كتب الدكتور عصام الجلبي وزير النفط الاسبق:
منذ سنوات وتحديدا منذ عام 2004 كنا وأخرون من الحريصين على أموال الشعب – نذكر وندعو ونطالب ونصرخ من أنه من غير المعقول أن يبقى النفط العراقي يباع بدون أستعمال عدادت معيرة بشكل دوري من قبل جهات دولية معتمدة.
وكثيرا ما صدرت تعليقات من مسؤولين عراقيين من أن الأجراءات تسير على قدم وساق وأن وزارة النفط ستقوم بنصب العدادات.. وتطرق للأمر تقارير دورية صادرة عن اللجنة الرباعية المشكلة من قبل مجلس الأمن الدولي كل ستة أشهر ومن خلال شركات متخصصة بالتدقيق كلها تدعو للأسراع بنصب العدادات الا أن الوزارة لم تكلف نفسها بنشر تفاصيل نصب العدادات سواء على أرصفة التحميل أو على اليابسة من خلال المصافي ومحطات الكهرباء والخزانات وخطوط الأنابيب وغيرها .
ونشرت (عراق أويل ريبورت) المتخصصة بشؤون النفط العراقي في 11/5/2012 تقريرا معززا بجدول تفصيلي يشير الى تقرير قدمته شركة التدقيق الأمريكية برايسووترهاوس الى اللجنة الرباعية في نيسان 2012 في باريس يتبين منه أن حجم الأنجاز من العدادات الواجب نصبها برا وبحرا لا يتجاوز 39%!!! علما أنه لا يوجد ما يثبت أن العدادات التي نصبت في ميناء البصرة العميق قد تم تعييرها ويتم ذلك بشكل دوري أو أنه يتم أستعمالها فعلا في قياس كميات النفط المباع والمصدر !!وخلاصة التقرير ( أطلع على التفاصيل من خلال تكبير الجدول بالنقر عليه) كالأتي:
العدادات المخطط نصبها 4898
العدادات المقرر نصبها في 2010 3646
العدادات التي نصبت لغاية 31/12/2010 1899
الفرق بين المخطط والمنفذ لعام 2010 1747
علما أن الأرقام في الجدول أدناه مذكورة بالتفصيل لكل منشأة نفطية ..( راجع تعليقنا على مقالة الدكتور وليد خدوري في جريدة الحياة في 17/12/ 2012 بعنوان سرقة النفط العراقي)
الى هنا ونحن نتحدث عن منشأت ومشاريع منصوبة تعرضت أجهزتها للدمار أو العطل أو السرقة على مدى السنين الماضية بفعل الحروب والقصف والدمار والنهب والسلب...
أما أن يتم التعاقد عل نصب منشأت جديدة كلفت الدولة حولي 800 ثمانمائة مليون دولار ولا تتضمن العدادات فهو أمر لا يمكن السكوت عنه أو أيجاد أي مبرر له ....
حيث نلاحظ من الخبر المنشور في أدناه نقلا عن مدير المشروع أن العوامات الثلاث التي نصبت خلال الأشهر الأخيرة من عام 2012 لا تحتوي على العدادات::
((وقال مدير المرحلة الأولى من مشروع تصعيد الطاقات التصديرية عمار العيداني في حديث لـ'السومرية نيوز'، إن 'العراق يمتلك ثلاث منصات عائمة جديدة لتصدير النفط الخام (جيكور والمربد والفيحاء)، منها منصتان قيد الخدمة، والثالثة لم تستخدم بعد'، مبيناً أن 'عمليات التصدير من خلال المنصتين العائمتين تعتمد على طريقة الذرعة في احتساب كميات النفط لعدم اكتمال مشروع نصب منظومة عدادات قياس للمنصات'.))
ومن جانبه أكد مدير هيئة عمليات شركة نفط الجنوب باسم عبد الكريم ناصر في حديث لـ'السومرية نيوز'، أن (( 'المنصات العائمة لا يتم التصدير من خلالها باستخدام عدادات القياس لان المنصات أنجزت حديثاً'، موضحاً أن 'الفرق ليس كبيراً بين استخدام نظام (الذرعة) والعدادات الالكترونية !!!))
ترى لماذا نصبت المنصات بدون عدادات ! أهو قلة في النخصيصات وأن المليار دولار لم تكن كافية لأضافة العدادات؟
أم أن العدادات أصلا غير مهمة وتركت لكي تنصب لاحقا وربمالكي تبقى من غير تعيير وباتنالي لايتم أستخدامها ونبقى نستعمل المسطرة !!!
أنقضت سنوات عشر منذ أستلام النظام الجديد لمقدرات الأمور
ترى كم من سنين أضافية يحتاجونها لأكمال ذلك العمل الجبار؟ أم أننا سنبقى نسير الى الوراء متمسكين بالمسطرة وذراع الكيل!!