منذ بدء الخليقة ولغاية الآن ظهر بشكل مؤكد ان تاريخ البشرية مليء بالظلم والحروب وغياب العدالة ...حيث ان اكبر اعداء الإنسان على الارض ليست الحيوانات المفترسة والأمراض الوبائية والزلازل والبراكين والفيضانات ... وإنما العدو الأكبر هو شقيقه الإنسان الذي تفنن في إبتكار أساليب التعذيب وصنع الأسلحة إبتداءا من الرمح والسيف والقوس وصولا الى الأسلحة النووية !
لقد أخفقت البشرية وقيمها الأخلاقية وأديانها المقدسة في التوزيع العادل للثروات ، والسيطرة على روح التملك والإنانية الفردية والجماعية لدرجة وصلت الى مستوى من الوحشية بحيث صار المترف - فردا وجماعة - يتفرج على مجاعات وأمراض الشعوب الفقيرة ولم تستطيع كافة القيم الأخلاقية والأديان في تحريك الضمائر وتقديم المساعدة المطلوبة للمحتاجين عبر التاريخ !
وتاريخ الإنسان هو تاريخ البشاعة والوحشية وإفتراس القوي للضعيف ، وأصبح يقينا بحكم التجربة ان الإنسان كائن شرير ، ومايتشدق به من شعارات قيم الخير والمحبة والتعاون وتعاليم الأديان ... هي مجرد حالات طارئة وجزءا غير أصيل من الذات ولهذا فشلت في أن تصبح حاكماً على العقل والسلوك !
الذين يتساءلون عن الحل ماهو ؟.. من المؤسف ، بل من المفجع .. لايوجد حل فالإنسان ميؤوس منه بعد تجربته لمدة آلاف السنين .
مقالات اخرى للكاتب