في المناقشات السياسية والفلسفية الراهنة نقاشات عن (آليات) كشف الرأي العام في الدول وأن (آلية النائب والناخب) في طريق عمل البرلمانات باتت جافة وفاشلة في زمن الإنفتاح وسائل الأتصال والميديا واسعة الأنتشار. فالفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر والهواتف الذكية باتت (وسائل كشف) أكثر دقة وسعة؛ وكثيراً ما تكشف لنا عن تضاد (الرأي الحقيقي للناس) عن (أراء النواب) الذين من المفترض أنهم يمثلونهم!
والآن إذا قمنا برصد (رأي الناس) عن النقاشات الدائرة مؤخراً عن (إقليم البصرة) فسنجد بيسر وسهولة قضيتين:
1- رأي الناس في البصرة وفي محافظات الجنوب وبخاصةٍ في ذي قار وميسان. والتوجه العام تأييد واسع جداً لفكرة الإقليم.
2- الساسة وتوجهاتهم المناوئة لفكرة الإقليم.
وبصرف النظر عن الموضوع في ذاته، فالسؤال الذي نحتاج إلى طرحه هو: لماذا؟ لماذا يريد سكان البصرة والجنوب عامة إقليماً؟ ما الذي دفعهم إلى ذلك؟
أليس كل هذه الرغبة والتأييد كاشفة عن وصول الناس إلى درجة عالية من الشعور بالغبن والظلم والإهمال والخراب؟ ما الذي جناه أهالي البصرة والجنوب وهم أحد اهم مصادر ثروة العراق الكبرى منذ تشكل الدولة العراقية الجديدة؟ لا يمكن للناس أن يقولوا: البعثية، التكارتة، الكرد، التركمان، السنة، الشيوعيين ... فكل من حكم الجنوب (شيعة) من (أحزاب شيعية) ترفع (الراية الإسلامية): حزب الدعوة بكل أسمائه وتياراته، المجلس الأعلى وبدر وأخواته، التيار الصدري بأطيافه وذيوله ...الخ. ما الذي شاهده وجناه الناس من ساسة وسياسات تلك الأحزاب؟ اللصوصية، المحسوبية، نهب الثروة العامة للجنوب، الإنبطاح المستمر أمام قوى الظلام هنا وهناك وتسليم (بضعة ملايين الدولارات من ثروة الجنوب) إلى (إقليم كردستان) وساسته هنيئاً مربئاً من أجل أن (يبقى ساسة تلك الأحزاب) في مناصب تمنحهم (الأموال والعقود التجارية) و(نهب ثروات الجنوب) لتتحول إلى (أرصدة عائلية) في أوروبا وأمريكا ودول عربية وأسيوية!
لذا يمكنني القول بسهولة أني افهم تماماً لماذا تحظى فكرة إقليم البصرة وٌاقليم الجنوب مستقبلاً كل هذا الدعم والتأييد الشعبي. ولكن ينبغي أن نُدرك أيضاً أن لصوص الظلام من ساسة الأحزاب الشيعية، كأي كائنات طفيلية، رائدهم سياسة وصولية، بدأنا نلمحها في (أفق ركوب موجة الإقليم) من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الأخبارية، وبخاصة الأقلام المأجورة، مدفوعة الثمن، التي باتت تطبل للسياسي الفاشل السيد نوري المالكي، ولم يكفهم ثمان سنوات نهب وتدمير وسرقات وبيع للبلاد والعباد والخراب الذي قاد البلاد إليها ولكن الإنسان هو الإنسان فلا يكف ولا يرتدع. علما بان هؤلاء كانو من اشد المعارضين لاقامة الاقاليم ويعتبرونها مقدمة لتفتيت وتجزئة العراق كما لاننسى وقوفهم بالضد من قانون البترودولار.
حذاري من هؤلاء الساسة-الطفيليين أيها السيدات والسادة ولا تقعوا في هذا الفخ القذر يا سكان البصرة وأهالي الجنوب لاتتركوهم يسرقوا احلامنا في الخلاص من الاقصاء والتهميش فنحن نملك من الطاقات السياسية والاقتصادية والادبية والفنية والرياضية ما يجعل من البصرة والجنوب مثالا يحتذى بة من قبل الاخرين.
مقالات اخرى للكاتب