على الرغم من أن مقولة النظام الديمقراطي تتصدر العناوين العريضة في خطابات السياسة في العراق ، ولها أصداء براقة في الإعلام المحلي والعالمي . لكن المؤسسات الحكومية ، لا تزال ترزح تحت مفهوم أن الوزارة هي إقطاع خاص بالوزير فيتصرف به على وفق هواه ، ويمارس أبشع أنواع التسلط والانفراد بالقرار ، أو يخضع الوزير لتسلط اللجنة البرلمانية المشرفة على وزارته . ولا معنى لمصطلح النظام المؤسساتي داخل أيّة وزارة ، ويعاني منتسبو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من سوء توزيع المناصب القيادية في الجامعات ، ولاسيما في جامعة بغداد فمنذ زمن طويل أثر تسلط علي محمد زندي (الأديب)على لجنة التعليم في البرلمان تأئيراً سلبياً وبشكل مباشر ، لأنّه تحكّم باختيار رؤساء الجامعات والعمداء وتعيينهم ، والأمر غير خاف عن صلة القربى بينه وبين رئيس الجامعة المستنصرية سابقا (د.تقي الموسوي )، وهو رئيس جامعة واسط حاليا ، ونعلم أيضا بعلاقة المصاهرة بين (زندي) ورئيس جامعة بغداد السابق (د.موسى جواد الموسوي). والأمر نفسه ينطبق على رئيس الجامعة في الوقت الراهن . وكأنّ الجامعات جزء من ميراث ورثه زندي ، فراح حفيده يوزعه على الأقربين ، وأنتج ذلك السلوك سوء الإدارة ، لعدم وجود خطط إدارية لآي منهم غير استراتيجية أخذ الأموال المخصصة لتطوير جامعة بغـداد وإعادتها إلى الوزارة في نهاية السنة المالية ، ثم تذهب في الخفاء إلى جيوب (زندي) وبحجة تمويل الحزب . وفي أحدى السنوات كنت مع مجموعة من العمداء ، وجـه إليه أحـدهم سؤالاً عن مبالغ مالية تكفي لبناء جامعة مثل جامعة بغداد ، ( كيف نتصرف بهذه الأموال؟) ، أجاب قائلاً :(لانفعل شيئاً بها ولا نريد تحمّل مسؤوليتها ؛ لأنّ التطوير يحتاج مشاريع ،ومقاولين ، ومشاكل ، ومحامين ، ونحن لا نريد دوخة رأس ، أحسن شيء نعيدها إلى الوزارة ، وهي تعرف كيف تتصرف بها ). وينبغي على الحكومة الحالية البحث عن مصير هذه المبالغ والتحقيق مع د.موسى الموسوي ( الذي يشغل الآن منصب الملحق الثقافي لسفارتنا في لندن ) . بسبب هدر المال العام وإضاعة فرص تطور جامعة بغداد . . . وتستمر مسيرة التراجع على يد (د. علاء عبد الحسين الكيشوان ) ، ((المنتهية ولايته)) ، إذ لم يقدم دعماً أو مساندة مادية أو معنوية أو علمية لأية كلية أو معهد أو مركز من مراكز البحوث ، بل كان حرف النفي (( لا )) حاضراً في مقدمة إجاباته على كل مقترحات العمل لتطوير الجامعة والنهوض بها ، واعتمد الأساتذة الجامعيون على أنفسهم وعلى قدراتهم ونفقاتهم الخاصة للاستمرار في البحث والمشاركة في المؤتمرات العلمية ولإدامة خدمة المجتمع ، والتواصل الثقافي ... وقد أصبح الكيـشوان معروفا بشحه ، وبات ينافس بخلاء التاريخ في تقتيره ، فلم يصدر كتاب ( شكر وتقدير ) ، بحق تدريسي ، ويوصي العمداء بعـدم منح منتسبيهم كتب (الشكر والتقدير) ، لكنه حـريص على جمع المال لنفسه فلم يكتف براتب ومخصصات (وزير) ، وهو أول المخالفين للتعليمات والأوامر الوزارية فيما يتعلق بالدوام ثلاثين ساعة في الأسبوع . ولم يلتزم بشرط عدم التدريس في الكليات الأهلية ، فهو أحـد تدريسيي قسم الصيدلة في إحـدى الكليات الأهلية كلية بغداد للصيدلة ، وله الحصة المالية للعضو المؤسـس فيها . وإن من المحـزن والمحبط للآمال أن تكون الجامعة الأم في العـراق بيـد مهملة ليس لها في الإدارة غير تنفيذ الأوامر الصادرة من جهات عليا ، وسار العمداء على منهجه ، فتحولت الجامعة إلى تجمع يحكمه العـرف العسكري ، فغيب العقل وقتلت النشاطات الفردية وقمعت الآراء التقدمية ، وأصبح المنتسبون والطلاب أدوات متشابهة كالأواني المستطرقة ، وليس عليها إلّا أن تشطب أيامها ... الطالب يأخـذ شهادة جـوفاء كيف ما اتفق . والتدريسيون والموظفون يقـبضون رواتبهم , وتمضي أشهرهم متشابهات ،وتنفق أعوامهم متساويات ، ونحن نذكر بمقولة الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام): (( من تساوى يوماه فهو مغـبون )) ، مغبـون حـقاً لأنّ العالم يتطور ويتقدم ، والتقدم اليوم في عالمنا المعاصر تسابقٌ بإيقاع متصاعـد ، تسابقٌ يغادر مفهوم الزمن ، وعقارب ساعة الكيشوان تعترضها حروف النفي والممانعة والخوف ، وطاعة الأسياد وتملق أحـزاب السلطة ، بل أكد الكيشوان عـزمه على السير إلى الوراء بموقفه المتخاذل أمام أساتذة الجامعة عند اجتماعهم بالسيد رئيس الوزراء حيدر العبادي لمناقشة سلم الرواتب الجديد ، إذ كان رئيس الجامعة يوصي الأساتذة بعدم الحديث بشيء لا يرتضيه السيد رئيس الوزراء . و كانت آراؤه في أثناء النقاش ضد الأستاذ الجامعي وتطلعاته المستقبلية . ويبدو أن الكيشوان أخـذ بالحسبان توجـه الوزير السابق (علي محمد زندي) ، بأن الاختصاصات الإنسانية غير مهمة ، ولذلك قلصت الوزارة الدعم للكليات الإنسانية ، وطبق الكيشوان وصايا الإهمال ، واستمر تقليل أهمية تعليم القيم الإنسانية والتنمية الذهنية ونظر الكيشوان بعين ( زندي ) (الاستعلائية) إلى الفلسفة والشعر والنص المقدس وعلومه ودروس التاريخ ، واستصغر أسرار النفس واحتقـر مفهوم المجتمع ، وازدرى الكيشوان تربية العقول ، لكننا نحاول أن نذكره : بأنك توليت إدارة صناعة العقول ، وليس حراسة الأحذية ... لكن الإناء ينضح بما فيه . أضف الى ذلك سكوته على تلك الخمس ملايين التي سرقت من اساتذة جامعة بغداد بحجة بناء مجمعات سكنية لهم ،لقد ذهب هذا الكيشوان في الجامعة الى الهاوية ،انقضّوا جامعة العراق من السقوط أرجوكم
مقالات اخرى للكاتب