"بريطانيا والولايات المتحدة سبب كل هذه الكوارث لان حربهما على العراق بهدف الإطاحة بحكم صدام حسين، أنتجت الوضع الحالي". (بوريس جونسون عمدة لندن – ديلي تلغراف).
- "التعددية الثقافية جلبت لنا القتل غسلًا للعار وختان الإناث وتطبيق أحكام الشريعة في جيوب داخل المدن في عموم بريطانيا". (رئيس أساقفة كانتربري السابق).
- "وافق أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" الجمعة، على تشكيل "قوة رد سريع"، تضم عدة آلاف من الجنود، يمكن نشرها في غضون أيام قليلة، لمواجهة ما وصفته بـ"تهديدات عالمية"، قد يكون من بينها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، والتصدي للتهديدات الروسية في أوكرانيا. (سى ان ان -5 / 9 / 2014).
-" إن مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش" غير ممكن دون تغيير ما وصفها بـ"الأنظمة الديكتاتورية الفاشلة والملكيات التقليدية" في الشرق الأوسط،".. (رامي خوري - مدير "معهد عصام فارس" للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية بلبنان،- حوار مع سى ان ان -3 / 9 / 2014)
- "كما أن ضرب كل من الأسد و(داعش) سيحقق منفعة إضافية وهي دعم الثوار المعتدلين في سوريا. وإلا ثمة خطر بأن تؤدي العملية ضد (الدولة الإسلامية) إلى إتاحة الفرصة للرئيس الأسد لتخصيص موارد إضافية لهزيمة الحركات التي لم تصنفها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب". (ماثيو ليفيت: مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن.)
بعد اجتماعات الناتو في ويلز اعلن اوباما تحالفا دوليا ضد داعش. انظروا الى تعابيرهم وصياغة جملهم وتصريحاتهم المنافقة والكاذبة. تحالف دولي ضد داعش. اوباما يحذر العالم من خطر "الداعش" وكعادة الرؤساء الاوروبيين وهذه المرة كاميرون وميركل وهولاند يكررون تحذيراته... والعجيب هو ان هولاء يحذرون من خطر داعش لاوروبا!!. والأغرب من كل هذه التحذيرات هو تحذير ملك الارهاب خادم الحرم الامريكي, الملك السعودي من خطر هذه المنظمة الإرهابية. على اية حال يجب تكبير هذه المنظمة, او هذه الصنيعة الجديدة, تحت عدسة الاعلام والاجتماعات ليتسنى لأمريكا ان تقود حملة عالمية لتحجيمها -وليس لتدميرها-.... هذه هو عمل مشترك واستراتيجي جبار تقوم به البرجوازية العالمية بقيادة امريكا وبالتحديد البرجوازية الغربية ومعها المتحالفين في المناطق المختلفة ومنها الشرق الاوسط, وتغطية هذا العمل السياسي والاستراتيجي عبر الآلاف من وسائل الاعلام الكبيرة: الفضائيات والبث الاذاعي والصحف اليومية والقنوات التلفازية المحلية وشبكات الانترنيت والتواصل الاجتماعي... عبر الآلاف من الأقلام الماجورة والمفكرين والمتخصصين الذين يعملون على إنشاء الأكاذيب وجعلها مادة للنقاش واخيرا لتحويلها الى الحقائق .... او هكذا يبدوا للراي العام العالمي.
بطبيعة الحال يجب تكبير داعش تحت العدسة المكبرة عبر الاعلام الغربي والمؤتلفين معه يجب تكبير داعش ونفخها لتصبح بالوناً كبيراً, ليتسنى لامريكا ان تقود حملة عالمية بوجهها.. يجب ان يكون هناك عدوا ويجب ان يكون لهذا العدوا حجما ضخماً ولديه قوة لا متناهية وسحرية .. يجب ان يكون لدى هذا العدو قوة مدمرة واخلاقيات لا تتوافق مع العصر وحقارة وقتل وتدمير واكل البطون وذبح الانسان وبيع النساء واغتصابهن بالجملة.... وداعش لديها هذه القوة حيث مشط تمشيطا كاملا مدن وقصبات عديدة خلال ايام او ساعات, قتل الآلاف وذبح المئات واغتصب الآلاف وباع في سوق النخاسة آلاف النساء... إذن العدو جاهزة او بالاحرى تم تجهيزه بهذا الشكل..
