في أثناء الحروب والثورات والفتن، يغيب العقل والحكمة عن كثير من الناس، وبمناسبة ما يحدث في العراق اليوم أقول من الضروري التعبئة العسكرية للدفاع عن النفس، ووقف المجازر المحتملة، وليس لمهاجمة الآخرين أو تحرير اي مدينة تسقط بيد داعش او البعثيين، او الفصائل السنية الأخرى، ولكن من الضروري التفكير بعقل وحكمة وهدوء لحل الأزمة، وعدم الغرور او اعتماد منطق القوة في معالجة المشكلة، أو الاعتقاد بأن الأكثرية العددية أو الاسلحة المتفوقة يمكن ان تحسم الأمور، ولا بد من الحل السياسي والتنازل والتضحية أحيانا بالنفس والمناصب والمواقع لحل الأزمات ووقف اراقة الدماء، واذا كانت الديمقراطية فاشلة أو عاجزة او غير مقبولة من فئة من المجتمع، فلا بد من البحث عن حلول توافقية ترضي الجميع. واعتقد ان الوقت مناسب اليوم جدا للبحث عن حل سياسي، ففترة المالكي انتهت، ونحن على ابواب مجلس نيابي جديد، وعهد جديد، ومن الخطأ التشبث بشخص معين لأنه فاز نسبة اصوات أعلى من غيره، اذ لا بد ان يكون الرئيس أو رئيس الوزراء مقبولا من الجميع ويحظى بأكبر عدد من الأصوات، وقد اثبت الاجتماع الأخير الطارئ الذي عقد الخميس الماضي من اجل التصويت على اعلان حالة الطوارئ ، أثبت على عجز الائتلاف الوطني على ادارة البلاد لوحده، والحل اما أن يكون بالذهاب بعجرفة الى اختيار الحكومة من لون واحد وبرئاسة المالكي، او بالتفاهم مع الآخرين واختيار رئيس جديد متفق عليه. ولا أرى مانعا من اقتداء المالكي بالامام الحسن، الذي كان قد اختير لتوه للخلافة، على العكس من المالكي الذي انتخت فترة رئاسته للتو، ولا مانع من اختيار اي شخص جديد او تقاسم السلطة بشكل أفضل بين مكونات المجتمع العراقي، وفي النهاية لن يستطيع فريق ان يبيد اي فريق آخر، ولن يستطيع أي حزب أن يحتفظ بالسلطة الى الأبد، فلا بد من تداول السلطة بشكل سلمي ووقف الحرب التي قد تستمر عقودا من الزمن وتدمر العراق أكثر فأكثر.. ولا مانع من الذهاب الى الحكم الفديرالي اذا كان اي مكون يرغب في ذلك ويشعر انه يحقق به قدرا اكبر من الأمن والرخاء.
مقالات اخرى للكاتب