هكذا اصبحت حال العراق بعد أن سيطرة حيتان الفساد على جميع مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية ووضعوا صمام الأمان لفسادهم عندما سيطروا على السلطة القضائية ، وهكذا اصبح الشعب العراقي مطوق من جميع الجهات فالإرهاب العالمي يهدده في كل لحظة بالقتل والدمار ورفاق الوطن يبتزونه في كل رغيف خبز يحصل عليه وأخوته العرب يخططون ويتآمرون من أجل إرجاع الأقلية الى التسلط عليه ، وبين كل هذا يقبع على صدره من أتمنه على قيادة البلد ينهش في لحمه ويهدده تارةً بالبعثيين وتارةً بالإرهابيين إذا نطق بكلمة أو تململ من الوضع ، وبين فترة وأخرى تتعالى اصوات السياسيين عندما يختلفوا على توزيع الحصص فتفلت من هذا القيادي ملفات فساد نتيجة العصبية ويقابله الأخر بنفس الكمية من الملفات ، والشعب ينظر كالمدهوش ويتأمل في الأخبار كل دقيقه لعله يسمع أو يقرأ ما يجبر خاطره فيمن لا يستطيع محاسبتهم وتطبيق العدالة عليهم لأنهم قد سلبوا منه كل سلاح يمكن له استعماله ، فجميع الأنظمة الديمقراطية عندها خطوط دفاع تحافظ بها على نظامها الديمقراطي ومن ثم حقوق الشعب وثرواته ، فالسلطة التشريعية تقوم بمحاسبة السلطة التنفيذية وعلى السلطتين التنفيذية والتشريعية يقف القضاء كالصقر بعينيه الثاقبتين يراقب كل صغيرة وكبيرة وهكذا نجحت الأنظمة الديمقراطية العالمية في الحكم وقادة شعوبها الى ضفاف السعادة والسلام ، ولكن نظامنا الديمقراطي ليس عنده خط يدافع عنه ويحميه بل من كانت وظيفته الحماية والدفاع اصبح يداً من أيادي الفساد وحاميه وهو القضاء ، وقد وصف أمير المؤمنين عليه السلام حالة الشعب العراقي في هذا الحديث ومضمونه ( من ساءت بطانته كمن غص بالماء فأن غص بغيره ذهب إليه ) وقد استغل أحد الشعراء هذا المعنى وألف قصيدة وأصبحت من الأغاني المشهورة كلماتها تقول ( الى الماء يسعى من يغص بلقمة الى أين يسعى من يغص بماء) ، فالظروف التي يعيشها الشعب العراقي جعلته كالمكتف أمام حيتان الفساد ، الذين استغلوا هذا الوضع وعرفوا نقطة ضعف هذا الشعب المظلوم فغلقوا عليه جميع الأبواب والنوافذ وقاموا بسرقة كل ما يملكه ولم يتركوا له شيء بكل جرأة وطمأنينة لأن حاميه حراميه ، وهكذا اصبح الشعب العراقي مكتف ويقوده الفساد
مقالات اخرى للكاتب