الطفكة, كلمة شعبية, انتشرت في الآونة الأخيرة, في اللهجة العراقية, وهي تدل على الاستعجال في الشيء, وفعله بصورة عشوائية, بغير فهم أو دراية, ويبدو أن هذه الكلمة, أصبحت تستخدم سياسيا, حالها حال الشلع قلع .
والأكيد إن هذا الكلمة, تنطبق فعليا على من استخدمها سياسيا, دون تفكير بنتائج أفعاله, والتبعات التي سوف تحصل, بعد التعبئة الجماهيرية, من اجل أشياء ممكن حلها, بالجلوس على كرسي, والتحاور من اجل إيجاد الحلول, ولكن لأن لغة الحوار كانت غائبة من هذا القاموس, وإنما لغة التهديد, واستخدام الجماهير من اجل الكسب السياسي, ولو تطلب الأمر, المتاجرة بأرواحهم وممتلكاتهم, حدث ما حدث .
وهذه ليست المرة الأولى, التي يستخدم فيها التسويف والتدليس والكذب على الجماهير, واستخدامها من اجل شعارات زائفة ومشاريع انتخابية, فقبلها ظهرت علينا عبارة " الشلع قلع ", التي كانت تطالب بتغيير الحكومة, وتبعتها الخيمة الخضراء, التي نصبت في المنطقة الخضراء, ليتناسق اللون مع الاسم, وأدخلت البلاد في أزمة سياسية, وفي النهاية انتهى الأمر بظرف مغلق تم تسويفه, فلا شلع ولا قلع, وإنما جلوس على الكراسي, وابتسامات زائفة .
ثم تفاجئنا بأن صاحب الشعار قد اعتكف, وترك العمل السياسي, وأنه لا توجد كتلة تمثله, وشد الرحال الى إيران, مقيما فيها لأشهر, شهد فيها واقعنا السياسي استقرارا نسبيا, ولكن يبدو انه لم يهن عليه, أن يرى المياه صافية, فبدأت مناوشاته بالإيعاز لكتلته بالخروج من التحالف الوطني, ثم طرح مبادرة مبهمة, اسماها " التسوية المجتمعية ", موازية لمشروع التسوية الوطنية, الذي طرحه التحالف الوطني .
ثم جاءت دعوته الأخيرة الى التظاهر, على أمر لا يستدعي كل هذا الهيجان الجماهيري, وهو الدعوة الى إصلاح مفوضية الانتخابات, التي بقي سبعة أشهر على انتهاء مدتها القانونية, واختيار مفوضية جديدة بحسب الأطر الدستورية والقانونية, هذه المفوضية التي لديه فيها أربعة مدراء عامين, و ثلاثين بالمائة من كادرها .
وبسبب غياب القيادة للمتظاهرين, وعدم وضوح الرؤية والهدف, والمساومة السياسية من اجل أهداف ومشاريع أخرى غير المعلنة, وغياب الحوار بين الإطراف السياسية المعنية, وقع مالا يحمد عقباه, وأعيد سيناريو إقتحام المنطقة الخضراء, وحدث التصادم مع القوات الأمنية, وفقدنا أرواح عزيزة من أبناء هذا البلد, وأصيب آخرون لتذهب دمائهم هدرا, وليخرج علينا من يدعو نفسه بالمصلح, ناعتا المتظاهرين "بالطفكة ", ولا ندري أهو الطفكة, أم هم .
مقالات اخرى للكاتب