هل خان أهل الموصل الوطن..؟! هل إنغمس شباب المحافظات الست في ملذات داعش..؟
عذراً..هذه تساؤلات, وبحاجة لإجابة..؟
من سهل لداعش سبيلهم لغزوة الموصل؟ وهل من المعقول إحتلال محافظة بأكملها بساعتين.؟!لماذا تمت هذه الأحداث في هذا الوقت بالذات, يُقال إن عدد المسلحين الموجودين في الموصل يفوق 8000 مسلح, كيف تسللوا بسياراتهم وأسلحتهم وهل من المعقول لم تكشفهم الأقمار الصناعية الصديقة؟! وهل لتأجيل إطلاق القمر الصناعي "دجلة" صِلة بالموضوع؟!
ما مضى من أسئلة, قد تضع السيد المالكي على المحك؛ وما حصل في الأنبار كان يمكن تداركه, لولا التسرع الغير مسبوق في عالم السياسة, التي ساء استخدامها فعلاً في العراق, بسبب النتائج الوخيمة التي رافقت المباحثات بين الفرقاء السياسيين وعدم الشعور بالوطنية والإنتماء الوطني, بل كان الإنتماء المذهبي الدارج في التعامل على الساحة السياسية.
قبل أيام قلائل, كادت سامراء أن تسقط بأيد لا ترحم, إذ وحسب ما قالت المصادر الإعلامية المتعددة إن تنظيم داعش سيطر على عدة مناطق في سامراء, وهو يتجه الآن لتفجير مرقد العسكريين! وبدون مقاومةٍ تذكر, وكانت ردة الفعل الحكومية لا توازي المخاطر التي كانت ستنجم, لو نجح المخطط الرامي للوصول الى المراقد المقدسة في سامراء.
الآن تكرر السيناريو لكن! هذه المرة في محافظة الموصل وبنفس الطريقة التي خطط لها في سامراء (التداول السلمي للأرض)!!
في ساعتين فقط, سقطت ثاني أكبر محافظة عراقية, ولم تطلق رصاصة واحدة, نعم. سلمت الموصل لداعش على طبق من ذهب, وبدأت بشق الطرق السالكة نحو سوريا, وأعلنت ولاية الموصل, ومنها سيتم الوصول الى باقي ولايات الدولة الإسلامية في العراق والشام, وفعلاً سقطت محافظة صلاح الدين وأيضاً بدون مقاومة تُذكرْ!
رُفعتْ صور عزت الدوري نائب الطاغية صدام, وراية داعش, ولا وجود لمؤسسة إسمها (حكومة العراق).
الحسم الأن, يجب أن يكون بتقارب جميع الفرقاء والإتفاق على نقاط الخلاف السابقة, وعلى جميع الكتل السياسية أن تعي خطورة المخطط القادم, وأن تتناسى الخِلافات وتبدأ رحلة التصحيح؛ إن أهمية اللحظة الراهنة تأتي بتوافق الجميع على ردع الغزو, والمؤامرة الكبيرة التي يتعرض لها العراق, فهناك تحالف بين البعث وداعش وسواهم, لإعادة العراق الى المربع الأول, ومن ثم تغيير خارطة المنطقة ككل, على الجميع تدارك ما حصل وسيحصل, ويجب على السيد المالكي العودة الى التحالف الوطني, لأنه المؤسسة الوحيدة التي ستستطيع إيجاد الحلول الناجحة؛ وأيضا عدم الخوض في مسببات المرحلة الراهنة, والبدء بتنفيذ الحلول الممكنة للخروج من المأزق الكبير الذي وقع فيه الجميع بسبب وهم القوة الذي أوقع العراق في مأزق "داعش".