"الداعش" هذه المنظمة الارهابية الوليدة تحت أبط المخابرات الأمريكية والاسرائيلة والقطرية والتركية والسعودية.... هذه المنظمة الصغيرة حيث لم يتعدى عدد عناصرها الارهابية عشرة الاف ارهابي وحشي قبل الهجمة الاخيرة على مدينة الموصل العراقية وفق احصائيات البنتاعون الامريكي... هذه المنظمة الوحشية ليست لديها صواريخ نووية ولا بالستية ولا حتى اسلحة نوعية وهي لحد الان وقبل قتل الصحفيين لم تؤذي امريكا لا من قريب ولا من بعيد, مثل القاعدة التي كانت متهمة على الاقل بالتفجيرات الارهابية في امريكا... مع ذلك يجب تكبير هذا الوحش ونفخه, ليتسنى لامريكا ان تقود حملة عالمية لوقفه,.... وراء الاكمة شئ ما!!
التحالف العالمي حاجة امريكية وغربية ملحة
القضية ليس تحالف عالمي بوجه "الداعش", ولا تحالف بوجه الارهاب وتدميره بل ان الارهاب المتفشي في المنطقة صنيعة امريكا وحلفائها في المنطقة بإمتياز, ليس هذا فحسب بل لحد الان تساعد الارهابيين السوريين على شاكلة لواء الاسلام ولواء التوحيد والجبهة الاسلامية والاخوان المسلمون بحجة "اعتدالهم" القضية ليست قضية الارهاب وبالتالي "داعش" اصبحت وسيلة وحجة مناسبة لتمرير سياسة واستراتيجة عالمية مثلها مثل قضية "الكويت" في حرب الخليج الاول التي اصبحت عنوانا للدفاع عن اراضيها ولكن الهدف هو اعادة صياغة العالم, بعد الحرب الباردة حينذاك. اليوم تتكرر السياسة والحلقة من حلقات الاستراتيجية الامريكية الفاشلة المتجددة ولكن في اوضاع مختلفة جدا من حيث الاوضاع السياسية في المنطقة والعالم وتغير توازن القوى العالمي بالضرر الامريكي مقارنة بسنة 1991 والأمكانيات الاقتصادية, ونهوض القوى العالمية الجديدة... القضية ليس داعش فضرب الداعش والسيطرة عليه وتدميره بالكامل ليست قضية كبيرة ولا تتطلب كل هذه الحشود ولا تحالفات إقليمية ناهيك بالدولية التي تقودها الان امريكا.. وصدق مسعود بارزاني حين قال "نحن لا نريد منكم ارسال ابنائكم لمحاربة الارهابيين هنا، نثق بقوات البيشمركة وشعب كوردستان في قدرتهم على دحر الارهابيين، لكننا بحاجة إلى اسلحة حديثة لنحارب بها الارهاب".. (الصفحة الإلكترونية للحزب الديمقراطي الكردستاني).
