للأسف صار لفظ المهجرين يعم اغلب العراقيين ، فمنهم من هو مهجر داخل بلده و آخرون هجروا قسرا للعودة الى وطنهم الأم ايران حيث أختاروا ذلك مسبقاً لعدم الانخراط في الجيش لخدمة العلم فسجلوا انفسهم تبعية إيرانية تهربا من اداء الواجب الوطني المقدس و منهم ايضاً مهجري حكومة الديموقراطية الخرقة في دولة القانون الذي يخول ( حمودي ) ان يقوم مقام والده الامي اصلاً و كأنه ( عبوسي ) في مسرحية " تحت موس الحلاق " . المهجرون الذين اعنيهم هم كتاب و ادباء و مثقفوا و فنانوا العراق الذين هربوا ابان حكم القائد الضرورة " صدام ". هؤلاء الناس حاربوا نظام صدام بسلاح كان اشد عليه من كل الاسلحة الاوتوماتيكية و الكيمياوية على حد اعترافه حيث قال ( للقلم و البندقية فوهة واحدة ) أنا واحد من هؤلاء المغدوري الحقوق و التعويض الذي كنا نتأمله من الحكومة العادلة التي يفترض ان تأتي بعد صدام حيث استقر بنا المطاف غرباء في دول لا تمت لعاداتنا ، مدركاتنا ، ديانتنا ، لغتنا ، تقاليدنا ، لطمنا ، تطبيرنا ، معتقداتنا ، لون بشرتنا و شعرنا ، عاطفيتنا ، و و و ، و ال ( واو ) الاخيرة يعرفها السيد رئيس الوزراء الجديد حيث عاش نفس الظروف ، نعم لم نكن من حزب الدعوة و لكننا اشد حرصاً من حزب منظم كون واعزنا الوحيد هو وطننا و عراقيتنا و ليس انتماءنا الحزبي و انتضار فرصة كي ( بعد ما ننطيهه ) . في لحظة نادرة طرق اسماعنا ان حكومة القانون خصصت لنا ( قطعة ارض و مبلغ اربعة ملايين دينار ) تشجيعا لنا للعودة الى ترابنا المقدس لنعيش هناك و نبني قبورنا . كذلك عشرة ملايين من البرلمان هدية ( هذا قبل العيدية للبرلمانيين ) لأن فاقد الشئ لا يعطيه ، كون البرلمان الذي يتقبل هبة الحكومة لا يستحق ان يمثل الشعب ، فقد علمتنا الحياة في الدول المتقدمة ان الحكومة و المعارضة هم من يخشى البرلمان لذلك هم يناقشون قرارتهم و اعمالهم و اجنداتهم تحت مسمع رئيس البرلمان الذي يخاطبونه ( Mr. Speaker ) كونه المتحدث الوحيد باسم الشعب و ما الحكومة إلا موظفين يضعهم الشعب لخدمته و ادارة شؤونه " و ليس سيف مسلط على ارقاب الشعب " فإن اي هدية من الحكومة للبرلمان تعتبر رشوة علنية تدفع على حساب مصالح الشعب الذي يمثله البرلمانيون المرتشون و كما انه اهانة الى اعضاء البرلمان اذ تتعامل معهم الحكومة كأطفال يوم العيد. ان السيد العبادي يعرف هذا جيداً ، لكني عجبت على موضوع العيدية التي يستحقها من قضى العيد جائعا في العراق و ليس اعضاء نقابة الدفاع عن حقوق الشعب المدللين اصلاً، عموماً انها اول مثلبة في بداية حكم الدكتور العبادي. إنتابت جسدي رعشة غريبة ، رعشة جسد الطفل حين يجد حضناً و يداً تداعب جسده أو تائه حين يجد من يرشده وقد تكون اقرب الى مهمش ضائع حين يجد من يهتم به ، ، هرعت من غربتي صارخاً صرخة الفوز العظيم ، صرخت قائلاً :- تباً لصدام حسين ، ها أنا سأعود الى بلدي معززاً مكرماً و سأجد قبراً فسيحاً في كربلاء يؤوي جسدي . سافرت الى العراق ، أحمل شوقي الى كربلاء قرة عيني و شهوة روحي ، وكر اصدقائي الصعاليك ، قصص لا تنتهي من تأريخ حياتي ، شبابي ، نرجسيتي ، ذكرياتي ، علاقاتي و مراهقتي ، ليالي الجمعة في زيارة الحسين ، القيمة ، شاي ابو علي ، و و و . في مطار النجف أغرورقت عيناي حين طالبني احدهم بوثيقة تثبت عراقيتي و أنا الذي هرب دون هوية او حقيبة او جواز سفر من عراق صدام حسين ، من اين اجد ما يثبت عراقيتي و انا في المطار وحيداً دون وثائق، دفعت قيمة فيزا الاجانت ، ، حميد المحنــّه يدخل بلاده بفيزا الاجانب . لو اني قلت انا من جناجة لدخلت العراق دون فيزا و لاحتى جواز سفر، لكنني ابيت . انا اعرف كل اهل جناجة فهم ابناء منطقتي و أعرف عائلة نوري