تمر في مثل هذا اليوم من كل سنة ذكرى أليمة علينا - نحن التركمان - لم تمح مرارتها بسبب الاستهداف المستمر والمبرمج لنا يوميا . لم تكن مجزرة كركوك في 14تموز 1959 حدثا عابرا بل كان مخططا له من قبل وراح ضحيته العشرات من التركمان الأبرياء الذين قتلوا بأبشع صور يدنى لها جبين الانسانية ، لم ينسدل ستار استهداف التركمان بل ازداد حالنا تشردا وتعذيبا يوما بعد آخر بسبب الظلم الذي لحق بنا من قبل جميع الحكومات المتعاقبة وصولا لسنة الديمقراطية المزعومة2003 التي كنا نأمل ان تقف مأساتنا عندها وتفتح لنا أفقا جديدة مع حكومة جديدة، لكن القدر لازال يقف حائلا بيننا وبين العيش الرغيد كباقي القوميات الأخرى. فالمخطط لم ينته بعد. فبعد الغزو الأمريكي زادت معاناة التركمان وأزاد جرحنا عمقا أكثر بسبب الأحداث الاجرامية الممنهجة والمبرمجة لحصد أرواحهم يوميا على مرأى ومسمع الحكومة العراقية التي ارتأت ان تأخذ جانب المتفرج على ما يحدث في المناطق التركمانية كافة والفاعل يتخفى باسم مجهول!. ومن كانوا عونا لنا بالامس أصبحت مصالحهم أسمى من الدم التركماني فبسببهم عانى التركمان منذ عشرينيات القرن الماضي وليومنا هذا ، وغدوا يدفعون ضريبة غيرهم بسبب المهاترات السياسية التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل. لذلك لم يستطع التركمان من تنفس الصعداء خلال السنوات العشر الماضية بالرغم من وجود هذا الكم الهائل من الأجهزة الأمنية. إلا ان فكرة محاولة الإبادة الجماعية للتركمان من قبل البعض لازالت قائمة حتى يومنا هذا . فبالأمس مجزرة كركوك واليوم طوزخرماتو وسبقتها تلعفر وغيرها من المناطق التركمانية لا سيما وان المطالبة بتشكيل قوة عسكرية لحماية أنفسنا غير مرغوب فيها على الرغم من وجود أكثر من قوة لحماية باقي القوميات الأخرى!. ولعل الهدف من استهداف المناطق التركمانية يختلف عن بقية المناطق فهو ليس بخلط للأوراق بل هو ابادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. عليه يجب السعي من أجل حماية أنفسنا والمطالبة بتشكيل اقليم تركماني أو بحماية دولية بات لا مناص منهما بسبب الاستهداف المتكرر لنا دون رادع وأصبح حقيقة قائمة للإخفاق الأمني المتكرر والذي نخشى ان يكون متعمدا بحقنا لمواقفنا الوطنية الثابتة تجاه الوطن والحفاظ على وحدته التي انتهجها التركمان أصبحت بالعراق الجديد عاقبته الموت.
مقالات اخرى للكاتب