القضية هي موقع ومكانة أمريكا عالمياً. امريكا فقدت هيبتها وبريقها ومكانتها على الصعيدين العالمي والاقليمي وخصوصا في منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي واوروبا بالتحديد وخصوصا جراء التوسع الروسي في اوكرانيا... بطبيعة الحال هذا يعني ضعف مكانة الغرب بقيادة امريكا وبالتالي ضعف مكانة وموقع حلفائها في مناطق مختلفة من العالم حيث نرى تقاعس حلفائها مع الخطوات التي اقدمت عليها.... من الطبيعي في مقابل هذا التنازلات او خسارة الموقع والمكانة السابقين, حلت محلها قوى ودول اخرى خصوصا روسيا والصين... "ولو ان الصراع بين الاتحاد الاوروبي وخصوصا المانيا وامريكا يجري على قدم وساق"... ولكن جراء التقدم سريع لروسيا من زاوية استعادة روحها الامبراطورية وخطوات إقتصادية كبيرة وجبارة للصين وطموحاتها العالمية, وتشكيل مؤسسات اقتصادية عالمية مرادفة لمؤسسات امريكية –غربية من قبل بلدان بريكس بقيادة روسيا والصين وعضوية الهند والبرازيل وجنوب افريقيا ناهيك عن الاتحاد الكمركي الذي تقوده روسيا ومنظمة شنغهاي للتعاون.... واخيرا التوسع الروسي نحو الغرب عبر سيطرتها على "القرم" الاوكراني والحاقها بروسيا.... يضاف الى ذلك استمرار الازمة الاقتصادية العالمية التي بدأت منذ سنة ٢-;-٠-;-٠-;-٨-;- بصورة فعلية.... بمعنى اخر ان أستراتيجية امريكا التي رسمها بوش الاب بعد الهجمة العراقية على الكويت... النظام العالمي الجديد بقيادة امريكية بحتة فشل فشلا ذريعا وعبر محالاوت كبيرة الحروب والحصار الاقتصادي والتدمير والقتل وتشيكل جماعات ارهابية وتأجيج الصراعات السياسية الطائفية والقومية والدينية, وتقوية الحركات الاسلامية السياسية والارهابية... هذه السياسات لتحقيق الحلم البرجوازي الامريكي فشل ولكن راح ضحيته الملايين من القتلى والجرحى والملايين من المهجرين والالاف من المفقودين... من البلقان ويوغسلافيا القديمة الى الصومال وافغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا.... الاستراتيجی-;-ه الجديدة ضد "الداعش" هي استراتيجية لاعادة هيبة امريكا وموقعها كقائد للغرب ولحلفائها في العالم وليس للعالم كله كما كانت تدعي في السابق, اليوم ان قيادة امريكا للغرب على المحك العملي... بعد دخول قوى عالمية ومؤسسات عالمية جديدة هل بامكان امريكا قيادة الغرب وبالتالي قيادة المتحالفين معها في مناطق مختلفة في العالم... هذه هي قضية الاستراتيجية الجديدة ضد داعش.
لإعادة هيبة امريكا عالميا يتسوجب بالضرورة حضورها ووجودها كقائد للغرب والغرب محتاج فعلا لامريكا ولقيادتها بوجه روسيا والصين والقوى الاخرى ايضا. امريكا ضعيفة اقتصاديا ولكن لديها اقوى قوة عسكرية في العالم... واذا فشل النظام العالمي الجديد بقيادة امريكية وهو فاشل فعلا وإلا فلابد لبناء نظام غربي متماسك سياسيا واستراتيجييا بقيادة امريكا.. وهذا هو الهدف البديل لامريكا, بمعنى اخر نحن نمر بمرحلة جديدة وهي ان كل الحلقات السياسية لاستراتيجية أمريكا لبناء نظامها العالمي بعد الحرب الباردة فشلت, عليه تحاول للبقاء كقوة عظمى ورائدة للقوى الغربية بمساعدة حلفائها في منطقة الشرق الاوسط وهذه قضية مهمة. بمعنى بدون مساعدة وتكاتف بلدان مثل السعودية وقطر والامارات وتركيا ليس بامكان امريكا ان تقود حملة عالمية. قيادة البلدان او القوى الغربية.. على غرار الحرب الباردة ولكن في ظل ظروف سياسية واقتصادية عالمية جديد لا تشبه مرحلة الحرب الباردة من جانب، ومن الجانب الاخرى هي عملية سياسية من الصعب تحقيقها على الارض, على الرغم من تمكن امريكا في تشكيل تحالف دولي جديد تكون من: كندا، تركيا، إيطاليا، بريطانيا، بولندا، الدنمارك، فرنسا، أستراليا، وألمانيا... بحسب الرئيس الأمريكي فهو يامل بانضمام الدول العربية المعنية وخاصة السعودية وقطر والامارات والأردن إلى التحالف الجديد....
