الكورد الفيليون جزء لا يتجزأ من الشعب الكوردي, ووجودهم واخلاصهم للعراق وحبهم له, وتضحياتهم من اجل صيانته ودرء الاخطار عنه وصد ما يتعرض له مضحين بالنفس والنفيس, وهم مناضلون اشداء لهم ارادتهم الصلبة التي لا تلين امام المعتدي والغاصب, ولكن مع ذلك تعرضوا لصنوف مختلفة من الاذى والهوان والحرمان والظلم والاجحاف, حيث اقدم النظام الجائر المقبور على حرمان نصف مليون كوردي فيلي من حقوقهم في الحياة, وقد سلبهم ممتلكاتهم وغيب شبابهم في السجون واقدم على تصفيتهم جسديا وابادتهم فضلا عن تهجير اهلهم وذويهم, وقد تسبب ذلك بولادة جيل كامل بلا هوية وبلا انتماء ومن دون استقرار ومستقبل, وهم الان يتطلعون الى من فاز في انتخابات مجالس المحافظات والذي يمثلهم ان يفعّل قضاياهم ويعمل على تحقيق مكاسب تخفف عنهم مالحق بهم من حيف, وان يكون حقا لسان حالهم وترجماناً لامالهم وناشداً اهدافهم, وان يكون صادقا ومخلصا في عمله لاعادة حقوقهم المادية والمعنوية واسترداد املاكهم ومحالهم التجارية او يعوضهم وخاصة عوائل شهداء النظام المباد وكذلك ان توضع حقوق ذوي شهداء الارهاب نصب الاعين.
ومن الهاجس الذي يقض مضاجع الفيليين قضية الجنسية التي سلبها منهم النظام السابق المقبور وان يكون السعي لاعادة الجنسية اليهم ومنحها اياهم لكي تكون شاهدا على مواطنتهم.
ولا بد من القول في مكان توفير فرص العمل للشباب العاطلين لصعوبة حصولهم فرص الحياة والعمل, حيث يمكن توفير فرص العمل من خلال تفعيل عجلة البناء وتنفيذ المشاريع وتشجيع الاستثمار وتنشيط دور القطاع الخاص واعادة وبناء المعامل للمنتوجات الوطنية والمؤسسات الصناعية المنتجة كمعمل الادوية والاسمدة والصناعات الخفيفة وصناعة الصابون والزيوت والجلود وغيرها, وهذا كفيل ان يستوعب جيوش الشباب العاطلين لا سيما ذوي الشهادات والتحصيل العلمي.
كل هذا يصب في خدمة المجتمع العراقي بما فيه الكورد الفيليون, ويعزز دورهم في البناء الحضاري والانساني في المجتمع وخاصة الشباب الذين هم عماد البلادوهم المستقبل والطاقة الاساسية في عملية التطور والبناء , وخاصة شبابنا الكورد الفيليين الذين يعانون من التهميش والتشتت في ظل الظروف الراهنة لذا انهم بحاجة الى رعاية وعناية واهتمام للنهوض بواقعهم ومن الجدير ذكره انه من الضرورة الوطنية قبول ابناء الكورد الفيليين في الجامعات بما فيها الكليات العسكرية الجيش والشرطة.
ان هذه الامور والمطالب يعاني منها الفيليون وتستحوذ على تفكيرهم ويعد خطرا يهدد وجودهم وانتماءهم الثقافي والحضاري و يشعرهم بعدم الامان والاستقرار.
ولابد من الاشارة اليه الى ان هناك تواجدا للكورد الفيليين في بغداد وبعض المحافظات فغالبيتهم لا يجيدون الخطاب باللهجة الفيلية لذا كان على ممثلي الفيليين في مجالس المحافظات او في مجلس البرلمان العمل من اجل الاهتمام باللهجة والثقافة الكوردية الفيلية من قبل الاعلام اضافة الى ايجاد مركز في بغداد لتوثيق مأساتهم التي عدت من جرائم الاباده الجماعية (الجينوسايد) وللتعريف على هذه الجرائم التي اقترفها النظام المقبور بما فيها جرائم التطهير العرقي وحسب الاعتراف الدولي.
كما انه من الضروري ان نضع امام ممثلنا معاناة المرأة الكوردية الفيلية هذه المراة العظيمة التي لها مكانة خاصة وذلك لما تعرضت له من ويلات وبحكم صمودها وتحديها الظروف القاسية والمريرة التي مرت بها خلال حقبة النظام الشوفيني المباد فانها تستحق ان تدعم مساعيها من اجل حصولها على حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
ويبقى ان نذكر لابد من العمل من اجل تمثيل الكورد الفيليين في دوائر الدولة ومؤسساتها ليكون لهم دورهم الفاعل في بناء العراق الجديد ويعد هذا مطلباً اساسياً مشروعاً وكفى بالكورد الفيليين تهميشاً.
مقالات اخرى للكاتب