من الواجب علينا عندما يمر بلدنا بظرف صعب أن نقف موحدين شعبا وحكومة وجيشا وشرطة ومعلمين لأن الجميع يتعرض لأبشع هجمة يتصدى لها العراق بعد سلسلة من حلقات الاستهداف لشعبه وأمنه ومكوناته الاجتماعية .. وشاهدنا كيف يتطفل بعض المتصيدين من الساسة على الأزمات لينالوا مكاسب انتخابية وغيرها ونشاهد كيف يستغل البعض الفرص ليهدم اعز ركن في بناء أي حضارة ودولة وهو التعليم لأنه ليس أمينا عليه .
وسأقدم مشهدا من مشاهد التهديم وقع في كلية الآداب في المستنصرية .. وما اتلقاه من استغاثات من أطراف متعددة اساتذة وموظفين وطلبة لا يمكن السكوت عليه حيث أوصلت الصفقات السياسية والمالية المشبوهة الى عمادة الكلية مؤخرا رجلا أفاقا لم يحظ يوما بتكليف الا ويخون، ومعروف انه كان يقوم بكتابة تقارير أمنية لأمن صدام ضد بعض الطلبة وحتى الاساتذة، وكان دائما يتوسل برجال حزب البعث وضباط الامن ليعين في الجامعة جائزة له على خدماته الأمنية السرية لآخر لحظة من عمر النظام، وحين سقط ادعى الانتساب الى حزب الدعوة عين بوظيفة ادارية في كلية الآداب، وكشف سره الأمني ونشر البعض حقيقته وقد أغلق الفضيحة بطريقة سرية لم يعلم بها أحد ويبدو انها صفقة مالية .. فقد رشح أنه تورط في اختلاس الملايين واغلق الموضوع باتفاق لصوصي مع سراق المال العام في الجامعة .
ونقلت مصادر موثوقة من الكلية أنه حين كان يدرس في قسم اللغة العربية ابتز العديد من الطالبات وراودهن على الشرف والعرض ولم يقدرن دفعه خوفا من الفضيحة، كما كان رؤساء القسم يتغاضون على جرائمه لأسباب مجهولة مع علمهم بها..!! وهذا غير غريب عليه وطالما تحرش ببعض الموظفات وحتى الاستاذات ونال الاهانة لذلك .. وكل هذا يتم في الخفاء لتستره المثير للسخرية بالتدين . ورشحت معلومات عن أن الفاسدين من اصدقائه بدؤا بالعمل لاستئجار شقة قريبة من الجامعة ليأخذوا الضحايا لهم ولزعيمهم الجديد بعد أن كانت شققهم السابقة بعيدة عن العين وهؤلاء لم تجتثهم الادارة السابقة للاسف واكتفت بمراقبة تحركهم .
الخطير في الأمر أن هذا العميد الجديد ومجموعة من الفاسدين في الذمة والاخلاق تجمعوا وقاموا ببث الاشاعات لتضرب العميد السابق مستغلة لينه وتواضعه مع الجميع لتقدمه بصورة جعلت الوزير يبدله بالفك المفترس، الذي قام يسلط على الكلية المليشيات وأرباب السوابق في التخريب والاعتداء على قوانين التعليم وكوادره بعد أن صاروا يعملون في الجامعة بالابتزاز والرعب والتهديد وصاروا يتحكمون بشؤون الكلية وكوادرها .. فشنوا حملة من التهديد والضغط على عدد من الاساتذة والموظفين وحاربوهم بشتى الطرق، كما شن هو حملة على مفاصل الكلية والاقسام العلمية لاستبدال مسؤوليها بفاسدين يشبهونه أو ضعفاء ليخلو الجو له ولعصاباته ويفعلوا ما يحلو لهم بحجة أن الوزير كلفه بالتغيير.. فهل أمره أن يستبيح الكلية !! والحقيقة أنه ينفذ اجندة زعيمه (فلاح الاسدي) المفروض بالظلم والجهل على جامعة النهرين العلمية الرصينة واتباعه، ولهذا وضع الامور بأيديهم يعاونه بهذه الاعمال حاقدون من بقايا عصابات حزب البعث في الجامعة وبالأخص من كان رئيسا لاتحاد الطلبة في الكلية وعرف بكتابة التقارير على الطلبة والأساتذة.. وعضو سابق من تنظيم القاعدة.. وآخر ارتبط بعصابات النهب والرعب الطائفي والفساد في الجامعة المستنصرية قبل سنوات وكل ذلك ليستعجل التلاعب بالكلية دون أن يعترض عليهم أحد ويخافه منه الجميع وأبقى من تعاونوا معه في اماكنهم وشن حملة تشويه على العميد السابق وهو يستغل موقعه للاساءة اليه كما سعى الى تشويه سمعة بعض الاساتذة والموظفين النزيهين تمهيدا للتخلص منهم بشتى الطرق، وهو مستمر بالضغط على كل من لا يسمع كلامه ويحقق اطماعه، ولا يعلم من يحسنون الظن بالآخرين ..! لماذا يستمر معه من يملكون تاريخا نظيفا ولماذا لا يتركون مناصب لا تليق بأستاذ أن يستمر فيها.. الا تعسا لمن يتلطخ بالعار من أجلها ؟! وإن كانت هذه هي البداية فكيف تكون النهاية؟!
قواتنا البطلة تقاتل داعش وستهزمه بعون الله ولكن من يخرج داعش من كلية الآداب، وكليات أخرى سنقص قصصها كالادارة والاقتصاد والهندسة والتربية الاساسية وهي صارت تحت امر المليشيات ومن يسهل لها عملها تعيث فيها فسادا ؟
هذه الظاهر الكارثية إن استفحلت فلن يكون لدينا تعليم ولا صيانة للاعراض والاخلاق وستتوسع المليشيلت وستباع الشهادات وتشترى وتتحول الجامعات بعد أن تغادرها الكفاءات الى مأوى للمتخلفين الذين يأخذون الشهادات بالتخويف والتهديد لا بالجدارة في العلم وستكون الجامعات بؤر للفساد الاخلاقي والمالي وسيأكل القوي فيها الضعيف، وقد نصدم باحتجاجات واضطرابات نحن في غنى عنها أو نستسلم لظواهر مؤسفة ..
اليكم يا حماة العراق خلف ظهوركم داعش فطهروا كل بقعة من داعش مهما كان شكله أو انتماءه، ولا تجعلوا الكسب الانتخابي أو التجمعات السياسية تميت ضمائركم فما عاد في العمر امتداد ليتلطخ بالعار.. أليس كذلك يا سيادة وزير التعليم العالي والبحث العلمي ..؟!! .