الزاوية المستقيمة : هي زاوية قياسها = 180 ْ درجة.
وهذه الزاوية تنحصر بين الصفر درجة إلى 180 درجة ، لو تحرّك مستقيم منطلقاً من منتصفها من اليمين إلى اليسار، تحرّك هذا المستقيم يحدد الزاوية التي سيرسمها، فلو تحرّك المستقيم المنطبق على نقطتي (ج هـ) باتجاه (و)بعشر درجات لترك زاوية حادة مقدارها 10 درجات، وإذا تحرّك بحيث وقف قائماً على النقطة ج لرسم زاوية حادة مقدارها 90درجة ، ولو تحرّك أكثر لرسم زاوية مقدارها 120درجة ، ولو تحرّك أكثر لرسم زاوية مقدارها 180 درجة ، ولو تحرّك من اليسار إلى اليمين بنفس المراحل السابقة لانتهى إلى ما ابتدأ منه ، لكن! بمسارات أخرى !!!
ولو حاولنا أن نخضع الحراك السياسي للمواطن لحركة هذا المستقيم وهذه الحركات الهندسية، لوجدنا أن بعض المواطنين قد تحرّكوا بما يشبه هذا الحراك (الهندسي ـ السياسي) .
يقول المحامي هلال ناجي في كتابه نضال وحبال ، كنت جالساً في مكتبي بمنطقة الميدان في بغداد ، وإذا بأصوات تتعالى في الشارع : نوري سعيد القندرة صالح جبر قيطانها. جاء الشرطة وفرّقوا حشد الجماهير ، فعم الصمت . وبعد مرور ساعتان تعالت أصوات : نوري سعيد شدّة ورد صالح جبر ريحانه !!! وأنا لا أزال جالساً في مكتبي ! ... كما يقول رحمه الله .
فلو طبـّقنا هذا الحدث السياسي المتناقض إلى حركة الزاوية المستقيمة ، لرأيناه حراكاً من اليمين إلى اليسار مرّة، وحراكاً من اليسار إلى اليمين مرّة ً أخرى .
في عام 1980 أصدر صدام حسين قراراً بمكافأة كل من يصطاد قطة سائبة في العاصمة بغداد يمنح مبلغاً مالياً مقداره ( 500فلس = نصف دينار= أكثر من دولار أمريكي)، وإذا بالمواطنين ـ في أحدى المناطق الفقيرة ـ يجلبون أكياس وصناديق من القطط ويسلمونها إلى المقرات الحزبية وينالون مكافآتهم عليها ..
في عام 1981 أصدر قراراً بمكافأة كل من يصطاد كلباً يمنح (دينار=3,3دولار)وإذا بالمواطنين ـ من ذات المنطقة تلك ـ يجلبون أقفاصاً من الكلاب السائبة وغير السائبة وينالون مكافآتهم أيضا..
في عام 1982 أصدر قراراً بمنح كل من يلقي القبض على عنصر من عناصر حزب الدعوة الإسلامية ويسلمه إلى المقرات الحزبية أو الجهات الأمنية مبلغاً مقداره(ألف دينار=3300دولار) ...!!!!
في عام 2008 تم وضع نصباً تاريخياً للشهيد الخالد محمد باقر الصدر على طريق مطار بغداد الدولي!
في عام 2003 تعالت أيادٍ تحمل (الثياب البيضاء) وهي تلوّح للسترويكر الأمريكية وهي بتجوالها تقبّح وتشوّه وترعب مداخل العاصمة الحبيبة بغداد ...
في حين تعالت أيادٍ وهي تحمل السلاح بوجهها !!!
رأيت فلماً يحكي قصة ثلاثة شبـّان يسكنون في شقة ، يعدّون طعام عشائهم متعاونين،واحد يقشـّر الخيار، وآخر يقطـّع الطماطم .. وكانا مبصرَين، والثالث كان أعمى مكلــّفاً بتقشير البطاطا بآله آمنة تحميه من الجرح .
فجأة ً ؛ تنطفئ الكهرباء.. الاثنان يتوقفان عن العمل.. الأعمى يبقى على عمله، ويسألهما مستغرباً : لماذا توقفتما عن العمل؟ .. يجيبانه : لقد انطفأت الكهرباء !
فيقول الأعمى : الحمد لله ؛ أنا منطفئة عندي الكهرباء دائماً !!!
هنالك مواطنون مثل هذا الأعمى ؛ لا تنطبق عليهم حركة الزوايا ..
أحياناً ؛ يكونون أفضل كثيراً من أولئك الذين يتحرّكون على زوايا (المساحة الهندسية ـ السياسية) !!!
مقالات اخرى للكاتب