مررت بك بغـــــــداد
والحزن رفيق الفؤاد
وشيء في الصدر
من الأضــــداد ..
وهذا الفجر بغــــداد
يضاحك عيون الغيد
مررت بك بغـــــــداد
والورد يبكي
على الـــورد
وبين الساحة
ونصب الحـرية
أحرارها كسروا القيود
وحطموا ..
قضبان العبودية
هل أراكِ بغداد
تستيقظين ثانية ؟
وتنهضين من
قمقمك الأسود
وتلبسين أثواب الوطنية ؟
مررت بك بغـــــــداد
وسألت العابرين
عن فائق حســن
وحمامته البيضاء
يملأ جناحيها الرصاص
وتمزق رقدتها
أصابع الأشقياء
وعرجت بغـداد
حتى المعــــظم
والميدان ..
أيا نفسي أين ورداتي
البنفسجيات ؟
وعطور الريحان
وأين ذاك الذي
ينحدر من تلال الفضل
يلقي السترة
على الكتفين
كأنه أبو الهوب
أذا أفرد الذراعين
بالله عليك ياشارع الرشيد
يا ملجأ الفنانين
وعشاق الشعر والفنون
هل مرت بك .. سمراء
ضاحكة العيون ؟
فلويت عنقي الى
شارع المتنـــــبي
مسكين ٌ يدور بالعـــــينين
يفتش عن أصحاب الحرية
والمثقلين بالشجون
وقلت .. يا جسر الأحرار
هنا هتفت
جموع الشعب
فليسقط الطغاة
وتنهدم جدران السجون
مررت بك بغـــــــداد
وأنا بحذاء
مدرسة المستنصرية
وأسواق البائعة
وتجار الأقمشة
ومطاعم المترفين
والفتاة البابلية
قلت يا باجة الحاتي
هلا كسـرتي ثمالتي
وقد ترنحت عليك
فتية الليل الهجين
ومررت بك بغـــــــداد
وبساحة الأندلس
والبيرق الأحمر
ذكرني بالرفاق
وكم أثقلتهم
قيود الظالمين ..
صحت يا نعمان
الأعظميات سلبن عقلي
بربك هل أنا المجنون ؟
أم أنا العاشق
قدودها البغدادية ؟
أسرعت نحو النهر
وعلى الجسر
الى الجوادين هتفت
( هلي حلوين ..
وأحنة بهواهم مجانين )
أما استيقظت عقول
المتخشبين ؟
أم يريدوها ناراً
تدمر حضارة
ولنا القلم ولنا
الموازين ..
بالله عليك بغداد
كفكفي الدمع
وضمدي الجراح
فقد ابتلينا بغريب
ومتخشب وسفاح
ومررت بك بغـــــــداد
( وأهلي الطيبين الحلوين
يمرون كأنسام النسرين )
وغيداء تمازحني
بطرف العيـــــــــون
والليل يا بغداد
أقمار ٌ ومصابيـح
والنهر ضاحك
وعشاق المراجيح
وأنت ِ يا بغداد
يأكل عينيك السهر
وينام في أحضانك
الجريح ..
لم كل عقد
مثخنين بالجراح
ألأننا طائفتـان ؟
بينهما الشيطان
يحكم بدستور النواح
ينامون أهــلي
ولا يستيقظوا إلا
على قرقعة الســـلاح
يدوس الجباه ويرمي
الشامخات ..
وزهو الحبيب
ألا يا سيدة الأكوان
متى تصمـــت
جراحــــات النحيب
ومتى يخلع أهـــلي
ثوب الضنة والريب
فنلبس أثواب الفجر
وننثر أقمــــار الليل
على أثواب الحبيب