لا أرغب في التعليق مطوّلاً على الفضيحة الجديدة التي فجّرها السيد نوري المالكي بحديثه عن "خوارق" ابنه السيد أحمد، والورطة الجديدة التي سعى اليها بنفسه بإهانته القوات العسكرية والأمنية إهانة سافرة (أليس هو القائد العام لهذه القوات المسلحة؟) باتهامه إياها بعصيان الأوامر، أو في الأقل العجز والتردد والتواكل عن إلقاء القبض عل مقاول "لص"!
لست أرغب في ذلك، فالعراقيون، نساء ورجالاً وشباباً وشيوخاً، كفّوا ووفّوا في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر البريد الإلكتروني وفي باصات النقل العام وسيارات التاكسي وفي المقاهي والمطاعم والمحافل الخاصة، حيث تحوّل السيد المالكي وابنه إلى مادة للتحليل والتشريح والهزل والسخرية والنقد والاستنكار والتنديد بإسهاب وعمق .. وامتدت الموجة وارتداداتها الى المحافل العامة ومحطات الإذاعة والتلفزيون.
أرغب فقط في أن أتمنى على قيادة حزب الدعوة الإسلامية تشكيل لجنة مصغرة، من شخصين أو ثلاثة، وتكليفها بالعودة الى أرشيف الحزب، وبخاصة صحفه وأدبياته الأخرى الصادرة في عهد صدام. مهمة هذه اللجنة أن تجرد ما نُشر في تلك الصحف والأدبيات عن ابني صدام، عدي وقصي، لتتعرف قيادة الدعوة على ما اذا كان حزبهم مع أم ضد إيكال صدام مهام أمنية وسواها الى ابنيه... ما اذا كان تكليف عدي برئاسة التجمع الثقافي ونقابة الصحفيين واللجنة الأولمبية العراقية وقصي برئاسة جهاز الأمن الخاص عملاً حميداً أم ذميماً من وجهة نظر الحزب وصحفه وأدبياته في ذلك الحين.
أرغب فقط في أن يقوم أحد من قيادة الحزب بعد ذلك بين الناس ليشرح لهم ما الفرق، من حيث الشكل والمضمون، بين ما قام به صدام حسين في الماضي وما يقوم به زعيم حزب الدعوة الآن على هذا الصعيد، وما الفرق، من حيث الشكل والمضمون أيضاً، بين دور كل من عدي وقصي صدام حسين في الماضي ودور أحمد نوري المالكي في الوقت الراهن.
هذا ما أرغب فيه الآن. وأرغب معه في استئناف متابعة هذه الموجة الشجاعة العارمة من التحليل والتشريح والهزل والسخرية والنقد والاستنكار والتنديد التي يواصلها العراقيون، في الحياة العامة وعبر الشبكة الدولية، بشأن حديث السيد المالكي الأب عن "خوارق" السيد المالكي الابن .. عسى ان تتابع قيادة الدعوة هي الأخرى ما أتابع.
مقالات اخرى للكاتب