Sometimes it takes a long time. Please wait...
|
الباشا نوري السعيد يتحمل الفشخ بالطابوق |
السبت, كانون الثاني 14, 2017
خالد حسن الخطيب
|
حدثني اللواء المتقاعد المرحوم جميل عبد الرزاق الراوي عن المظاهرات التي خرجت عام 1956 في بغداد والتي كانت تأيد الشقيقة مصر ضد العدوان الثلاثي حيث كانت تندد بالوضع السياسي في ذلك الوقت قائلا .....كنت مساعد امر الفوج المسئول عن جانب الكرخ (( الفوج المسوؤل عن احداث الشغب والسيطرة على المظاهرات وغير ذلك )) .
وخرجنا بالفوج الثاني اللواء الاول بقوة سيارة والفوج يتكون من خمسمائة شرطي وضابط وتوزعنا من الكاظمية الى الدورة والمظاهرة كانت امام ثانوية الكرخ للبنين فاستطعنا ان نطوقهم وإدخالهم داخل الثانوية . بعدها قام المتظاهرين بإغلاق باب المدرسة بالإقفال الحديدية ووضعوا مقاعد الدراسة (الرحلات ) للطلاب خلف ابواب المدرسة تجنبا لحدوث اقتحام من قبل قوة الشرطة .
وانأ امام اعدادية الكرخ للبنين وإذا بشخص يركض نحوي بشكل ملفت للنظر وقال لي ....يا سيادة الضابط يطلبونك على الهاتف بشكل سريع فتعال معي ارجوك وكان هذا الشخص هو احد الموظفين الذين يعملون في دائرة امانة العاصمة المقابله لإعدادية الكرخ . اخذت اجري معة الى دائرة امانة العاصمة ودخلت غرفة يجلس بها مدير امانة وحدة الكرخ في ذلك الوقت .القيت السلام علية بصورة سريعة وناولني سماعة الهاتف وإذا بالمتحدث يقول لي انا سعيد قزاز وزير الداخلية فقلت نعم سيدي ماذا تأمرون فقال لي الوزير ....كيف الوضع الان فاجبتة بان المتظاهرين قد حجزناهم في اعدادية الكرخ وهم الان محاصرين داخل سور الثانوية فقال لي بالحرف الواحد اقبض على الجميع وخذهم الى المركز لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم فقلت له نعم سيدي استلمت الاوامر. اغلق سماعة الهاتف وشكرت مدير بلدية الكرخ لتعاونه معنا وذهبت وأخذت مجموعة من الشرطة وكسرنا الباب وأزحنا المقاعد الدراسية التي كانت خلف الباب بشكل عشوائي كبير وناديت مدير الثانوية فجاني مسرعا فقلت لة يا استاذ اطلب من طلابك واستاتذتك ان يدخلوا الى الصفوف الدراسية ولا يسمحون الى اي شخص غريب ان يكون معهم ابدا وهذه هي مسئوليتك انت وفعلا دخلوا الطلاب وكذلك اساتذتهم جميعهم صفوفهم الدراسية وقمت بتفقد جميع صفوف الثانوية وبعدها امرتهم بالانصراف والخروج خارج الثانوية وفعلا تم اخراج الطلاب والأساتذة جميعهم خارج اسوار الثانوية .اما المتظاهرين المحتجزين داخل الثانوية فقد تم اعتقالهم وجلبنا لوريات وصعدناهم بها وجلبناهم الى مركز شرطة الكرخ وكان عددهم مئة وسبعون متظاهرا وفعلا اتخذت الاجراءات القانونية بحقهم في اليوم الثاني .
صدر لنا امر في اجتماع لضباط شرطة القوة السيارة المسئولة عن حفظ الامن والنظام وفعلا اجتمعنا في معاونيه شرطة السراي وكان مكان الاجتماع هو سطح المركز حيث لا توجد قاعات داخل البناية في ذلك الوقت وكنا بحدود عشرون ضابط من ضباط وزارة الداخلية العراقية فجاءنا المرحوم نوري السعيد رئيس الوزراء فصاح الضابط الاقدم المتواجد معنا بالاستعداد وقام الضباط بأداء التحية العسكرية جميعا .
توقف نوري السعيد امامنا واخذ ينظر لنا وهو يبتسم بوجه الضباط فقال يا اولادي ارجوكم تجتمعوا حولي بشكل دائري لان صوتي غير قوي ولا يساعدني . وفعلا تجمعنا حول المرحوم نوري السعيد بشكل دائري وتقربنا منة جدا وقال بالحرف الواحد ......اولادي نحن دولة صغيرة ولا نستطيع ان نحمي انفسنا فنحن اخترنا الغرب المؤمن على الشرق الكافر . اما المتظاهرون فهم اولادنا و اخواننا ولا اريد ان اسمع صوت طلقة نارية واحدة ابدا ونتحمل الفشخ بالطابوق لان المتظاهرون هم اولادنا واخواننا (( كان المتظاهرون يرشقون افراد الشرطة بالطابوق والحجارة )) على ان لا يصاب اي متظاهر بأذى ونحن سوف نعالج موضوع المتظاهرين . هل تسمعون يا ضباط ما اقول لكم فقلنا نعم يا سيادة رئيس الوزراء ........
مقالات اخرى للكاتب
|