التحالف الجديد حالة ضرورية وملحة لامريكا والغرب بصورة عامة. ان الغرب ليس قوة موحدة ومتجانسة, مع ذلك لدى الدول الغربية مصلحة مشتركة لتكون متجانسة وتنسق اعمالها عبر القيادة الامريكية. هذه هي الضرورة بعد الاخفاقات الكبيرة التي منيت بها الحكومة الامريكية وقواتها في الشرق الاوسط وخصوصا في افغانستان والعراق ومصر وسوريا وإسرائيل-فلسطين وفي مواجهة روسيا في اوكرانيا....
التحالف الدولي لا صلة له بالقضاء على الارهاب
أمريكا شكلت التحالف الدولي كضرورة ملحة لإعادة هيبتها ومكانتها المتراجعة بإستمرار. تهيئة الاجواء السياسية والامنية والعسكرية واللوجستية لمنظمة إرهابية صغيرة "داعش" لتمشيط مدنٍ وقصابات كبيرة في العراق ولتعديل توازن القوى, وأخيرا لازاحة المالكي, بقوة غير مباشرة, بقوة داعش... هذه اول نتيجة لصالح امريكا والمؤتلفين معها في الحرب اللا مقدسة هذا.
هذه الحملة ومحاولة تشكيل جبهة عالمية بوجه داعش لا صلة لها بالإرهاب ولا بمكافحة الارهاب الداعشي ولا غيره. "داعش" منظمة ارهابية مرموقة لدى أكثر من بلد في المنطقة: تركيا, قطر على الاقل هذا ناهيك عن ان اكثرية الارهابين تم استرادهم من الغرب وأمريكا... كيف بامكان الارهابيين ان يذهبوا الى سوريا والعراق من مطارات لندن وواشنطن ونيويورك وامستردام وبرلين وفرانكفورت وشيكاغو وبروكسل وسدني....؟! كيف والاجهزة الامنية في تلك البلدان تعرف اكثريتهم! كيف يتم استقبالهم في الترانزيت التركي وإرسالهم الى سوريا والعراق ؟! على اية حال ان "داعش" لديها مدن ومقرات, لديها قوات مسلحة ولديها الاليات وحتى لديها الطائرات الحربية... اذن بالامكان ضربها؟ وأذا امريكا والغرب جادون في تجفيف منابع الارهاب ونقول الداعش وليست كلهم: بامكانها تجفيف منابع التمويل من البلدان والبنوك وحتى الاشخاص وكلها واضحة, اذا الحكومات في امريكا والغرب ليست منافقة وحقيرة فبامكانها ان تسيطر على الداعش خلال اسبوع واحد فقط! ولكن الداعش اسم كما قلت في مقال سابق يتمتع بسحر وسحره هو تغير جلده وتأقلمه مع أي ظرف كان. "الداعش" ليست ارهابية حين قاتلت النظام السوري, كانت ليست خطرة بل توجب وقف تقدمها بعد هجمتها على العراق وسيطرتها على مدينة الموصل, كانت خطرة ويجب وقفها حين اقتربت من اربيل, وكانت خطرة ويجب ضربها حين قتلت الصحفيان الامريكيان,..... "ويجب ضربها حتى ابواب الجهنم" وفق وزير الدفاع الامريكي... لكن كل هذه المسائل والحلقات السياسية والتصريحات المختلفة وفق التطورات تدل على ان امريكا ليست لديها استراتيجية واضحة المعالم في بداية الازمة او بداية الهجمة الداعشية على العراق.. وهذا التذبذب من القيادة الامريكية هو حالة واقعية نظرا للمرحلة الانتقالية التي يعيشها العالم الراسمالي من جانب، ومن الجانب الاخر نتيجة للموقع المتراجع لامريكا على الصعيد العالمي من حيث النفوذ والسيطرة السياسية, حيث يجب عليها ان تسمع الاخرون, حلفائها في اوروبا وفي منطقة الشرق الاوسط قبل ان يقرر اوباما, وهذا يدل على انقضاء مرحلة: "كل ما نقوله يمشي" في مرحلة بوش الاب...
