الغريب والعجيب في أمر اختفاء العدد الكبير من متطوعي معسكر سبايكر الحيرة والشكوك لأهالي هؤلاء المتطوعين. أين أبنائهم إذا كانوا قد استشهدوا فأين رفاتهم؟ ولماذا توزع على ذويهم شهادات الوفاة دون أي دليل ملموس على استشهادهم؟ لماذا لم تعرض وزارة الدفاع اسماء جميع المتطوعين في هذا المعسكر، وعناويين سكناهم؟ هل تم أخذ الجميع بدون تسجيل؟ وهل كان هناك من بين المتطوعين فضائيين؟ وهل تم حصر المخصصات التي صرفت للمتطوعين؟ وهل هي موجودة في سجلات الحسابات العسكرية؟ وما هو العدد الحقيقي للمتطوعين.
إن هذا الأمر يدخل في خانة الشكوك والريبة، وهل دخل اسم الشهيد في خانة الفساد الإداري والمالي؟ لماذا لم تأخذ وزارة الدفاع في الأمر وتحصر المسؤولية في كشف الحقائق والوصول إلى حقيقة فقدان متطوعي هذا المعسكر، وإن تسويف هذا الأمر الخطير قد يؤدي إلى خلق حالة من الهيجان الشعبي ضد من أمر في تجييش الأعداد الكبيرة من ابناء هذا الوطن دون معرفة مصيرهم، وهل يصح أو من الأخلاق والقيم أن نقول أو نبلغ عوائل المفقودين أن أبنائكم قد استشهدوا دون أي دليل، وأن هناك من يعرف أن أبناء قسم من هؤلاء العوائل لديه شكوك أن أبنائهم في سجون السلطة. تسعة شهور مضت ولم تعمل الجهات الحكومية على إيصال حقيقة الأمر، وأن هناك عملية تسويف لهذه القضية الحساسة والمؤلمة، وعندما تشاهد على قناة البغدادية أم تبكي وتصرخ وتطلب أي دليل على استشهاد ولدها الوحيد، الذي لا يتعدى عمره السبعة عشر عاماً، ألا يُحزن هذا من دفع بهؤلاء الشباب إلى ساحات المعارك دون الأخذ بعين الإعتبار العمر المطلوب للتطوع الدفاع عن الوطن، هو واجب الجميع، ولكن هناك متطلبات يجب أن تتوفر بكل متطوع.
ولكن الذي حصل هو حشر هذه المجاميع البريئة في معسكر فُقدت فيه كل المعايير العسكرية والشرف العسكري، بحيث هرب من هرب من القادة والآمرين، قبل أن يقع الهجوم على المعسكر، ولم يسمع الجميع أن أحد ضباط هذا المعسكر قد أسُر أو فُقد، وإنما الذين لا نعرف مصيرهم هم الأبرياء من المتطوعين.
لقد حان وقت الحساب لكل من أخفى هذه الجريمة النكراء التي أُقتيد فيها ابناء هذه العوائل إلى مصير مجهول، دون أن تكشف الجهات المسؤولة حقيقة الأمر الذي حير وأحزن كل الخيرين من ابناء هذا الوطن العزيز.
مقالات اخرى للكاتب