فيما تتلاشى المساحات الصالحة للسكن في البصرة تتلاشى معها ايضا المساحات الخضراء وتتقلص الحياة الصحية تدريجيا في نفس الوقت تنعدم ابسط مقومات الحياة من ماء صالح للشرب ومجاري ومتطلبات الحياة الاخرى الضرورية .
ومن المهازل التي ساعدت على تدمير الحياة في هذه المحافظة التي لولاها فان العراق يعد بلدا اكثر فقرا من موريتانيا , هو ان نواب المحافظة في البرلمان المركزي او مجلس المحافظة غير مبالين بسوى مرتباتهم وامتيازاتهم الشخصية .
وببساطة فان النائب يحدث نفسه بانه يمكنه العيش رغيدا في اي بقعة من العالم ولمئة عام قادمة و انه قد نال مراده فلماذا يطالب بحقوق المحافظة وحاجات اهلها.
نفوس البصرة تقترب من الخمس ملايين نسمة ولااحد يهتم بها فيما تحلب اموالها وخيراتها بحجة انها جزء من العراق وانها يجب ان ترضخ لما تؤمر به دونما اي مقابل يحسس سكان المحافظة بانهم يتمتعون بجزء من خيراتهم.
وهذا هو الظلم بعينه والا فكيف يكون الظلم ان تحلب البصرة كالشاة من غير ان ترى فيها شارعا واحدا يجلب النظر انها مأساة مستمرة . ففي اي دولة فدرالية تخصص نسبة من الموارد الطبيعية للمحافظة المنتجة للنفط لتنميتها وهذا هو العدل والانصاف فمثلا ولاية الاسكا الامريكية المنتجة للنفط تحصل على نسبة 65% من صافي الارباح فيما تخصص دول اخرى نسبا مقاربة لذلك . فلماذا تحرم البصرة من حقوقها وخيراتها واين العدل في ذلك . الكثير من نواب البصرة يخشى المجاهرة ورفع الصوت محاباة ومداهنة وذلا ولمن ؟ لنواب شيعة اخرين من محافظات اخرى غير منتجة للنفط والغاز.
يا نواب البصرة ولستم بنواب انما انتم موظفون من اجل امتيازاتكم وحسب. انظروا كيف يدافع نواب محافظات كردستان عن حقوق محافظاتهم ولايفرطون بها قيد انملة ثم انظروا كيف يدافع نواب المحافظات الغربية عن حقوق تفوق ما يستحقون ويأخذونها عنوة . فما خطبكم انتم فهل ان على رؤسكم الطير ام انكم اصبتم بعاهات مزمنة ( صم بكم عمي فهم لايبصرون)
ان البداية تكون في تشريع قانون النفط والغاز وان تحصل البصرة على نسبة لاتقل عن 50% من خيراتها وعدا ذلك فلن تتقدم الحياة خطوة واحدة الى الامام في هذه المحافظة المنكوبة .
ولابد لمجلس المحافظة الجديد ان يلاحظ مايلي
اولا يجب على المحافظة استحداث المزيد من المساحات الخضراء لاحداث توازن بيئي حتى لو اضطرت لشراء بعض المناطق السكنية لما لذلك من اهمية في اعادة بعث الحياة الصحية ورفع مستوى الاوكسجين واستعادة التوازن البيئي
ثانيا ايصال خدمة الماء الصالح للشرب الى نسبة 100% حيث تقع البصرة في مثلث الملح الاقليمي شديد الانخفاض تحت مستوى سطح البحر
ثالثا استحداث شبكة مجاري للفضلات حيث ان فضلات العراق كلها من الشمال الى الجنوب تجتمع في البصرة فتقوم بتلويث ارضها وسمائها وعموم بيئتها .
مقالات اخرى للكاتب