواقف الدولية تحكمها اطر مصالح كبيرة تفوق مصالح الدول الصغيرة او مصالح الاقليات ان لم تكن الاخيرتين ثمنا لتحقيق تلك المصالح ، وكانت قراءته هذه متأخرة ، حيث كان لزاما على كل السياسيين ادراك تجارب عصفت بالمنطقة ودمرت بلدانا نتيجة عنتريات قادتها وفهمهم القاصر للاحداث والاشارات كما هو الحال مع صدام قبل غزوه الكويت عندما فهم اشارات رضى لما يخطط له ، واوصل العراق الى ما وصل اليه الحال الان لانه كان الزرع وهؤلاء الحصاد المر لذلك الزرع السيءمن هنا ندرك انه كلما كانت الحكومة قوية في رأيها ، كلما كان الاخرين اضعف امام قوة الحكومة ، وبالتالي نستطيع ان نؤسس لدولة القانون الحقيقية وليست مجرد مسميات ، وهذه القوة تأتي كما اسلفنا من حسن التدبير مع القوى المؤثرة في العالم ، وكما يبدو ان السيد العبادي وجد هذه المرة اذنا صاغية في عواصم القرار مكنته من ان يسمي البرزاني رئيس الوفد الكردي المفاوض ، ومن ان ينتقد علنا ولاول مرة لمرات متكررة اردوغان وان يصعد لهجة الانتقاد هذهوفي الحلقات القادمة سنخوض في اقتراح اجراءات تخالف ما تعودنا عليه من سلوك واجراءات رافقت السنوات التي تلت الاحتلال وسقوط النظام السابق بعد ان صارت صخرة كأداء في مسيرة بناء الدولة وعصا يتعكز عليها البعض في تحقيق غايات لا صلة لها بالوطن والوطنية – يتبع -
مقالات اخرى للكاتب