رويدا رويدا إتضح الأمر عند مستشاري اوباما وتوصلوا الى خلق استراتيجية جديدة لمناهضة ومكافحة وضرب داعش، استراتجية تهدف الى قيادة تحالف عالمي ضد داعش... عجيب!! تحالف عالمي ضد منظمة ارهابية!! ليس هذا فقط بل وفق طوني بلينكن، مستشار نائب مدير جهاز الامن القومي الامريكي، في مقابلة مع CNN: حيث يقول "كما قال الرئيس، سيكون هناك ضرورة لجهد مستمر، الأمر سيستغرق وقتا وقد يتجاوز ذلك فترة حكم الإدارة الحالية قبل أن تحلق الهزيمة بالتنظيم." وهذا يعني ان السيطرة او التحجيم وليس التدمير يتعدى اكثر من سنتان... واكد اوباما في مستهل جولته الاوروبية ولحضور اجتماع الناتو في ويلز حيث صرح مع رئيس استونيا في تالين العاصمة بأن: "هدف امريكا هو التاكد من ان داعش لن يشكل خطرا على المنطقة. يمكننا تحقيق ذلك لكن الامر سيستغرق بعض الوقت" ولكن قبل هذا التصريح بيوم واحد اي الثاني من ايلول قال "الحرب مع التنظيم ستستغرق وقتا، محددا أهداف العملية بـتدمير داعش وإنهاء قدرته على تهديد العراق وأمريكا.".. وهكذا اتضحت الصورة والاستراتيجية الامريكية مع تقدم الداعش... اذن الهدف ليس "تدمير الداعش وانهاء قدرتها" بل في التحليل الاخير الهدف "الداعش لن يشكل خطرا على المنطقة". النفاق والخداع والتضليل وحقارة النظام الراسمالي تتطور وفق تطور الاحداث.
وانكشف الامر بصورة جلية حين نسمع التصريحات والقرارات التي صدرت في الاجتماعات الاخيرة في ويلز في الرابع والخامس من الشهر الجاري: (وافق أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" الجمعة، على تشكيل "قوة رد سريع"، تضم عدة آلاف من الجنود، يمكن نشرها في غضون أيام قليلة، لمواجهة ما وصفتها بـ"تهديدات عالمية"، قد يكون من بينها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، والتصدي للتهديدات الروسية في أوكرانيا). إذن ان القرار الاهم هو تشكيل "قوة الرد السريع" ولكن!!!! مقر اقامتها في اوروبا الشرقية او احدى بلدانها!!! بمعنى "ان قوة الرد السريع" لمواجهة روسيا وليس لمواجهة الداعش في العراق وسورية.... واخيراً من الناحية الواقعية ليس بالامكان تدمير الداعش وإسقاطها بدون الاتفاق او على الاقل التنسيق مع الحكومة السورية في المنطقة, وهذا ما ترفضه أمريكا ويرفضه الناتو لحد الان، هذا ناهيك عن ان ضرب داعش وتدميرها ليس ممكنا بدون تعاون مثمر مع روسيا وهذا تعد من الأمنيات في هذه المرحلة... لان كل القرارات تقريبا صدرت ضدها!!
