العراق تايمز ــ كشفت صحيفة بريطانية، اليوم الأربعاء، ان تركيا أصبحت واحدة من اكثر الدول استفادة من الحرب على العراق بعد ان دخلت السوق العراقية بعقود تجارية ضخمة وجعلت منه ثاني اكبر مستورد للمنتجات التركية بعد ألمانيا، وأكدت ان معدل التبادل التجاري ارتفع مع العراق خلال العام الماضي إلى 10.8 مليار دولار 70% منها هي تعاملات مع إقليم كردستان، فيما اكد محللون اقتصاديون ان أنقرة معتادة على العمل في الظروف "الحرجة" في العراق، متوقعين ان تضر بها عودة الامن إلى العراق بشكل كبير بسبب دخول منافسين لها في القطاع التجاري.
وقالت صحيفة الفاينانشيل تايمز البريطانية ، ان "تركيا التي منعت القوات الأمريكية من دخول العراق عبر حدودها في عام 2003 أصبحت وبعد مرور عشر سنوات واحدة من اكثر الدول المستفيدة اقتصاديا من هذه الحرب ودخلت السوق العراقية بعقود تجارية ضخمة"، مبينا ان "تركيا رجعت إلى الوضع الطبيعي في تعاملاتها التجارية مع العراق الذي تضرر كثيرا في فترة الثمانينيات عبر سنوات الحروب والحصار وعدم الاستقرار".
وأضاف التقرير ان "على الرغم من العلاقات المتوترة بين بغداد وأنقرة إلا ان مؤشر صادرات الأخيرة للعراق ارتفع إلى 25% بالسنة الواحدة خلال السنوات العشرة الأخيرة ليصل معدل التبادل التجاري إلى 10.8 مليار دولار في العام الماضي جاعلا العراق ثاني اكبر سوق للتصدير بالنسبة لأنقرة بعد ألمانيا".
وفيما ينقل التقرير عن المحلل الاقتصادي التركي اوزغور الطوغ من مؤسسة بي جي سي في إسطنبول توقعه ان "تزداد الطلبات على البضائع التركية لأكثر من ملياري دولار بالسنة مع نمو قدرات العراق المالية بسبب وارداته النفطية"، فان مدير المجلس التجاري التركي – العراقي ارجومانت اقصوي توقع ان "يقل التبادل التجاري التركي مع العراق حال تحقق الاستقرار في العراق ومجئ الكثير من الدول المنافسة للسوق في العراق".
واكد اقصوي ان "تركيا لديها فرصة نادرة بالتبادل التجاري مع العراق"، مستدركا بالقول "ان تركيا معتادة على التعامل في الظروف الحرجة وعندما يصبح الوضع طبيعيا في العراق وبدون مشاكل أمنية فان الشركات التجارية من المملكة المتحدة وألمانيا وغيرها من الدول ستظهر على الأرض العراقية وينخفض عندها معدلات تبادلاتنا التجارية مع العراق مرة أخرى".
واكد تقرير الصحيفة انه "وبينما ينظر إلى ايران بانها اكثر الأطراف نفوذا في العراق على الجانب السياسي فانه يبدو للعيان التواجد التركي اكثر وضوحا في شوارع بغداد من أي دولة أخرى والتي تتراوح ما بين مولات ومتاجر بيع الأثاث إلى تبليط الشوارع وتغليف الأرصفة على الطراز التركي المعروف".
وما يتعلق بقطاع الطاقة فان تقرير الصحيفة البريطانية اشار الى ان "تركيا تسعى للحصول على حصة في حقول النفط والغاز في إقليم كردستان على الرغم من الموقف المتشدد لبغداد بهذا الخصوص", لافتا إلى ان "أنقرة تأمل من هذه العقود ان تسد احتياجاتها المتزايدة إلى النفط وتعمق من الروابط اكثر بينهما".
وأوضح التقرير ان "تركيا تحظى بالجزء الأعظم من قيمة التبادل التجاري مع إقليم كردستان والتي تبلغ نسبته 70% من مجموع صادراتها للعراق"، مشيرا إلى ان "مع تزايد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية لأنقرة مع أربيل فقد وصل عدد الشركات التجارية التركية العاملة في كردستان بحدود 1000 شركة وتتضمن افضل البنوك التركية والفنادق".