اكثر القوى الامنية والعسكرية في العراق تكونت بواسطة الاحزاب المتنفذة مما يجعلها غير حيادية وانحيازها الكامل الى الجهة السياسية او الشخصية التي كانت السبب في حصولها على وظيفتها يؤثر على حيادية تلك القوى افرادا وجماعات مما يبعدها عن واجبها الاساسي وهو حماية الوطن من اي تهديد خارجي او داخلي كما يمنعها من النظر بعين االحياد الى هذه الجهة السياسية او تلك ..هذه النقطة الاولى اما الشيء الاخر فهو قلة الوعي السياسي لتلك القوى الامنية والذي لم يبلغ بعد مرحلة تؤهلها لتكون جهة محايدة واعني هنا تغليب النظرة المذهبية والمناطقية على المصلحة الوطنية مما يجعل حيادية تلك القوى امر مشكوك فيه ثم ان هناك شيء مهم وهو ان غالبية القادة الامنيين قد تم تعينهم بفعل عملية الدمج التي شهدها العراق وهو دخول قادة المليشيات في صفوف الجيش والشرطة لا بل جعلهم في مراتب قيادية ونحن نعلم ان المؤسسة العسكرية هي مؤسسة بيروقراطية لها ثوابتها التي لا نقاش فيها وان تسلم هؤلاء الزعماء السياسيين(المليشياويين) اضر بالمؤسسة العسكرية والامنية ولم يفيدها وما نشهده من خرق امني في اغلب مناطق العراق هو سببه هؤلاء الامنيين الجهلة والذين جل همهم هو حصولهم على الامتيازات والاموال دون وجه حق وان اخر ما يفكروا به هومصلحة الوطن علما ان اغلبهم ليس له علاقة بالمؤسسة الامنية والعسكرية وان ولائه هو لزعيمه السياسي وكتلته وقيام هذا القائد بالتأثير على منتسبيه للتصويت لزعيمه ورئيس كتلته وذلك لولائه لحزبه وزعيمه ولرد بعض الجميل لمن كان السبب في وجوده في هذا الموقع الذي لم يكن يحلم به يوما ما وكذلك للعلاقة المصيرية لبقائه بمنصبه الذي لم يحصل عليه لولا زعيمه السياسي وان ابسط ما يقدمه لزعيمه هو جعل منتسبي وحدته يصوتوا للجهة التي ينتمي لها ..من هذا نستدل ان التصويت الخاص للقوى الامنية يفقد العملية السياسية نزاهتها وحياديتها.. ثم هل يرضى ذلك القائد الامني او العسكري بفوز منافس لقائمته ولزعيمه ؟ بالتأكيد لا ..وانا اعتقد انه سيقوم بكل ما اتى من نفوذ لافشال تلك العملية الديمقراطية واعني بها (من خلال التصويت الخاص لمرشحه ولقائمته) وذلك لقوة نفوذه وما يملكه من تاثير على قطاع واسع على منتسبيه لأنه يملك اساليب عديدة ومتنوعه يلجأ اليها لللتدخل والتأثير على حرية الناخب الامني او العسكري... فكلمة ( الجيش فوق الميول والاتجاهات ) التي نادى بها الشهيد عبدالكريم قاسم لم تكن خاطئة لا بل اثبتت صحتها, فحيادية الامن مطلوبه وحيادية القوى العسكرية مطلوبة ايظا وهذه الحيادية لا تكن الا بابعاد تلك القوى عن الدخول في العملية الانتخابية اصلا وابقائهم بعيدين عن التصويت والمشاركة بالانتخابات واقتصار واجبهم على حماية العملية الديمقراطية والحفاظ على امن المواطن والسهر على راحته وكذلك حماية حدود الوطن والدفاع عنها وهذه بحد ذاته توازي المشاركة بالحياة السياسية ان لم تزيد عليها وذلك بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
مقالات اخرى للكاتب