العراق تايمز: كتب كاظم فنجان الحمامي..
نحن هنا نتحدث عن معتوه آخر من مجانين حفر الباطن. اسمه الكامل: ناصر فهد علي فهد الدويلة. عمل في الجيش الكويتي برتبة ضابط درع, وكان من أشد المعجبين بالجنرال الأمريكي (هربرت نورمان شوارسكوف) قائد قوات (عاصفة الصحراء) في حرب الخليج الثانية, التي اشتركت فيها القوات الغربية والعربية في هجومها الكاسح على العراق.
لم يكن الدويلة من ضمن التشكيلات التي خاضت معارك تحرير الكويت, ولم يخرج من وكره إلا بعد انسحاب القوات العراقية نحو البصرة, لكنه كان من أكثر المتخبطين في تحليل المعارك الفنطازية, التي دارت رحاها في مخيلته, أو التي زعم أن التاريخ تجاهلها متعمداً, فكان أول من تحدث بإسهاب عن فتوحات الكويت المزعومة في القرن السادس عشر الميلادي, وأول من رسم خارطة تلك الفتوحات, التي يزعم أنها بدأت باحتلال إيران عام 1782 بأسطول كويتي جبار, خاض غمار البحار العميقة بسفنه العظيمة, وحطم الأساطيل كلها, وأحتل الموانئ الإيرانية ثلاث مرات متوالية, وتحدث أيضا عن زحف القوات الكويتية الجرارة لتحتل العراق برمته ثلاث مرات, وكيف أحرزت النصر المؤزر على الجيش السعودي, وتغلبت عليه في معارك دامية, لتبسط نفوذها على أرض نجد والحجاز, ثم تزحف نحو اليمن لتضمها إلى حياض الدولة الكويتية الرشيدة, والفيلم التالي يوثق كلامه بالصوت والصورة.
http://www.youtube.com/watch?v=mzWzJRbxkC8
كان بودي أن اسأله عن علاقة دولة الكويت بالدولة العباسية والأموية, وعلاقتها بالفراعنة والسومريين والآشوريين, لأنه دأب منذ زمن بعيد على استعراض انتصارات الكويت في حروبها الساحقة قبل ولادتها بعشرات القرون, من دون أن يلجمه لاجم, أو يلكمه ملاكم.
من المفارقات العجيبة انه يدعي (من كل عقله) أن الكويت بشكلها الحديث تأسست عام 1570, وهو العام الذي خاضت فيه الإمبراطورية العثمانية أعنف معاركها ضد روسيا القيصرية في حملة (استراخان), ولا ندري كيف تجاهل السلطان (سليم الثاني) تمرد الكويت, التي كانت مجرد قرية فقيرة اسمها (القرين) تابعة لسلطة والي البصرة.
ليس هذا مربط الفرس, فما نريد قوله الآن, أن هذا المعتوه ظهر مؤخراً في الفضائيات المشبوهة ليتحدث عن حرب وشيكة الوقوع ستشنها السعودية والإمارات ضد قطر بدعم من البنتاغون, متجاهلا القواعد الأمريكية القطرية, ومتجاهلا علاقة الدوحة بمعسكرات الأشرار.
شاهدوه هنا في هذا الفيلم الوثائقي, وهو يتفاخر بتدخل الصغار في شؤون الكبار, فيتحدث بغباء منقطع النظير عن ضرورة استمرار تدخل الجيوش القطرية والبحرينية والكويتية والإماراتية, في المحاور التعبوية المرتبطة أمنياً بالأوضاع الليبية والعراقية والمصرية والسورية, وكأنه هو المنظر الدولي المسيطر, والمستشار العسكري المتبختر:
http://www.youtube.com/watch?v=OY2oYawCAQU
شوارسكوف الصغير هذا, أو باربا الشاطر, يظن كل الظن أنه من حكماء العصر والزمان, ومن علماء دول الشرق الأوسط في تقلباتها السياسية وشؤونها النفطية وتحولاتها المستقبلية, ولا يضاهيه أحد في الثرثرة الفارغة, التي لا تطرأ على بال سكارى آخر الليل في الخمارات الرخيصة.
ختاماً نقول: رحم الله الذين قالوا (الروس نامت والعصائص قامت), فلا تتعجبوا من سماع هذه التفسيرات الخنفشارية والشطحات الحنقبازية, التي يطلقها شوارسكوف الصغير في زمن الفضائيات والمهاترات.
والله يستر من الجايات