ما هي وظيفة المدرسة الإبتدائية؟ هذا السؤال تختلف الإجابة عليه من دولة لأخرى ومن زمن لآخر ولعلنا اليوم نجد أن المدرسة العراقية تخلت عن الكثير من وظائفها بحكم المتغيرات السياسية والثقافية ولم تعد المصدر الرئيسي للتلميذ بل هنالك مصادر تعلم كثيرة هي أفضل من المدرسة التي ظلت تمارس وظيفة (التعليم) وليس ( التعلم) وبالتالي علينا أن نغير وظيفة المدرس من (تعليم التلاميذ) إلى ( تعلمهم) وهنالك فرق كبير جدا بين المصطلحين لأن الأول يعتمد على إشغال حاسة واحدة أو حاستين لدى التلميذ بينما التعلم يثير جميع الحواس مضافا لذلك يخاطب العقل ويشجعه على الإستنتاج والبحث والإستنباط وأيضا يشجع على العمل التعاوني ويرفض العمل الفردي وهو هدف مهم من أجل خلق مجتمع متعاون يرفض الأنانية ويؤمن بالجماعة كعنصر قوة.
والمدرسة العراقية هي بالأساس تشجع على الفردية شأنها شأن المجتمع العراقي الذي يميل للفردية ،لهذا نجد في المدرسة العراقية مفاهيم التلميذ المتميز وليس المجموعة المتميزة وحتى في الألعاب الرياضية نميل للألعاب الفردية أكثر من الجماعية ،وهذا يعني إننا كمربيين وتربويين أن ننتقل بالمدرسة من طرائق التدريس المتبعة حاليا والتي تشكل الألقاء فيها نسبة عالية إلى طرائق تدريس جديدة تتمثل بالتعلم التعاوني عبر تشكيل مجموعات داخل الصف الواحد وهو أشبه بنظام الحلقات في الماضي حيث يعرف الجميع إن أي فصل دراسي يتكون من تلاميذ أذكياء ومتوسطي الذكاء والأقل ذكاءا وبالتالي تتكون المجموعة من هذا وذاك بما يؤمن تعلم الأقل ذكاء من قبل الذكي الذي يكون مسؤول عن تطور مجموعته وهذا ما يعني غياب ألأنانية وبث روح العمل الجماعي منذ الصغر لدى التلاميذ.
والأهم من هذا وذاك نجنب أنفسنا أحراجات من يجلس في المقعد ألأول لأن نظام التعلم التعاوني يكون طاولة فيها من 4 – 6 تلاميذ من مستويات مختلفة يطور بعضهم بعضا الآخر من جهة ،ومن جهة ثانية تمنح درجة للمجموعة بصورة عامة وليس للأفراد.
وهذا النـــــظام التعليمي لا علاقة له ببناية المدرسة فربما نجد من يرفض ذلك بحجة إن بناية المدرسة غير مناسب بل يمكن أن نقوم به خارج الفصل الدراسي ولنا في درس التربية الرياضية دليلا على نجاح هذا النمط من التعلم.
مقالات اخرى للكاتب