ان مفردة ( غمدة ) بربع او كوم بربع تبقى عالقة بالاذهان رغم تغير التسمية الى تسميات جديدة تتناغم مع الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي لكنها تحتفظ بنفس المضمون، ولربما كانت هناك تسمية اخرى في اجيال سابقة جاءت منها هذه التسمية كما هي التسميات الجديدة في الوقت الحاضر "الحاجة بربع والحاجة بالف " وغيرها وتكثر هذه الممارسة في الاسواق الشعبية مثل باب الشرجي باب الدروازة سوق هرج سوق الجمعة وغيرها من الاسواق العراقية.
وتغلب على جميع الحاجيات المباعة بهذه الطريقة قلة الاثمان وهو ناتج من ردائتها او استعجال صاحبها على البيع كما في المزادات الشعبية او اسواق المواشي "كم اكول" او قلة اهميتها في نظر البائع ، وكثرت هذه الظاهرة ايام الحصار الذي يسميه بعض العرقيين ايام الازمة حيث اخذ العراقيون يبيعون حاجياتهم من اجل توفير الطعام .
اليوم في العراق الجديد وفي ظل الازمات السياسية يكثف الساسة من عمليات البيع وبطريقة "الكوم او غمدة بربع او حاجة بالف" الى اخره من التسميات التي تدل على بخس اثمان القضايا العراقية المباعة ولعل لا اثمان لها سوى ايهام بعض المواطنين بانها مكاسب .
وتتنوع القضايا المباعة منها ما هو مادي مثل الاراضي العراقية التي اخذت توهب للكويت مضافة الى الاراضي السابقة واقليم الانبار وخندق كركوك وجيش التركمان والمناطق المتنازع عليها ونفط اربيل ،وغيرها وبيع معنوي بيع اصوات الناخبين وبيع الضمائر.
وما يجري من اصطفافات حزبية و طائفية لتمرير الصفقات على حساب قضايا الوطن من اجل كراسي و مناصب في زمن مناصب المزاد العلني او بورصه المناصب العراقية و في ظل ممثلي الشعب الكناغر القافزة على كل القيم والاعتبارات لأجل مصالها الشخصية.
ان العراق يعيش حالة من المزاد العلني في سوق مريدي وباب الشرجي وسوق هرج وسوق الجمعة مزاد لكن ( الغمدة بربع ) لا ضمان فيه واسلوبه لي الاذرع والغش والخداع والفائز فيه صاحب الكف الكبيرة ، كل هذا يجري امام صمت على حقوق الشعب التي تباع في ذلك المزاد المريع ، من قبل القيادات الدينية والاجتماعية والثقافية في ظل خنوع شعبي رهيب لمصالح شخصية او طبقية او خيبة امل من جراء ما انتجته السياسة العراقية ، التي حولت البلد الى ساحات صراع اقليمية ودولية وطائفية وقومية وحزبية وتصفيات حساب شخصي.
واليوم تعمد على تحويل خصامها المصلحي الى الشارع فصار الناس في فتنة مما يعيشون، وجرى تحويل الشارع الى تيارات مؤيدة ومناهضة ، ناقمة ومتفرجة وهذا ما ارادته السياسية العراقية في الوقت الحاضر من اجل استخدام الشارع كقوة ضغط لتمرير صفقات "الكوم بربع" في الغرف المظلمة وما على المواطن سوى النعيق في الشارع دون ان يعلم جوهر المشكلة ، ان القادم من الايام ينذر بكوارث سياسية واجتماعية تضاف الى الكوارث الامنية. فرحماك يارب فلا احد يسمع صوتي سواك .
مقالات اخرى للكاتب