العلي الذي انتسب الى بني مالك مؤخراً . أعرفهم جيداً من اولاد حاج صخيل و حاج رخيل الى " ابي نيزك " ضياء يحيى العلي { عضو القيادة القطرية ، امين سر فرع كربلاء لحزب البعث } و هو ابن عم نوري العلي فربما يكون ذلك هو سبب تغييره للقبه ، ضحكت كثيراً حين عرفت ان هناك لجنة اجتثاث في حكومة نوري . عموما فضلت ان احترم نفسي و ادفع مبلغ الفيزا و ادخل العراق على اني استرالي . في كربلاء تقدمت بطلب حقي كمهجر و من هنا بدأت مشاكلي النفسية في حياتي . كان الممثل الوحيد للحكومة المالكية هو السيد محمد مدير وزارة المهجرين في كربلاء ، كتبت طلبي لأقدمه اليه قال :- عليك ان تتقدم بطلب عن طريق كاتب العرائض في باب البناية ، تخليت عن كوني كاتب و أديب و اتجهت الى فخامة السيد كاتب العرائض ، وجدت ان كل شئ عنده مطبوعاً ( فورم ) فقط وضع اسمي لأدفع له ً ما يفوق ثمن اية مجلة بريطانية او امريكية ، لا يهم،، قطعة ارض في كربلاء أهم عندي من الرشاوي و مبالغ الاستبزاز . ادفع ايها العراقي لتساوي العجم في حقوق المواطنة . دفعت ، جلبت الطلب ، قالوا انتظر، المدير مشغول مع النائبة " ايمان الوسوي " كانت النائبة في واصطة خير لأحد اقاربها او أصدقائها لتمييز طلبه ووضعه في خانة اهتمام متميزة عن الطلبات الاخرى لبقية العراقيين . تفرغ السيد محمد مدير المهجرين بعد ساعة و نصف من زيارة النائبة ، ، وقع طلبي ، فزت فوزاً عظيما . امام كل مكتب من مكاتب الموظفين خلال رحلة انجاز الاوراق علي ان " أدير بالي" عليهم و درت بالي جيدا. في اليوم التالي قال لي احدهم في دائرة الهجرة في كربلاء ( موقع رأسك هو المشخاب ) اذن سننقل اضبارتك الى محافظة النجف . . . دهشت ، ، أهو تهجيــــــــــــــــــــــــــــر جديد ؟؟ لو كان مسقط راسي في الهند مثلا فهل سيمنحونني قطعة ارض هناك؟ ؟ ( اخوتي في سلك الشرطة استلموا قطعاً في كربلاء و هم من نفس موقع الرأس ) ؟؟؟؟ عموما ، ، وافقت على كل شئ و سافرت باضبارتي الى النجف ـ اعطوني رقماً - و لكن لم احضى بقطعة الارض و لا بعراقيتي لحد الان و منذ اوائل 2011 ... صدقوني لم اكن فعلا واثقاً من تلك المكرمة المالكية و لكني وددت ان اجد اهتماماً بنا كمثقفين هربنا من بلادنا قسرا و عانينا الام و اوجاع الغربة و فقدنا الكثير، أنا مثلا بعت بيتي في كربلاء / سيف سعد بمبلغ 7 ملايين و الان يساوي أكثرمن نصف مليون و بعت سيارتي و كل ما املك من اجل ان اهرب ليضل رأسي منتصباً على عنقي ، فلا قيمة مادية ارجوها قدر ما كنت ابحث عن دعماً معنوياً يثبت كوني قدمت للعراق شيئاً. أيها السادة في دولة لا تمت الى القانون باي صفة سوى اغتصاب الاسم :- انتم لستم افضل منا ، و لم تعانوا ما عانيناه نحن ، بل كنتم تعيشون في سوريا كحوزة علمية و تمتهنون التزوير و النصب على الناس بحجة مساعدتهم في قبول مفوضية اللاجئين و غير ذلك الذي يعرفه كل من كان في سوريا عنكم، و حين وتمكنتم من السلطة بشكل ما ، و بقدرة فارسية ، صببتم غضبكم و أحقادكم و جهلكم و شذوذ معتقداتكم على الناس، فادخلتم البلاد في ضياع و تقسيم و عداءات و مناهضات طائفية و سرقة و نهب علني وصل الى الاعلام الامريكي و الغربي و اخره اكتشاف 1.6 مليار دولار امريكي مخزون بقبو في لبنان و تبخلون على الناس بالحصة التموينية . قال لي مواطن جرئ يعمل في دائرة هجرة كربلاء :- ان هذا القرار جاء بأمر من الحكومة لتعويض العجم المسفرين الذين قدموا طلباتهم و بسرعة البرق استلموا المنحة و قطعة الارض و عادوا الى بلادهم ايران مع نهشة من لحم عراق نوري العلي رداً لجميلهم في استضافته و منحه جنسيتهم . و من حصل عليها من بقية العراقيين هي " حشــــــر مع الناس عيـــــــد ".
مقالات اخرى للكاتب