الحيرة الكبرى التي تقع فيها الامة انها تنطلق من مساحة شاسعة جدا ثم تقوم
بتثوير الاحداث وتحريك الراكد لينتهي بها المطاف للبحث عن مساحة تتموضع
عندها بسبب تضييق الخناق على حركة العقل وتأمين وتوسعة الحضرة
التاريخية والتي بدورها تجعلهم يسبحون في فلك الماضي وتوثيق خطواته في
جريدة الوقائع الحياتية فتسن قوانين الاغتراب والتقاطع والاقصائية وترتبط بها
فلسفة الاخرة ومحاولة غلق بورصة الجنة لحساب جماعة الفرقة الناجية.
وعندما تقف عند محيط الحقيقة ليس لك الا ان تنظرالى مريم وهي تنتظر من
يكفلها،وما اكثرهم!!فتثيرك تلك الاقلام التي ترمى من كل حدب وصوب لتعيش حالة الاختصام في من يكفلها.
يا للجمال كم هم مهتمون بأمر الكفالة؟! ولك ان تتصور تلك السعادة التي ستكون
عليها مريم وانعكاسها(السعادة) على الامة بأسرها.
الا انك سرعان ما تصاب بالدهشة والذهول حينما تجدها تدعوهم ان يمسكوا باقلامهم وهي من تكفلهم.
لان مدعي الكفالة لها رموا اقلام الحاضر وحملوا بدلها سيوف الماضي فأرتدى
الاسلام هذا الرداء الاحمر راكبا صهوة جهاد لا يفقهه الا رماة (الاقلام).
بينما بقيت عينا مريم تبحث عن زكريا جديد بالرغم من أنينه من جراح الحاصل
اليومي ومحاولات ابعاده عن دائرة الحدث بأي صورة كانت،
عن زكريا يؤسس لمرحلة جديدة قائمة على المعرفة والتحضر لا على الانكفاء والانغلاق
عن زكريا قادر على ازالة ضباب كهنة التحكم بالمصائر وايقاف عجلتهم التي تتقدم سريعا الى الوراء!!!
هؤلاء الذين يرون انهم الوحيدون القادرون على كفالة أي شي
فهم ُصناع المعبد والطقوس وحتى سلوكيات الرب،وليس لاقلام التنوير وتعميق
الوعي الا الكسر ،لتبقى اقلام الذبح هي الرائد في الطريق ولتبقى مريم تنتظر أيكم يكفلها...