أصبحت ألاعيب الدكتاتورية واضحة ولاتمر على العراقيين مرور الكرام لأن العراقيين ذاقوا مرارة الدكتاتورية وألاعيبها وطرقها الملتوية , فالدكتاتوريون يستعملون وسائل متعددة من أجل أسكات الآخر أو عزله وكان صدام حسين النموذج الأول في أستعمال هذه الوسائل وكان يصفي يوميا المئات من المواطنين العراقيين حتى لايطالبوا بحقوقهم وحتى لاينتقدوا ولايعارضوا نظام الدكتاتورية
أعتقال فرج الحيدري في هذه الأيام جاء نتيجة أقتراب موعد أنتخابات مجالس المحافظات ويبدو أن السلطة تريد تأجيل الأنتخابات الى أجل غير مسمى حتى لايطالب الشعب بأجراء الأنتخابات في موعدها المقررلأن العجز الحكومي سوف يطيح بالكثير من سياسيي الصدفة الذين جاءوا الى المقاعد عن طريق العواطف وعن طريق البرامج البراقة التي طرحت والتي لم يحققوا منها أي فقرة لابل عملوا بالضد من تلك البرامج التي طرحوها سابقا
عملية الأعتقال هذه جاءت في وقت صارخ لايقبل الشك على أنها عملية أعتقال ذات أبعاد سياسية واضحة وتخبط واضح يجعل من العملية السياسية سخرية للعالم فأين كانت السلطات العراقية من فساد فرج الحيدري أذا كان فاسدا ؟ ولماذا تذكروه الآن في هذا الوقت الحرج ؟
جميع العراقيين ينبذون الفساد ويشعرون بخطر الفساد على العراق ولكن أن تقوم السلطات العراقية بمكافئة فاسد ومحاسبة فاسد فهذا يجعل العراقيون يتخوفون من هذه الأجراءات ولايثقون بها فالأعتقالات في العراق الجديد طالت كل من يختلف مع السلطة وكل من لديه منصب يؤثر على نهج السلطة
أن أي مساس بمؤسسات الدولة هو مؤشر خطير على بدء تسييس المؤسسات وتجييرها لصالح الحكومة وهي نفس الأساليب التي كان صدام حسين يستعملها وأدت الى تدمير العراق , فالحكومة اليوم تريد أن تجعل من المفوضية أزمة تعتاش عليها وتكسب الوقت من خلالها وهذه الخطوة لايؤيدها إلا من يؤمن بالدكتاتورية ويبدو أن رئيس الوزراء أحيط بمستارين أثروا سلبياً على مستقبله السياسي وعلى مستقبل حزب الدعوة فالمستشارون يصورون الوضع للمالكي بأنه وردي والجميع راض عن أداء الحكومة ورئيسها وراح البعض من المستشارين يعزف على الوتر الطائفي في أذن المالكي وحولوه من شخص وطني عمل للعراق كثيرا الى رجل تشم منه رائحة الدكتاتورية و المقارنة بينه وبين صدام حسين
يفترض أن تقوم الدولة بتقوية مؤسساتها والبحث عن الأشخاص المستقلين لكي يديروا هذه المؤسسات ونحن في العراق الجديد يحارب كل شخص مستقل ويجتث بينما يكافيء الحزبي مهما كان عمله وفساده وهاهي الحكومة تقوم بأطلاق سراح وزير التجارة ووزير الثقافة في حكومة صدام حسين لأنهما ينتميان الى حزب وأخشى أن تكون هذه الأفراجات ذات طابع طائفي !
فالأنتخابات أصبحت اليوم تؤرق الساسة الذين عاثوا في الأرض فسادا ونراهم يعملون كل ما بأستطاعتهم من أجل تأجيلها أو إلغاءها والأنتخابات هي المنجز الوحيد الذي نعول عليه ويجب أن نحافظ عليه كشعب عانى من الويلات تحت الحكم الدكتاتوري وعلى الحكومة أن تحترم هذا الحق الدستوري للشعب العراقي .