للاسف لاحظوا ياأهلنا الكرام ..كل ما يحدث للعراقي المظلوم اليوم مثير للالم والغضب ...فلاشيء ينجز او ينفذ بشكل نظامي .. او طبيعي مريح ..
المواطن المسكين يعاني ..والمسؤول الحكومي ...يداهن ويبرر ويبسط الامور ويضحك على المواطن ..وكان الاثنان يعيشان في عالمين مختلفين ..وينطبق عليهما وصف الطير والصياد ( الطير يتفلى والصياد يتقلى ) ..كما يقول العراقيون ..
البعض يلوم المعتصمين في ساحة الشرف والكرامة في الانبار ..وانا اقول لاتلوموهم فان من حقهم كل مايفعلون ...بل قليل ما يفعلون ...ولو كان العمر والصحة يساعداني لشاركتهم والوقوف معهم وفي اول الصفوف وفي الساحة وفي العراء..
ما ساكتبه ليس مزاجيا او نابع من موقف سياسي معارض للحكومة او المالكي او النجيفي فانا عراقي مستقل ..وانما نابع من مواقف يمر بها المرأ والاسرة العراقية يوميا وبسبب الفساد المستشري في كل مفاصل الحكومة القائمة والتي تسوء يوما بعد يوم ...
ففي يوم 8شباط من الشهر الحالي ...سقطت حفيدتي جنى البالغة من العمر ثلاث سنوات أثناء ماكانت تلعب مع بقية اقرانها ..فاصيبت رجلها ...وبسبب صراخها وبكاءها المستمر علمنا ...ان خطبا ما قد حدث لها ...فاخذها ابوها الى مستشفى الكرخ الجمهوري للكسور في العطيفية ...ولكن طبيب الخفر في شعبة الطواري وكان الوقت انذاك هو الساعة الرابعة والربع عصرا من ذلك اليوم ..وبدون ان يتعب الطبيب نفسه ...قال للآب ( مابيهه شي لويش جايبهه ؟؟) اجاب الاب ..دكتور الله يخليك ماتشوفهه ..شلون صار الهه ساعتين تصرخ وتبكي وتتالم ..
الله يخليك اخذ الهه اشعة ..ولكن الطبيب اصر على الرفض ..مما أضطر الاب للتوسل وعرض عليه أستعداده ..لدفع مبلغ 5000 دينار كثمن للاشعة ..ولكن الطبيب رفض استلام المبلغ ..معلقا ان اشعة المستشفى تؤخذ بلاش ..وعندها تنازل الطبيب الانساني وامر بتصوير رجل الطفلة اشعاعيا ..وبعد ان شاهد صورة الاشعة ...قال الطبيب..لايوجد كسر او اية اصابة اخرى ... اعطوها مسكن انتي بيرول ..
وهكذا اعيدت للبيت واستمر معاناة الطفلة المسكينة وبكائها ليومين اخرين ..مما دفع والدها الى اخذها لطبيب اخر وتصويرها شعاعيا ثانية وتبين ان رجلها فعلا مكسورة والكسر كان واضحا في لصورة الاولى ايضا ولكن الطبيب ولاسباب غير معروفة لم يتمكن من ملاحظة الكسر ..
الحالة الثانية والتي حدثت اليوم ... حفيدي احمد وعمره 15 سنة ..تعثر وسقط على الارض ...فكسرت يده وكان الكسر واضحا .. فنقلناه الى مستشفى ابو غريب ..وكان الكسر واضحا في الصورة الشعاعية ..والغريب ان الطبيب اعطاه علاج مسكن وطلب منه مراجعة المستشفى بعد ثلاثة ايام ...لتجبيرها .. مما اضطرنا الى نقله الى مستشفى الكرخ للكسور ...والغريب ايضا لم يجبروها بالرغم من وضوح الكسر وانما طلبوا منه المراجعة بعد اسبوع .. بعد لفها بالباندج ...بحجة كي لاتتورم ذراعه..
هذه الظاهرة الجديدة في التعامل مع الكسور والمرضى ..ولم أسمع بها بالرغم من بلوغ عمري 74 سنة .. حيث من المعروف عندنا كان المجبرين يجبرون الكسور فورا ...كما ان التعرض للكسر مؤلم جدا لايتحملة الشخص المصاب .. وفي كثير من الاحيان ..كان الواحد أو الطفل يسقط او يقع من السطح ( كما يقولون ) وما تنكسر عظامه ..فماذا حدث لنا هذه الايام ؟؟ ..اذا عثر المرأ تتكسر عظامه ؟؟؟
هنا يجب ان نتوقف قليلا ...ونلاحظ تردي الخدمات الطبية المقدمة للمواطن وبالرغم من تصريحات المسؤولين في وزارة الصحة ولاسيما المفتش االعام على الفضائيات للفت الانظار الى بطولاته وصولاته في محاسبة المقصرين ...ولا تتفق ما يعانيه المريض عندما يراجع المستشفيات الحكومية ..
الظاهرة الثانية ..التي لفتت نظري ...كثرة تعرض الناس للكسور .. وانتشار تسمية مرض هشاشة العظام ..حيث ان الكثير من الناس شيبا وشبانا ..ذكورا واناثا ..يتعرضون لكسر العظام باتفه الحركات ..فان عثر او التوت رجله او يده ..تكسر عظامه ..والغريب ان هذه الظاهرة لم تكن معروفة قبل ستين سنة ؟؟؟ انني اعتقد العلة والسبب في هذا المرض ..هو نوع الغذاء وطبيعة مكوناته ...فلم يكن العراقي ياكل مايستورد من الخارج وانما ياكل ماتنتجه الارض الطيبة العراقية وما يربى في براري وانهار العراق من حيوانات للذبح والدجاج والاسماك...ومنتجات الحليب واللحوم غير المعالجة جينيا ..
اليوم وبعد احتلال العراق ومنذ عشر سنوات وربما منذ فترة فرض الحصار المشؤوم بعد غزو الكويت ... ان كل شيء في العراق اصبح مستورد وبلا فحص او رقابة..ومن اردأ الانواع وحتى غير الصالحة للاكل البشري ..ولاسيما تلك الخضروات والفواكه المعالجة جينيا ..ومن لايخاف الله حول العراق ودول العالم الثالث الى فئران تجارب لفحص تاثيرات هذه المنتجات الحيوانية والنباتية ومعظمها مسرطنة ..
والفقير العراقي والجاهل في ثقافته والمستغل من قبل قيادته السياسية ياكل ولا يدري ما ياكل ... فالمسكين العراقي نسي ان هناك حليب الهوش الطازج ومن ضرع الهايشة ...او قيمر السدة ...او لبن اربيل المدخن ...و جبن الموصل المظفور ...او كباب الفلوجة المشهور او هامبركر ابو يونان بلحم الغنم الطازج ...
انني اعتقد ولا ادعي المعرفة الدقيقة ..ولااتهم أحدا بعينه ...ولكنني واثق ان كل مايحدث هو لابادة شعبنا العراقي المسكين والمظلوم وبدم بارد كما يقولون .. وستلمسون النتائج خلال عشرين سنة ان لم يكن اقل !!!ان لم يبادر الوطنيون والمخلصون من العراقيين لايقاف هذه المجزرة الجماعية وانقاذ العراقيين من كارثة ابادة مبرمجة وحتمية !!!
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او رتحلو ..
مقالات اخرى للكاتب