العراق تايمز: نشرت وكالة رويترز تقريرا حول تواجد "داعش" في مناطق غرب العراق، جاء فيه:
في صحراء غرب العراق قرب الحدود السورية وسط الرمال والحجارة تقول لافتة بوضوح أنك مقبل على دخول الدولة الإسلامية في العراق والشام.وبثت مواقع يستخدمها الجهاديون على الانترنت مقطع فيديو قصيرا للافتة الشهر الماضي، وهو ما يعبر عن هدف حمله مقاتلو القاعدة لفترة طويلة، وهو إقامة إمارة إسلامية.
ويقول مسؤولون ومحللون إن مقاتلي داعش كثفوا هجماتهم على أهداف استراتيجية في أجزاء من غرب العراق في الأشهر الثلاثة الماضية في محاولة لتحويل حلم الإمارة الى حقيقة.
وقال المحلل المستقل هاشم الحبوبي «يعتقد تنظيم القاعدة أن هذه المناطق لا تربطها صلات أمنية واجتماعية قوية بالحكومة المركزية، وبالتالي سيكون من السهل فصلها عن العراق»، وأضاف «هذا هو الهدف من كل هذه الهجمات».
وسيطر مقاتلو القاعدة على معظم المناطق السنية بعد الغزو الأميركي، ورغم لجم تحركاتهم بين عامي 2006 و 2007 الا انهم يسعون اليوم مرة أخرى للسيطرة على بلدات ومدن وتحقيق حلم الإمارة. وبعد التخطيط سرا على مدى سنوات ومن خلال الانترنت وحد التنظيم صفوفه مع جماعات قوية تقاتل في سوريا. وقال ضابط كبير في الشرطة الاتحادية حضر استجواب معتقلين من تنظيم القاعدة في بغداد «يريدون إقامة دولة خاصة بهم على ارض الواقع. امتلاكهم لدولة في العالم الافتراضي لم يعد كافيا».
وفي أواخر الشهر الماضي كشف الجيش عن خطة لداعش للسيطرة على بلدات قرب سوريا في محافظة الأنبار، إضافة الى المدينتين الرئيستين بالمحافظة وهما الرمادي والفلوجة. وأحبطت الخطة بعد هجوم على مخيم في صحراء الأنبار قبل يومين من موعد تنفيذها.
وكان من المفترض أن يشارك في الهجوم انتحاريون مترجلون وآخرون يقودون سيارات فضلا عن استخدام صواريخ.
وقال الحبوبي المحلل السياسي إن داعش يعتبر الأنبار ومدينة الموصل القريبة نواة منطقة أوسع يمكن انتزاع السيطرة عليها من حكومة بغداد لتصبح معبرا وملاذا يمكنهم من دخول سوريا والخروج منها بحرية. وأعلن التنظيم عن تشكيله في وقت سابق من العام الحالي من جماعات موجودة بالفعل ويمارس نشاطه على جانبي الحدود. وقدر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إجمالي عدد مقاتلي داعش بنحو 12 الفا، وهو رقم يشمل سوريا والعراق معا فيما يبدو.
في العراق يتمركز معظم افراد التنظيم في وديان وكهوف بالأجزاء الغربية والشمالية من صحراء البلاد الشاسعة، وهي امتداد للصحراء السورية. ومنذ سبتمبر فجر التنظيم اربعة جسور على طرق تربط البلدات الحدودية راوة وعانة وحديثة والرطبة بالرمادي عاصمة محافظة الأنبار غرب بغداد. وقال مسؤولون أمنيون إن الهدف من هذا كان منع أجهزة الأمن من إرسال تعزيزات للقوات حين يهاجم تنظيم داعش مقار أمنية وجنودا في البلدات الحدودية.
وتمثل محافظة الأنبار ثلث مساحة أراضي العراق وتسكنها عشائر سنية كبيرة وتتاخم سوريا والسعودية والأردن، ويشعر كثير من السكان بالغضب من هيمنة «الشيعة» في حكومة بغداد. وأظهر مقطع فيديو عشرات الملثمين من أعضاء التنظيم يحملون الرشاشات في عرض عسكري في منطقة سكنية قرب الطريق السريع في الأنبار. وظهر عدد صغير من الناس الذين تابعوا العرض وهم يلوحون ويطلقون صيحات التشجيع.
وحدد التنظيم منطقتين يشير اليهما باسم «الولاية» احداهما تسمى ولاية شمال الجزيرة خارج مدينة الموصل بشمال البلاد والأخرى ولاية جنوب الجزيرة في صحراء الأنبار.
وقال مسؤولون أمنيون إن المنطقتين تضمان مخيمات ومراكز تدريب ومقار للقيادة ومخزونات من الأسلحة. ويقول مسؤولون وسكان إن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام يسيطرون على قرى وواحات ومناطق للرعي ووديان في هاتين المنطقتين، بينما يتمركز الجيش العراقي في ثكنات عسكرية متفرقة بالصحراء.
وقال ضابط كبير متقاعد بالجيش كان مسؤولا عن إعداد الخطط لمكافحة القاعدة «إقامة منطقة جغرافية بها موارد طبيعية مثل النفط والغاز ويهيمن عليها السنة بالكامل أولوية داعش في هذه المرحلة».