إن الذي يقرأ ويتابع الكتب والمقالات التي تعرضت لنقد وإصلاح الشعائر الحسينية التي نشرتها بعض المجلات والصحف العراقية ، سيجد (بدون عناء) لوناً صارخاً من ألوان المجاملة العجيبة الغريبة !! تلك المجاملة التي لانستطيع أن نصنفها حتى في خانة (التقية ) التي هي من عقائدنا وآدابنا مع من نكره و مع من نحب على حدٍ سواء!!
لقد حاول القلة من الكتاب والصحفيين التعرض لهذه القضية الحساسة ، والتي ترتبط بعادات الناس وموروثاتهم الإجتماعية التي ورثوها عن الآباء والأجداد ، حيث يقومون بها بدافع الولاء العاطفي (لآل البيت عليهم السلام) والتي ترتكز على أحاديث ضعيفة حتى صارت عقيدة دينية لديهم ، إلا أن الكثير من هؤلاء الكتاب والصحفيين قد شحنوا بحوثهم وكتبهم بالعناوين (الضبابية) وينتقون الكلمات (العائمة) التي تحتمل أكثر من معنى ، وبعضهم تخونه الشجاعة التي أبداها في مقدمته فيتحول إلى (ناقد لكل ناقد) !!!
وعلى سبيل المثال كنت أتابع وأقرأ الكثير من المواضيع التي تنشرها الصحف والمجلات العراقية والتي لها علاقة بهذا الشأن الخطير أو مايسمى (بنقد وإصلاح الشعائر الحسينية) وتوجيهها وتنظيمها بالشكل الصحيح ،فلا أجد في مضمونها إلاَّ اللف والدوران والخشية من قول الحقيقة الصادقة ، وأجد ربما في البعض الآخر هروباً سريعاً من هدف المقال و البحث إلى [المجاملات والتقيات] التي لاتخدم ديناً ولا تصلح مجتمعاً !!
هل قال أحد هؤلاء الكتاب أن الفعل الفلاني باطل وحرام ؟ أم هل أوضح الناقد الحصيف رأيه الشجاع بأبشع صور العزاء والأداء لبعض الشعائر؟ وهل بين لنا الأخوة الفلاسفة والباحثون الأبطال النتائج الوخيمة على سمعة مذهبنا ، أم إنهم إكتفوا بالنقد القشري [والترف الفكري] الذي لايسمن ولايغني من جوع؟؟
وأنا أسأل كل من له عقل أوألقى السمع وهو شهيد : ماهي فائدة هذه الكلمات الغائمة والعناوين الفضفاضة لنقد الشعائر عند ذلك الرادود الذي يقف أمام المئات وهو يتهجم على العلماء والمفكرين وينال منهم بأفحش الكلام وأخس الأقوال لأنهم أفتوا بحرمة وعدم موضوعية بعض الشعائر الدخيلة علينا والتي شوهّت مذهبنا وأساءت إلى ديننا الحنيف !؟؟ وما الذي يفهمه هذا الجاهل من النصائح الناعمة ..والكلمات الغائمة..والترف الأدبي ..والسباق الفكري عند بحوث وكتابات هؤلاء الكتاب من أهل النقد ودعاة الأصلاح في الشعائر الحسينية ؟؟
لقد أراد أئمة أهل البيت عليهم السلام لقضية الحسين عليه السلام أن تستمر وتتواصل في مدى الزمن لتكون الشجرة النبوية التي تؤتي أكلها في قضايا الإنسان المصيرية ، وقد أدخل الناس في عاشوراء كثيراً من العادات ،وساهم تقادم الزمن في تجميد بعض عناصرهذه القضية الكبرى ، فغدت في بعض المراحل طقوساً جامدة لاتحرك الوجدان ، ولاتثير الهمم أمام الظلم والباطل، وأصبحت في بعض مواقعها مناسبة لجلد الذات لا لأنتاج إنسانيتها !!! وجعل فيها البعض فرصة لإثارة النعرات المذهبية والطائفية وتنفيسا عن الأحقاد التاريخية ، ومنهم من إستغلها بكل وقاحة من أجل الكسب المادي تحت غطاء الحب والولاء[ والخدمة الحسينية] ، فتفن بالأحتيال ،وتنوع بسلوك الطرق الماكرةوالأساليب الخادعة ، وذلك لكسب المال بإسم الحسين عليه السلام وقضيته ، وما الى ذلك من الأمور التي يندى لها الجبين ، مما يتعارض مع قداسة الحسين وقضيته الكبرى ولاينسجم مع الصفة التي تطل على الجميع من موقع الطهر والصفاء والأخلاص ..
إننا ندعو ومن – باب الحرص- كل من يريد أن يدلو بدلوه في هذه القضية المهمة أن يقول مايختلج في فؤاده وليس ما تختزنه عواطفه ورغباته ، فأن الدين والإسلام وموالاة آل البيت عليهم السلام ليس رغبات ومشتهيات ، أنما هي صدع بالحق ، وقول بالفصل وما هو بالهزل …!!
مقالات اخرى للكاتب