كما تعلمون منذ تأسيس الدولة العراقية بحدودها ومكوناتها الحالية لم يستطيعوا العيش ضمن هذه الحدود بشكل يضمن حقوق الجميع. وحتى قبل سقوط الطاغية 2003 بقي العراق كدولة بإدارة عربية سنية أي عن طريق هضم حقوق كل من الشيعة والكورد في العراق. وكان رضى الدول العربية السنية التركية عن العراق بسبب سيادة سلطة العرب السنة على العراق بأجمعه.
وما أن سقط الدكتاتور الارعن صدام عام 2003 حتى بدأت العديد من الدول العربية السنية وتركيا بدعم عناصر البعث المخلوع تحت مسميات مختلفة منها البعث نفسه والدولة الاسلامية في العراق والقاعدة واخرها داعش ولم يدعوا العراق يرى دربه في طريق الحرية والديمقراطية والتعايش السلمي بين مكوناته المختلفة وأشعلوا النعرات الطائفية بينهم.
ومع الاسف الشديد فأن أكثرية قادة العرب السنة في العراق هم عملاء للدول التي تعادي حرية العراق وديمقراطيته وكلما أقترب الجيش العراقي أو الحشد الشعبي من تحرير بعض مدن العراق نراهم يدافعون عن داعش والبعث المقبور بشتى الوسائل والادعاءات ومنها "قتل الابرياء" و "عدم التمييز بين المدنيين والعسكريين". كما نرى أكبر الدول العربية والتركية دكتاتورية وتعسفا يتحدثون عن حقوق الانسان.
لقد مضى على سقوط صدام أكثر من 12 عاما والوضع في العراق يتوجه من سيء الى أسوء وباتت هذه القوى البعثية الداعشية العربية السنية العميلة قريبة جدا من أحداث شرخ بين باقي مكونات الشعب العراقي الصديقة والتي كانت متحالفة دوما ومنهم الشيعة والكورد. ونحن الاثنان أي الشيعة والكورد لا مصلحة لنا في الدفاع عن حدود دولة تقوم بقتل الشيعة والكورد ولا تدعهم يعيشون بسلام وأمان.
ليس هذا فقط بل أن الشيعة والكورد يدفعون من أموالهم الى تلك المناطق التي تحتضن الارهابيين وذباحي الشباب ومغتصبي النساء.
أن الخلاص الوحيد ضمن هذه الظروف الحالية وبهذه العقلية لأغلبية العرب السنة في العراق هو اعلان دولة للشيعة في مناطق وسط وجنوب العراق ورسم حدود رصينة مع مناطق العراق ذات الاغلبية العربية السنية. وما أن يتم اعلان تلك الدولة فأن الكورد سيعلنون أيضا دولتهم حيث لا أحد يريد العيش مع الارهابيين والذين يدعمون الارهاب بحجج مختلفة.
وهذا لا يعني بأننا نعادي العرب السنة بل لربما هكذا خطوة ستصحيهم من الحال الذي هم فيه. فالكل يرى بأن الارهابيين لا يستطيعون العيش والبقاء في المناطق الشيعية والكوردية من العراق والسبب هو عدم تقبل الجماهير الشيعية والكوردية لهذا الفكر وهذا القتل والارهاب، بينما هناك مناطق من العراق تتقبلهم وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها.
ان اعلان الدولة الشيعية والدولة الكوردية في العراق يخدم حتى العرب السنة وتجعلهم يعرفون حقيقتهم وحقيقة كون الشيعة والكورد لا يتقبلون الارهاب والوهابية تحت أية مسميات كانت.
لكيلا يرى البعض الانفصال والتقسيم كجريمة لا تغتفر فأننا نذكر بالدول التي تشكلت بعد الحرب العالمية الاولى والثانية ومن بعدها تم تقسيمها ومنها: الاتحاد السوفيتي كأعظم قوة في العالم وبعدها يوغسلافيا وبعدها صربيا. واليمن الشمالي والجنوبي والمانيا الشرقية والغربية وأندنوسيا وحتى قبرص والقرم.
سياسيا فأن أمريكا لا ترغب بتشكيل دولة شيعية في العراق لأنها ستكون أغنى دولة في المنطقة ويتخوفون من تحالف تلك الدولة مع أيران. ليس فقط أمريكا بل حتى دول الخليج وتركيا يتخوفون من نشوء دولة شيعية في العراق. باعتقادي حتى التهديد بتشكيل دولة شيعية في العراق سيقلل من الدعم الخليجي السعودي التركي للإرهاب في العراق.
لذا فأن الدفاع عن وحدة العراق ومنع تقسيمه يخدم المصالح السعودية التركية الخليجية الامريكية في العراق والمنطقة أجمالا. وموقف الحكومة العراقية ذات الغالبية الشيعية منذ 2003 يقع في مصلحة أعداء الشيعة حقيقة.
من الخطأ أن تتحول القوى الشيعية في العراق الى المدافع عن وحدة العراق وتعادي الدعوات الكوردية والشيعية للانفصال. ونقولها صراحة أذا لم يتم اعلان الدولة الشيعية في العراق وإذا استمرت القوى الشيعية بمعادات تشكيل الدولة الكوردية فأن هذا سيؤدي الى دخول القادة الكورد وليس الشعب الكوردي في الحلف المعادي للشيعة من تركيا والدول الخليجية والسعودية.
ومن الخطأ أن يعتقد قادة الشيعة بأن العرب السنة سيدعونهم يحكمون العراق دون حرب ضروس وهم أي الداعشيون سيستمرون في حربهم الى أن يحكموا العراق كما في السابق.
ليس غريبا أن نرى بعض قادة البعث والعرب السنة الذي كانوا ضد الكلمة الكوردية واقاموا الانفالات ضد الكورد وحتى تركيا، ساكتين عن دعوات بعض القادة الكورد للانفصال. أن هدفهم هو ادخال الكورد في الحلف المعادي للشيعة في المنطقة وهذا الشيء يصطدم برأي الشعب الكوردي الذي يكن المحبة للشعب الشيعي في العراق بشكل خاص.
لذا علينا تدارك الامر والاستعجال في اعلان دولة شيعية في جنوب ووسط العراق ودولة كوردية في المناطق الكوردية واعلان تحالف بين الشعبين الكوردي والشيعي في دولهم الجديدة.
أننا ندرك أن الدول العربية السنية والتركية تريد جر الكورد في حرب ضد الشيعة وإيران وهم يحاولون استغلال رغبة الكورد لأنشاء دولة كوردية لمعادات الشيعة بشكل عام، وندرك أيضا أنهم يطعنون الكورد بخنجر من الظهر كعادتهم. وبما ان الكورد معروفون بوفائهم وصداقاتهم فأننا نوجه هذه الرسالة اليكم قبل فوات الاوان فالسياسة والتحالفات السياسية لا ترحم.
مقالات اخرى للكاتب