عيد إبني أكرم.. إمتاز عيد هذا العام بكون إبني أكرم هو الذي ذبح الأضحية لأول مرة وهو في السادسة عشرة من عمره، وقد سبقه أخوه الأكبر وليد العام الماضي في ذبح الأضحية. وبهذا يتعلم الأبناء طريقة ذبح الأضاحي تحت إشراف الأب، كما تعلموا من قبل السباحة والسياقة، وما كتب لهم من علم وأدب. ويظل الأب يدعو لأبناءه بأن يتعلموا أقصى مايتعلموه من علوم وفنون، وأن يوفقه ربه في أن يمد بقدر ما يستطيع ويقدر .
خدمة الزليف وقطع اللحم .. اليوم وأنا أزور مستشفى أولا محمد، أرى في الذهاب والإياب، شبابا طيلة اليوم يقدمون خدمات للسكان فيما يتعلق برأس الكبش ، وما يسمى في الجزائر بالبزلوف. وهي خدمة يجنون منها بعض المال، ويريحون بها العائلات والنساء خاصة، التي لم تعد تهتم بهذه الخدمة في البيت كما كان من قبل.
وفي حي بن سونة، أرى طابورا من الرجال ينتظر كل منهم دوره فيما يخص تقطيع أضحية العيد عند الجزار، التي أمست خدمة جديدة يشهدها المجتمع الجزائري، والتي لم تكن إلى عهد قريب.
وبغض النظر عن إختلاف وجهات النظر فيما يخص مثل هذا النوع من الخدمات، فإنه يمكن القول أنها علامة من علامات إرتفاع مستوى المعيشي للفرد الجزائري العادي، الذي أصبح لا يكلف نفسه عناء تحضير الزليف وتقطيع الكبش، بل أمسى ياخذخ بنفسه لصاحب الحرفة الجديدة، فيخفف عنه وعن زوجه، مقابل بعض المال .
خطبة عرفة رقم رقم 35 .. خطبة عرفة الوحيدة التي مازال يرددها الكون هي خطبة المفسر اللغوي الإمام الشعراوي، وما زالت ترن في الأذان ، لروعة كلماتها، وسمو ألفاظها، وصدق الدعاء، وروعة الإلقاء، وصوت يذيب الحديد. وإمتازت خطبة عرفة لهذا العام، أنه لاول مرة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، لم يلقي خطبة عرفة منذ 35 سنة، الذي ظل جاثما على عرفة لم يستبدل رغم كبره سنه ومرضه ، وكأن الدنيا لا تعرف غيره خطيبا. فاستبدل هذا العام ولأول مرة بالسديس. لكن لم يتغير شيء في محتوى الخطبة.. دعاء لولاة الأمور طيلة الخطبة، ودعاء على من تراهم المملكة السعودية أعداء، ودعاء لمن تراهم المملكة السعودية أحباب.
غياب الحجاج الإيرانيين .. من أبرز مظاهر حج هذا العام غياب الحجاج الإيرانيين، الذين منعتهم إيران من أداء مناسك الحج ، بسبب رفض المملكة السعودية من نشر نتائج التحقيق بشأن 464 حاج لقي حتفه العام الماضي في منى، حسب الرواية الإيرانية الرسمية، والتي تعارضها بشدة الرواية الرسمية السعودية.
ودون الدخول في الأسباب التي يتبناها كل طرف متهما الطرف الآخر، فإن الحجاج هم الضحية، سواء من الذين ماتوا العام الماضي، أو الحاليين الذين حرموا من أداء فريضة الحج. وما كان للطرفين السعودي والإيراني من إقحام السياسة في مناسك الحج، وضياع الحج عن الحجيج.
مقالات اخرى للكاتب