منذ البداية كانت الامور واضحة وجلية, الاصلاح الاول لم يصلح شيئا والاصلاح القادم لن يصلح ابدا اي شي, لسبب بسيط جدا ولايحتاج لحذلقة لغوية ولا اطناب في الشرح والتفصيل, لان اصل الخراب والفساد المراد اصلاحه هم نفس الاحزاب الموجودة بدون استثناء والتي تدعو للاصلاح في نفس الوقت!! , فالشعب كمن ينتظر من العاهر ان تؤسس بيت طاهر لنشر العفة والفضيلة والقضاء على الانحراف, بل وحتى صاحبة هذه المهنة الترفيهية , بامكانها ان تعْين الفقراء من اموالها المشبوهة ,اما الساسة فالامر صعب جدا عليهم!!! فالاصلاح يعني توقف تدفق الاموال لخزائنهم وجيوبهم او تحولهم هذه الاصلاحات المنشودة الى اشخاص دون نفوذ وحمايات وسلطة وهذا ما لايفعله الا من كان من الاولياء او الانبياء, او رجل تاب الى ربه توبة نصوحه.. ولا اعتقد بان اي من الساسة الان يفكر بالتوبة او الرجوع لجادة الصواب!! فما زال في عمره متسع لذلك حسبما يعتقد !!! فهل سمعتم من قبل؟؟ بايّ رجل دولة في الوطن العربي منذ عشرات السنين قدم استقالته بسبب فشله او فساده!!!! او حتى اعتذر عن جرائمه وكوارثه!! طبعا لا... ولنا في البعث وصعاليكه اسوة سيئة!!!.وتحت شعار " محد طلع من كَبره مطكَكَـ " تستمر سياسة التقفيص والنهب الشرعي المنظم.
قبل سنة ونصف تحديداً عندما رُشح فارسنا الجديد العبادي الى رئاسة الوزراء من قبل الاحزاب الفاسدة نفسها ليخلف الفاسد الذي قبله حسبما اتفقت الاغلبية السياسية آنذاك, تمنيّت على السيد العبادي *ان يشكل فريق خاص به بعيداً عن هؤلاء ,تسانده جهة عسكرية لتطبيق مايريد اصلاحه على ارض الواقع بالقوة!!! ولكنه لم يفعل ولن يفعل فاصحاب الفضل بارتقاءه كفارس مغوار يقود هذه الجموع المليونية المقهورة هم نفس الاحزاب المصابة بآفة الفساد.
فالرجل كان امام خيارين لاثالث لهما اما ان يعلن الحرب بيد عارية ضد قادة الكتل الفاسدة ويدخل بازمات خطيرة يخرج في النهاية منها عميلاً وفاسداً وربما قتيلاً ... واما ان يبقى يماطل ويتمنى ويرجو ويدعو ويتسائل ... ليبقى الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر اللجوء الى الدعاء والزيارة عند قبور المعصومين ع وهذا ماحصل ...فعنّ اي تغيير جديد تتحدث الحكومة!!!!؟؟؟
مقالات اخرى للكاتب