بعد الانتخابات الأخيرة التي جرت في المحافظات العراقية المشمولة بالانتخابات تفاجئ المرشحون بعزوف الناخب عن الإدلاء بصوته او الذهاب إلى صناديق الاقتراع هذا الرفض أصاب المرشحين بحيرة عمياء مما دفعهم للبحث عن طريقة تحفظ لهم ما تبقى من جعجاعات صوتيه بعد ان افرغوا الكثير منها أمام شاشات الفضائيات والحملات ألانتخابيه 0 هذه ألانتكاسه تعد فشل لهم جميعا سيما وان البعض منهم أراد لها أن تكون مقدمه دعائية لانتخابات البرلمان وخططوا دون أن يعملوا وتعاقدوا وتحالفوا وتكتلوا قبل أن تعلن النتائج وكل حزب بما لديهم فرحون إلا ان ما حصدوه نتيجة لما زرعوه ممثله بوعودهم الكاذبة وبرامجهم الفارغة جعلتهم يغيروا من ابتسامات الأمل ألخداعه التي رسموها على وجوههم قبل النتائج 0.أن عزوف وامتناع الناخب من التوجه إلى صناديق الاقتراع يتطلب من الكتل والكيانات والشخصيات السياسية التي تحترم ناخبيها تقديم اعتذار صريح لهم ولبقية أبناء الشعب لكون هذه الكتل مسئوله عن هذا العزوف والابتعاد عن صناديق الانتخابات , لكن من أين نأتي بثقافة الاعتذار التي فيها من الحكمة التي تفوق النجاح ويقينا اذا كان اعتذارا حقيقا فهو مقدمة لنجاح في المستقبل 0 لقد أذهلتني وزيرة باكستانيه ومرشحه للانتخابات ألبرلمانيه في بلدها حين اعترفت أمام الجميع وعلى شاشات التلفاز بأنها وبقية المرشحون يمارسون الكذب الدعائي كوسيلة من وسائل جذب الناخبين وفي ذات الوقت يغيضون منافسيهم بإقامة الولائم والدعوات لأعداد غفيره من الجياع لإيهام منافسيهم بان الحضور من جمهورهم ومن ناخبيهم وهكذا يتنقل الجمهور من وليمه إلى أخرى وجميع المرشحين يعرفون بان الحضور لا يعينهم من الأمر شيء أكثر من وجبة الطعام , ومع الأسف ان ما قالته ألوزريه لا يختلف كثيرا عن عقلية الكثير من مرشحينا من حيث الدعوات والتضليل والبطانيات ومع هذا التشابه إلا إن ألسيده الوزيرة تميزت بصدقها مع نفسها وصراحتها لذاتها واحترامها لجمهورها من خلال اعترافها الجريء وهذا ما يفتقده المرشح العراقي 0 ان عجز مرشحينا عن الاعتراف او الاعتذار عن ما يحاك بحقنا خلف الأسوار جعلنا نبحث عن مرشح صادق جريء شجاع قوي أمين إنسان ومواطن يحترمنا لأنه منا ويحترم ذاته لأنه يمثلنا وبعكسه ستزداد نسبة الممتنعين او الرافضين لمرشح لايمتلك ثقافة الاعتذار ولا يعرف الصدق مع ناخبيه 0 هل من مرشح جريء يخبرنا عن أسباب عزوف الناخب عن الإدلاء بصوته او الذهاب إلى صناديق الاقتراع ؟ الناخبون يعرفون جيدا هؤلاء المرشحون بأنهم مرشحوا كيانات وكتل , مرشحوا مصالح شخصيه او كتلويه طائفيه او عرقيه0 ان الناخب العراقي يبحث عن مرشح وطني غايته الوطن والمواطن , وبين أمنيات الناخب وانتهازيه المرشح غابت الأصابع البنفسجية وبقيت صور المرشحين معلقه على الأعمدة والجدران وعلى كل منها علامة تعجب او استفهام0امام هذه الظاهرة الجديدة التي فرضها الناخب بات المرشحون في حيرة من أمرهم الفائز منهم والخاسر على حد سواء لان عدم ذهاب الناخب يعني عدم اعترافه بأهليتهم لتمثيله وفشلهم في نيل ثقته مما قد يعني حرمان الكثير منهم من الامتيازات والحصانات ألبرلمانيه مستقبلا 0 لقد لاحظنا الكتل بمختلف مسمياتها وأشكالها وبالتعاقب بتعليق حضورها هذه الجلسة ألبرلمانيه او تلك عند مناقشة هذا القانون او ذاك وبحجج واهية وغير مقنعه 0 هل يعرف عضو البرلمان بأنه ممثل لكل الشعب ؟ هل يعلق راتبه ايضا ؟ او يمتنع من استلام مخصصاته عندما يعلق حضوره جلسات البرلمان او جلسات التصويت على بعض القرارات , باعتبار راتبه وامتيازاته تحتم عليه الحضور والمناقشة وتلبية متطلبات الشعب , ام ان تعليق حضوره هو ردة فعل على عزوف الناخبين وبالتالي تعطيل المشاريع التي تخدم المواطن وكأنها عقوبة اتفق عليها الساسة المتغيبون 0 ان الأدهى من غيابهم حججهم الواهية و الواهنة معللين غيابهم برغبات جمهورهم على حد زعمهم فنقول لهم وماذا حققتم لجمهوركم طيلة فترة تواجدكم اما موضوع غيابكم فهو يعكس حالة ضعفكم أمام أنفسكم وجمهوركم واعتراف ضمني بعدم أهليتكم لتمثيل قواعدكم ألانتخابيه 0 لقد تيقن الساسة بان الناخب بات يمحص ويفرز ويقرر متى يذهب لاختيار من يمثله وحين ذهابه صار مدركا أي من الساسة يختار ولماذا ؟ إن انعدام ألقدره الإبداعية لساسه في مواكبة صحوة الجماهير جعلهم يتدارسون خيارات عده ليس آخرها مقاطعه الجلسات او تعليق الحضور 0 إننا لن نستغرب ممن يدعون تمثيلنا بأنهم وأثناء تدارسهم للحلول التي تضمن بقاءهم في مواقعهم لأطول فتره ان يقترح احدهم فكره تروق للآخرين من هم على شاكلته بحل الشعب باعتبارهم ممثلين له ومخولين بالتصرف نيابة عنه وبناءا على هذا التخويل يقترح سعادته بحل الشعب وبمباركه وتصفيق من الحضور مهللين ومرحبين بما جادت به قريحته مرددين خلفه حل الشعب هو الحل و في ختام الجلسة يصدر بيانا دون ان يحمل اسما او توقيعا مفاده قرار السادة المجتمعون بحل الشعب و الإبقاء على ممثليه بكامل امتيازاتهم وحصانتهم .... ومسعده يا من بيتج على الشط ومنين ما ملتي غرفتي .
مقالات اخرى للكاتب