ما جرى في مدينة البصرة محزن ومحبط جدا، وهو ذو دلالاتٍ كثيرة أولها أن ادعاء الانتساب لقيم الحسين لن يحصّن المرء بما يكفي لتخليصه من أخلاقيات يزيد، فالغاضبون من أجل راية الحسين ارتكبوا الفعل ذاته الذي ارتكب بحق الحسين، وهو فعلٌ لم يتوقفوا عن إدانته وتعريته منذ قرون .
الدلالة الأخرى الخطيرة هي سكوت الدولة عن الجريمة والتعتيم الذي تمارسه القنوات الفضائية "الشيعية" حولها .
الحال إنني كنت سأحترم الدولة لو إنها سارعت إلى اعتقال من قام بالفعل الممجوج، وكذا كنت سأنحني تبجيلا للقنوات "الشيعية" لو انها ركّزت على الخبر وخصصت له جزءا من تغطيتها. الموضوعية تقتضي أن تنتقد هذه القنوات الفعل مثلما انتقدت مقتل حسن شحاتة، وهو أمر ينسحب على الأفراد أيضا.
شيء أخير أود إلفات نظر الشيعة له، فبعضهم دافع من حيث لا يدري، إما بصمته المنطلق من مبدأ "التطمطم" لمساوئ الجماعة، أو بالتذكير بما يرتكبه المتطرفون السنة من تفخيخ وتفجير لأتباع الحسين (ع).
ولهؤلاء أقول أن واحدا من أعظم الأسس الأخلاقية التي أرساها الأئمة عليهم السلام هو أن "الساكت عن الحق شيطان أخرس" وأن الولاء للحق يعلو على الولاء للطائفة والدين والقومية والعرق .أما السكوت عن الجريمة بذريعة تطرف بعض تيارات الجانب الآخر من مفخخين ومفجرين، فهذا يتنافى مع قاعدة قرآنية عظيمة تفيد أن "لا تزر وازرة وزر أخرى" وأن معالجة الخطأ بالخطأ والجريمة بالجريمة هو خبال حقيقي لا علاقة له بالإخلاق ولا بالعقل.
شيء محزن حقا وحادثة أكثر من محبطة..
مقالات اخرى للكاتب