كيف نهزم الارهاب
الإرهاب من صنع البرجوازية في مرحلتنا المعاصرة. من الطبيعي إن البرجوازية العالمية كطبقة عالمية تستفيد من أطالة عمر الارهاب. من الصحيح القول ان التيارات البرجوازية الغربية بقيادة أمريكا لحد الان هي التي تستفيد من وجود القوى والتيارات الارهابية مثل: القاعدة, النصرة, الداعش, الجبهة الاسلامية في سورية, لواء التوحيد, بيت المقدس, حركة الخلافة.... ان الاجابة والرد السريع والملح لقوى الطبقة العاملة, لقوى الشيوعية وحتى اليسارية بصورة عامة تتلخص في اسقاط الحكومات الموجودة في المنطقة.. الحكومة العراقية, الحكومة السورية, المملكة السعودية....عبر قيادة الطبقة العاملة للثورة سواء ثورة اجتماعية عمالية او الثورة العمومية التي تفل الارتباط والتبعية السياسية للقوى الغربية وتؤسس بلدان علمانية وغير قومية بلدان للمواطنة... ولكن في كلتا الحالتين الثورة تقودها الطبقة العاملة وقيادتها او حزبها اذا وجد... بدون النهوض بقوى الطبقة العاملة وتجهيزها فكريا وسياسيا وتنظيميا وعسكريا لتتصدى للارهاب وفرض الهزيمة عليه ليس بالامكان تدمير الارهاب حتى اذا تم تدمير "الداعش".. بالكامل . داعش اصبحت شماعة لتمرير السياسات العالمية, لتمرير بقاء أمريكا على راس القوى الغربية ولتأمين انقسام الطبقة البرجوازية في المنطقة لصالح القوى الغربية وخصوصا امريكا... تواجد الشيوعيين وقادة الطبقة العاملة في ميادين معاركهم ونضالهم تختلف كليا عن المعركة التي تخوضها البرجوازية بوجه "الداعش". أنها معركة نفاق وخذاع المجتمع البشري برمته. ان صواب نضال الطبقة العاملة وقيادتها وحركتها التحررية هي بوجه البرجوازيات المحلية سواء كان الحكومات المركزية او الاحزاب الحاكمة المحلية مثل كردستان العراق... ليس بالامكان النضال بوجه الارهاب و "الداعش" وتدمير هذه المنظمة الارهابية بدون ازاحة الحزب الديمقراطي الكردستاني... ليس بالامكان تدمير الارهاب في العراق بدون اسقاط الحكومة الحالية... انهما مصدر او مصدران لتقوية الارهاب وجلبه الى داخل اسوار العراق وتقويته واحتضانه داخل العراق... هذه هي جوهر القضية. علينا ان نرقص في ميداننا وليس الميدان التي حددته امريكا والبرجوازيات الغربية لنا....
اخيرا اشبه هذه المرحلة من تأريخنا المعاصر بمرحلة العقد الثاني من القرن الماضي من زاوية وقوع الحرب العالمية. حيث تجري الان الحرب العالمية على قدم وساق ولكن باسلوب مغاير تماماً. الحرب التي تجري الان في الشرق الأوسط هي الحرب بين امريكا والقوى المتحالفة معها في المنطقة من جانب وروسيا والقوى المتحالفة معها من جانب اخر... هل نشارك احد طرفي الحرب مثل ستالين الذي شارك الحرب العالمية الثانية ضد المانيا بحجة ضرب "الفاشية" هل يشارك اليوم الشيوعين بحجة ضرب "الارهاب" مشروع امريكا والقوى البرجوازية المحلية.... ان قادة الطبقة العاملة والشيوعيين هم الحركة الرئيسة والاصيلة التي لا مصلحة لهم مع الارهاب, وهم الذين يجب عليهم ان يهزموا الارهاب والارهابيين, عبر اسقاط السلطة البرجوازية المحلية في اي بلد كان, والتركيز على اولويات هذه القضية المركزية.
مقالات اخرى للكاتب