كانت تحصي كل حبة ببطء وتضعها في يده ثم يقوم بأكلها وبعد ذلك تأخذ ثلاث حبات أخر وتبدأ بالعد بصوت عالي وهو يضحك معها ... قلت لها .. هل أنت حمقاء الم يخبرك الطبيب إنه سيتأخر بالنطق .. - أجل هذا كان رأي العلم -وعقلك له رأي أفضل من العلم -لا , الله دائما له رأي آخر فصمتت ولم أستطع إجابتها ياليت كان إيماني بقدرها لاستطعت تجاوز ما أنا فيه هذه فرصتي الاخيرة إن لم أستطع النجاح فسيتم طردي من الجامعة ... كيف لي أن أنجح وعلي أن أحصل على درجة كاملة تقريبا كي اجتاز الدرس .. وأختي تصارع كل الحقائق والعلم كي تجعل ابنها ينطق .. شعرت بالالم يعتصر قلبي طوال هذه الفترة القي اللوم على الاساتذة وصعوبة أسئلتهم ولكن بالحقيقة أنا الذي لم أدرس وأنا الذي قصرت في حق نفسي وأهلي ... أردت النوم كي انسى .. النوم فقط .. ونمت فعلا لا ادري كم نمت وبعدها أستيقظت على صوت صراخ وتصفيق أخترق أحلامي قفزت من فراشي وذهبت مسرعا لارى ما يحدث فوجدت كل من في المنزل ملتفا حول أختي وهي تحمل إبنها ويصرخون حوله بفرح فسألتهم ماذا هناك ما الذي حصل ... أنزلت أختي إبنها ووضعت في يده ثلاث حبات زبيت وقالت له اعطها لخالك .. وقف الصغير أمامي أمسك بيدي وفتحها ووضع فيها حبة واحدة وقال وا.... حد ببطء وبصورة مقطعة وكانت نظرته فرحة تنتظر مني التشجيع فحملته وقبلته ودمعت عيني وقالت لي اختي ألم أقل لك...إن لله دائما رأي آخر-