خلال زيارة قام بها الشيخ خالد العطية للولايات المتحدة الأمريكية و خلال لقاء له مع الجالية العراقية في ولاية فرجينا التقيت به شخصياً و توجهت بسؤالي التالي له , متغاضياً عن ابداء رأي أو تقييمي الشخصي أو تقييم الجالية العراقية له في اطار نجاح زيارته أو فشلها .
السؤال الذي طرحته على رئيس كتلة التحالف في البرلمان العراقي الشيخ خالد العطية كان : هل من المعقول أن يمنح فدائيو صدام حقوقاً و فوائد و غيرها بينما يُحرم منها ثوار رفحاء و من أي تكريم معنوي لهم ؟
و كان رد الشيخ خالد العطية على السؤال كالتالي :
نوّه في بدايه حديثه أن هذا الموضوع مزمن و يُطرح دائماً على طاولة النقاش مشيراً و مأكداً أن ثوار رفحاء هم أبطال شرفاء و لا يستحقون الا كل احترام و تقديراً و يكفينا فخراً أنهم ثاروا على الطاغية صدام حسين , و لكن لابد من الاشارة الى أن هناك عوائق قانونية كثيرة حيال هذا الموضوع , موضوع رد حقوق و فوائد ثوار رفحاء , و أن هناك أسباب كثيرة تقف في وجه أي خطوة لحل موضوع تعويض هؤلاء الأبطال و منها الأسباب التالية :
1-أغلبية ثوار رفحاء حصلوا على لجوء سياسي و هذا بالتالي أدى الى عجزنا عن ايجاد أي منفذ قانوني من أجل تعويضهم.
2-تفاوت الفترة التي قضاها ثوار رفحاء في منفاهم رفحاء الى فترات تراوحت بين أشهر أو سنوات كما اختلفت بالطبع من شخص لأخر.
3-بعض من ثوار رفحاء أصبحوا من أصحاب الثروات الطائلة و ممن يمتلكون وظائف محترمة جدا , فكيف لنا أن نطالب بتعويض لأشخاص ليسوا بحاجة لتعويض حكومي كهذا؟
الشيخ خالد العطية ممكن يتقنون اللعبة السياسية و محترفيها و نجدها بارزةً حين تذبذبت أجوبته بين القاء لومه على الحكومة تارةً و على البرلمان العراقي تارةً , و عجزة تارةً أخرى عن القاءها على أي منصب حكومي كونه أصبح عضواً في البرلمان العراقي. اتقانه فنون اللعبة السياسية جعله عاجزاً شأنه شأن أي سياسي عراقي صاحب مركز أو كرسي يخاف عليه عن حل أي قضية أو حتى ابداء رأيه صراحة دون مخاوف .
هذا اللقاء و ربما الحوار أثار في رأسي بعض التساؤلات
-هل يصعب حقاً تصنيف ثوار رفحاء أو كما يطلقون علينا لاجئي رفحاء كلاجئين سياسيين ؟ هل يُعقل هذا أيها النائب العراقي ؟ ما هو تصنيفنا اذاً ؟ أصبحتُ أتسائل فيما اذا كنا جميعناً ذهبنا للحج أو رحلة سياحية الى صحراء رفحاء و علقنا هناك على الحدود و لذلك لا يحق أن يعلق على صدورنا وسام لاجئين سياسين!
-تحت أي فصل تم تعويض فدائي صدام و تحت أي بند تم اقرار أنهم ضحايا صدام بل كيف تم تصنيفهم كمضطهدين ؟ كيف استطاعوا تصنيفهم هكذا؟
-هل يوجد قانون فعلي في العراق الجديد أم أنهم ينتظرون معجزة ليبدأوا بتطبيق قانون وضعوه ولم يقرروا متى يعملون به ؟
-ألن نسمع شيئاً أخرغير التوافق و المحاصصة و الاستحقاق و غيرها من السياسيين العراقيين الذين يتوافدون لزيارة أمريكا صاحبة النعمة الكبيرة عليهم ؟ هل هناك قانون حق يقف من أجل ارجاع حقوق الفقراء و المحرومين ؟
ربما نسي الشيخ خالد عطية أن قائد حزب الدعوة و المجلس الأعلى و علاوي و عمر علي و آل معجون و و , كانوا جميعهم يسعون جاهدين لزيارة معسكر رفحاء ليصبحوا قادرين على ادّعاء أنهم من أبطال الانتفاضة , أبطال رفحاء المجاهدين و أصحاب الثروة المباركة ؟ أنا التقيت شخصياً بابراهيم الجعفري في معسكر رفحاء مرتين , مرةً في قاطع كربلاء و مرةً بالطبابة . الأن و ياللعجب يواجه صعوبة كبيرة في تذكر أي اسم من أسماء الثوار الذين احتفوا حوله , فيا سبحان الله كيف أن الذاكرة لم تساعده أو تساعد غيره في تذكر أبطال رفحاء الحقيقين و ليس من وضعوا على صدورهم زيفاً وسام الأبطال.
رغم اطلاعي الكامل و الموثق بأن حزب الدعوة ضد مشروع تعويض أهل رفحاء رغم الحاجة الماسة لبعض هؤلاء الثوار و فقرهم الشديد حتى أطلق عليهم المعدمين . كيف لا , بل كيف ألتزم الصمت و أنا أرى الملحق التجاري نوفل الحسن في واشنطن كما تراه كل الجالية العراقية بأنه مثالٌ مجسم لمن يحاول أن ينكر بأي وسيلة أنه كان من سكان رفحاء كما كنا نحن رغم أن الجميع يعلم أن جوفه امتلأ من رمل رفحاء حتى فاض منها . و ليس هذا فقط بل أنه دائماً يحول دون أي لقاء قد يجمع بين أهل رفحاء و بين أي مسؤول عراقي قادمٍ من العراق الى واشنطن ، كما حصل موخرا في زيارة المالكي لواشنطن وكان ضمن جدول اعماله ان يلتقي بممثلي ثوار رفحاء الذين قدموا من ولايات بعيدة ولكن حصل ماكان متوقع من زمرة وجلاوزة حزب الدعوه المصابين بداء العظمه الفارغه وحرموا الثوار من لقاء قائدهم الرمز الوحيد المفدى.
يالسخرية القدر ان يصل مثل نوفل الحسن لهذه المناصب الحساسه وقد سبق ان اعلن استفلاسه عدة مرات في امريكا وهي تعتبر نقطة سوداء في تاريخ اي مواطن امريكي ان فعل هذا ولا تتعامل معه البنوك او الموسسات المالية لمدة سبع سنين، ولكن في عراقنا العظيم هذا ممكن لانه كما يقال( من قلة الخيل.....).
تنويه مهم : أن ثوار رفحاء أسمى و أطهر من أن يدنسوا تاريخهم و بطولاتهم و جهادهم بالتفجيرات التي تتكرر على أرض وطننا الحبيب العراق .
ان لأشخاصٍ كثوار رفحاء حملوا أرواحهم على أكفهم و عانق كثيرٌ منهم الموت فخراً و شهادةً حقٌ يجب ارجاعه لهم . حقٌ لن يتوقف أبناءه من السعي لتحقيقه و ان طال الزمن بهم .
مقالات اخرى للكاتب