سمعت ان احد خطباء اهل السنة في العراق قال اثناء خطبته ان مشكلة الشيعة هي خوفهم من الماضي ومشكلتنا هو قلقنا من المستقبل، طبعا هو يقصد ان اكثر الشيعة تعرضوا للتهميش والإقصاء وعُمِلوا كمواطنين من الدرجة الثانية وقتل واعتقل الكثير من علمائهم في زمن المجرم هدام، لهذا هم يخشون عودة الحكم لأحد اهل السنة، وبالنسبة للسنة فهم قلقين من معاملتهم كالشيعة في عهد هدام، للأسف هذا هو ما يدور في اذهان اكثر مواطني العراق (من السنة والشيعة).
وهذا ما يجعلهم عرضة للخداع من قبل بعض الساسة وحتى بعض الاطراف الخارجية ، فأصبح مواطنو الدولة وسيلة لعرقلة بنائها، فأي اشاعة ستعامل كأنها حقيقة( لتوقع سوء النية المسبق) مثلا دعوة القرضاوي فالموضوع لا اساس له من الصحة، ومع ذلك فقد انتشر بين الناس وأصبح اقوى من الحقيقة، بينما لو نظر للموضوع من زاوية اخرى فما الضرر من مجيء القرضاوي؟؟ التحريض ضد الشيعة والتشجيع على الفتنة مثلا؟ من الواضح انه بإمكانه عمل ذلك بدون ان يتجشم عناء السفر للعراق ومن ناحية اخرى فقد اعطيناه وأمثاله اكثر مما يتمنون بمثل هذه الاشاعة فهو اعتراف ضمني بمدى تأثيرهم على شريحة كبيرة من شعبنا.
لكي نتقدم يجب ان ندفن شبح الماضي مع قبر هدام ونترك تفكير المعارضة ونفكر كرجال دولة، فمن غير المنطقي ان يكون القانون مطاط في دولة ديمقراطية بحيث يحاسب شخص ويستثنى الثاني بناء على انتمائه الحزبي او العقائدي او العشائري، فهذا يولد احساس بعدم الانتماء للشريحة المظلومة، وقد شهدنا قبل فترة وجيزة اطلاق سراح عدد من السجناء بسبب التظاهرات، اتضح فيما بعد انهم اشخاص صدر امر قضائي باطلاق سراحهم منذ ثمانية اشهر مضت ولم ينفذ، والكارثة اعتراف عدد من المسؤوليين بوجود الكثير من الحالات المشابهة!!!
وبالنسبة للبعض من أخوتنا اهل السنة ،لا يمكن ان تنجح دولة تحكمها الاقلية، ولا يمكن ان تنجح دولة وابنائها يتمنون فشلها، ولا تتوقعون ان من يتحدث بصوتكم اليوم من غير العراقيين احن عليكم من ابناء جلدتكن.
وأكثركم شهد ذلك في فترة الفتنة الطائفية، والكل يشاهد الان ما يحدث في سوريا,يجب ان تكونوا شركاء حقيقين في العملية السياسية، ولتكن مطالبكم واضحة ومفهومة ومطابقة لمطالب بقية الشعب، فطالبوا بتسريع الاجراءات القضائية ودقتها، والاعتماد على الطرق الحديثة في التحليل الجنائي لتحديد الادانة وليس على المخبر السري، طالبوا بالمساواة في قانون الاجتثاث وان لا يكون القانون انتقائيا يطبق على البعض ويترك الآخر، طالبوا بالقضاء على الفساد وتحسين الخدمات، وستجدونا كلنا معكم وبهذه المطاليب ستقوى الدولة العراقية الحديثة بدل الدعوة الى اسقاطها.
لكي نتقدم لا يجب ان نفكر في شبح او عفريت، بل يجب ان نفكر في ابنائنا هل سنتركهم يعانون كما عانينا، او نترك لهم دويلات صغير متناحرة يتم التحكم بها من خارج حدودها، ام سنتعاون لنبني لهم عراق موحد قوي يفخرون بانتمائهم اليه ؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب