أجزمُ انّ غالبية المتابعين للشأن الأردني الداخلي والخارجي على السواء، لم يفاجأوا، بهذه الهجمة الشرسة التي تعرض لها الكاتب والصحفي العربي - الأردني ناهض حتر على خلفية الكاريكاتير الذي "شاركه "ناهض حتر على صفحته، مع العلم ان هذا الكاريكاتير تم نشره من بعدما نشره حتر بمجموعة صفحات وصحف ومواقع الكترونية تابعة " لحزب الاخوان المسلمين الأردني ولقيادات اخوانية حالية وسابقةوغيرها،ولم يعتقل أو يحاسب احد على هذا، بالمحصلة ،تم اعتقال حتر ،بعد ان اغلقت جميع الابواب للرجل للدفاع عن نفسه وتوضيح مقصده ومبتغاه من وراء مشاركته لهذا الكاريكاتير على صفحته على الفيس بوك ،وهنا كم كنت أتمنى أن تتاح للرجل فرصة الدفاع عن نفسه أمام الرأي العام ،وخصوصآ بعد تعرضه لتهديدات أمنية من قبل اشخاص كنا نعوّل عليهم ان يكونوا أكثر وعيآ وحكمة وعقلانية بالتعاطي مع هكذا أحداث بدل ان يكيلوا للرجل سيلاً من الاتهامات والغمز واللمز والتجريح.
نعم نختلف مع ناهض حتر بعدة مسائل وطنية أردنية داخلية ،وخصوصآ ما يتعلق بمسائل الوحدة الوطنيةونظرته لمكونات النسيج الاجتماعي الأردني ،ولكن هذا لايعني أن نكون شهود زور ،على مظلومية تعرض لها الرجل ،وخصوصآ بعدم اتاحة الفرصة له بتوضيح مقصده وغايته من مشاركة هذا الرسم الكاريكاتيري على صفحته ،مع تأكيدي على أن حتر أخطأ بمشاركة هذا الكاريكاتير على صفحته .
قضية ناهض حتر وغيرها بالتحديد تستحق الوقوف عندها طويلآ وخصوصآ طريقة تعامل النظام السياسي مع هذه القضية وحالة التحشيد من قبل بعض الاقطاب التابعة للاخوان المسلمين والبروباغندا الإعلامية المصاحبة لها ،فهناك اليوم العشرات من التقارير والدراسات المحلية والعربية والدولية التي تؤكد أنّ الأردن خلال العقد الأخير على الأقلّ، بدأ يتراجعُ بشكلٍ كبير على سُلّم الترتيبات والتصنيفات العالمية للدول الديمقراطية، فهنالك اليوم حالةٌ غير مسبوقة من التعديات على حرية الآراء والتعبير بغض النظر عن قضية ناهض حتر "التي نؤكد أنه اخطأ بمشاركة هذا الكاريكاتير على صفحته"، وغيابٌ شبهُ كامل للممارسة الديمقراطية الشعبية، وكلُّ هذا يتمّ وسط حالة من التضييق الأمني والسياسي على حرية الإعلام والإعلاميين.
في الأردن اعتُقل عددٌ كبير من الصحافيين والكتّاب في العام الحالي والمنصرم، وحتى الفيسبوكيين في الأردن، وتحت ذرائع كثيرة، تحميها للأسف قوانين وتشريعات رجعية قاتلة للحرّية، كما تمّ فصل العديد من الكتّاب والصحافيين من أصحاب الرأي الآخر، المعارض لجزءٍ من سياسة النظام والحكومة الأردنية من أعمالهم الحكومية التي يعتاشون منها، وهناك مجموعة من الضغوط المعيشية التي يتعرّض لها اصحاب الرأي الآخر، وهذا طبعاً يدخلُ من باب الترويع لكلّ شخصٍ، يُعارض سياسات قمعية تُفرض على الشعب العربي الأردني.
ختامآ ،نحن اليوم وكما قلنا ،نحن بالمطلق ضد هذا الرسم الكاريكاتيري الذي شاركه ناهض حتر على صفحته ،وبنفس الوقت نحن مع أتاحة الفرصة للرجل للتوضيح للرأي العام الأردني غايته ومقصده من مشاركة هذا الرسم على صفحته ،أما أن كان الهدف من وراء هذه الحملة على حتر هي تصفية حسابات سابقة من هذه الجهة أو تلك مع حتر أو بهدف أكتساب شعبوية ما من خلال تضخيم هذه القضية ،فهنا ستختلف معطيات القضية بالكامل ،وتستحق حتمآ
مقالات اخرى للكاتب