أيها العراقيُّ.....هل أنك تعرف جيدا مالذي تعنيه الحرب الأهلية, ليست في العراق فقط بل في اي مكان من هذا العالم؟ انها تعني الدمار والخراب والهلاك للجميع . فهل نحن نرغب ان يعم الدمار في أرضنا أرض الأنبياء والأوصياء والأولياء الأطهار؟ هنا يتحتم على المعنيون بأمر العراق أن يوقفوا كل مايمكنه ان يتسبب في تلك الحرب القذرة ,تلك الحرب التي تعادل في سلبياتها ونتائجها ماتسببه اية حرب اخرى لكن الفرق بينهما ان الحرب الأهلية لايشنها العدو بنفسه وبطريقة مباشرة ,كلا فأنه يسعى اليها بشتى الطرق فيستعين برجاله وأذنابه من مخبرين وخائنين كي يشعلوا فتيلها في تلك البقعة , ويكون العدو قد تهيأ وأعدَّ العدة كي يبدأ بتزويد الأسلحة لجميع الأطراف , ويكون وقودها شبابنا الحلو الذين يفترض بالمعنيين أن يوفروا له العمل وينتشلونه من البطالة التي تعصف به بعد تخرجه من الجامعات والمعاهد العلمية والأدبية. أن ولاة الأمر قادرون على انقاذنا من هذا الكابوس المريع ان كانوا يصبون إلى هذا . هم يعلمون اننا نعلم ذلك لكنهم لايريدون لتلك اللعبة(الحرب الأهلية) أن تنتهي . إنه لمن الأمر المحزن والمؤلم حين ينطق بعض المسؤؤلين وعبر القنوات الفضائية ليصِّرح على الملأ بان الحرب الأهلية تلوح في الأفق, وأن فئة بذاتها هي الخاسر الأكبر. خاطيء, وواهم ,وهمٌ, كبير, من يعتقد ان الخسارة تشمل فئة واحدة بعينها, ودون غيرها فالموضوع لاينحسر في خسارة فئة دون غيرها (أوربح فئة دون غيرها ) انها حرب وليست لهو او نزهة أيها الطائفيون الذين أبتلانا الله بكم وبشر مخططاتكم. أن أية حرب لايمكن لها أن تنتقي أو تختار , فهي ذات شرار لاهب, وسريع لايدعنا, كي نختار, بل سينهشنا جميعاً وربما أكبر الرؤؤس ستكون أول جني لها والتي لم تكن تحسب لهذا الامر. أغلب الأنظمة العربية أن لم نقل جميعها جاءت بعد أن تآمرت وسقطَّت الانظمة التي سبقتها , ولهذا وُجِدَتْ طبقة عانت الظلم من تلك الانظمة وحُسِبَت طبقة مظلومة وعوُمِلت تلك الطبقة بمثابة المجرمة وطبق عليها قانون الأعدام إما شنقاً أو رمياً بالرصاص ,أولقيت حتفها تحت سياط التعذيب التي لم تكن ترحم. بعد غزو البلاد و زوال تلك الانظمة إختلفت المقاييس والمعايير, حيث أصبح الأفرد الذين أعِدموا وحسبوا مجرمين آنذاك حسبوا اليوم شهداء الوطن , والذي نفذ فيهم حكم الأعدام اضحى مجرماً, ومن كان يحسب بطلاً حسب مجرمٌ. هل من الممكن أن تُعاد الأحداث نفسها على الساحة العراقية؟ نعم كل شيء,ممكن ,طالما أن الجميع لديهم أعذارهم التي دعت لتلك الأفعال. إذاً هل فيكم من يَدُلَّني على الصح وعلى الخطأ؟ هل فيكم من يُعَلمني مالذي يجب أن أؤيده ومالذي عليَّ أن أرفضه وأقاومه؟ لماذا نحن ملزمون كي نستمر في هذه الحياة العبثية والكاذبة والتي لاصدق فيها ولاحقيقة؟ ياتُرى هل نحن قادرون أن نقدم فعلاَ طيباً للبشرية وفق تلك الأحداث والمشاهد , وكيف سيكون لون مستقبلنا الذي اصطبغ ماضيه بلون الدماء التي تأبى أن يتوقف نزيفها . أملي لايختلف عن أمل جميع العراقيين النجباء بأن نكون أقوى من كل مايخطط لنا كي نصل الى الكمال لنحقق من خلاله الحب الأخوي في هذا العالم الذي شوهته القوى الاستعمارية والرأسمالية العالمية .
مقالات اخرى للكاتب