اعلنت وزارة التخطيط الأحد، فشل الخطة الخمسية التي وضعتها للأعوام (2010-2014)، وأكدت أن العراق لايزال بعيدا عن الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة للخدمات الانمائية، وفيما اشارت الى أن “محافظات اقليم كردستان العراق هي الاكثر تقدما في مجال الخدمات، شددت على أن حل مشكلة الفقر في العراق “تكمن في وجود قطاع خاص نشط”. هذا ما اعلنه وزير التخطيط يوم 12 آيار الجاري في مؤتمر صحفي وقال بأن “الوصول الى الحد الذي رسمته الامم المتحدة للعراق في تقديم الخدمات الانمائية لمواطنيه لايزال بعيدا”، مبينا أن “الخطة الخمسية (2010-2014)، لم تحقق اهدافها بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي”. والخطة الخمسية عادة هي خطة جزئية من الخطة الإستراتيجية للدولة فمثلا إذا كانت الخطة الإستراتيجية للدولة لأجل تحقيق أهدافها تحتاج إلى 35 سنة يعني هذا أن الخطة الإستراتيجية مقسمة إلى 7 مراحل كل مرحلة لها خطة خاصة بها ومدة تنفيذها هي 5 سنوات ولهذا اسمها الخطة الخمسية (ويكيبيديا)، وفشل الخطة يعني الكثير وفي المقدمة فشل الحكومة من تنفيذ برامج الوزارات التي تقدم ويتم على اساسها وضع الخطة وفشل الحكومات المحلية في اداء واجباتها.
السياسة اليوم طغت على كل جوانب الحياة في العراق، واصبحت حديث الناس اينما كانوا، الحديث لايدور عن امكانيات الساسة في ادارة البلد، او اعضاء البرلمان في اقرار التشريعات، وانما الحديث عن الفشل الذي اصاب كل المفاصل في البلد نتيجة عدم كفاءة السياسيين في الادارة، احاديث الساسة اليوم عن الازمة التي كانوا سببا فيها من دون تدخل المواطن في ذلك وترك او اغفال ما يحتاجه المواطن، ولكن هذا المواطن اصبح ضحية الفشل السياسي في جميع المجالات، ولانشغال الساسة بالخلافات والاتهامات تمت تغطية المفاصل المهمة الاخرى بالازمة وتداعياتها. حيث لايوجد انخفاض كبير في معدلات البطالة، والسياحة في بلاد الرافدين تراجعت وهي ليست بتلك المستويات التي كانت عليها ولاسباب عديدة، الزراعة حالها لايختلف بعد ان عانت من الجفاف لسنين طوال وتحول الاراضي الزراعية الى جنس غير جنسها بقيت مساحات قليلة لتاتي الامطار والسيول لتقضي على مساحات كبيرة وتدمير الحاصل المؤمل والذي كان ينتظر منه ان يمنع غزو الفواكه والخضر من الخارج، البضاعة غير العراقية اجتاحت الاسواق العراقية ومن مناشئ متنوعة لان الكثير من المعامل والمصانع تحولت الى هياكل فقط، الكهرباء مازالت متدهورة عبر منظومتها رغم ادخال العديد من المحولات التوليدية للخدمة، العراق بلد ميزانيته اكثر من ميزانيات عدد دول مجتمعة الا ان المدارس الطينية لم يتم القضاء عليها، هذه وغيرها الكثير من المشاريع لم تنفذ والحجة في ذلك الازمة التي يعاني منها البلد. وبمراجعة بسيطة اذا استمرت الازمة سنة اخرى او اكثر يعني توقف الحياة، والملف الاخر المهم المرتبط بالازمة هو الملف الامني وتدهوره وارتفاع عدد الضحايا في الشهور الاخيرة، ومن ثم يأتي الفساد الاداري والمالي الذي ينخر بجسد البلد دون وجود اجراءات رادعة بحق المفسدين، والملفت ان هناك ملفات الفساد التي تهدر الكثير من المال العام تغلق نتيجة الازمة السياسية.
فشلت الخطة الخمسية ايها الساسة من هو في موقع المسؤلية في الادارة الحكومية لفشلكم في ادارة البلد، لقد آن الاوان ليرحل الفاشلون وليأتي الاخرون. من حسن الحظ اعلان الفشل جاء من قبل وزير التخطيط، وليس من جهة خارجية كي تتهم كونها ضد العراق والعملية السياسية.
مقالات اخرى للكاتب